المعنى الإجمالي:
تُبيِّنُ لنا الآياتُ الكريمةُ لونًا مِن الحِجَاجِ مع المُشركينَ، يتضَمَّنُ توبيخًا لهم، وتعجيبًا مِن عُقولِهم، فيقولُ سُبحانه: أفمَن هو قائِمٌ على شُؤونِ جَميعِ العِبادِ- مِن أرزاقٍ وغيرِها- رقيبٌ على ما يَكسِبونَه مِن أعمالٍ، حافِظٌ لها، ومُجازٍ عليها، كمَن ليس كذلك مِن هذه الأصنامِ؟!
وجَعَلوا لله شُرَكاءَ مِن خَلْقِه يَعبُدونَهم، قلْ لهم- يا محمدُ: سمُّوهم بالأسماءِ التي يستحقُّونَها ما دُمتُم جعَلْتموهم شركاءَ لله، ولن يَجِدوا ما يَجعَلُهم أهلًا للعبادةِ، أم تُخبِرونَ اللهَ بشُرَكاءَ في أرضِه لا يعلَمُهم، أم تُسَمُّونَهم شُرَكاءَ بظاهرٍ مِن اللَّفظِ مِن غيرِ أن يكونَ لهم حقيقةٌ! بل حُسِّنَ للكُفَّارِ قَولُهم الباطِلُ، وصُرِفوا عن سبيلِ الله. ومَن يُضِلَّه الله فلا أحدَ يهديه، ويأخذُ بيدِه إلى الحَقِّ والرَّشادِ، ولهؤلاء الكُفَّارِ عذابٌ في الحياةِ الدُّنيا بالقتلِ والأسرِ والخِزي والمصائبِ والآفاتِ، ولَعذابُهم في الآخرةِ أغلظُ وأشَدُّ، وليس لهم من أحدٍ يَمنَعُهم مِن عذابِ اللهِ.