المعنى الإجمالي:
افتُتِحَت هذه السورةُ العظيمة بالحروف المقطَّعة؛ لبيان إعجاز القرآن؛ إذ تُبرِزُ عجزَ الخَلْق عن معارضته بالإتيان بشيءٍ من مثلِه، مع أنَّه مركَّبٌ من هذه الحروفِ العربيَّة التي يتحدَّثون بها!
ثُمَّ أخبَرَ تعالى أنَّ هذا القُرآنَ كتابٌ أنزله إلى رَسولِه الكريمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ ليُخرِجَ به البشَرَ مِن الكُفرِ والجَهلِ والمعاصي إلى نورِ الإيمانِ والعِلمِ والطَّاعةِ - بإذنِ رَبِّهم وتوفيقِه لهم- إلى طريقِ الحَقِّ الواضحِ المُستقيمِ الذي نصَبَه اللهُ لعبادِه، وجَعَله مُوصِلًا إلى العزيزِ الحميدِ؛ اللهِ الذي له ما في السَّمواتِ وما في الأرضِ؛ وويلٌ للذين كفروا مِن عذابٍ شَديدٍ ينالُهم يومَ القيامةِ. وهؤلاءِ الكافِرونَ هم الذين يختارونَ الحياةَ الدُّنيا الفانيةَ، ويَترُكونَ الآخِرةَ الباقيةَ، ويَصْرِفونَ النَّاسَ عن اتِّباعِ دِينِ اللهِ، ويُريدونَه طَريقًا مُعوَجًّا؛ ليُوافِقَ أهواءَهم، أولئك في ضلالٍ بعيدٍ عن الحقِّ.