المعنى الإجماليُّ:
يُبيِّنُ الله تعالى ما عليه هؤلاء الكافرونَ مِن تناقضٍ، ويُقيمُ عليهم الحُجَّةَ، فالمنفردُ بالخَلْقِ والتَّدبيرِ هو الَّذي يَنبغي أن يُفردَ بالعبادةِ، فيقولُ: ولَئِنْ سألْتَ -يا محمَّدُ- هؤلاء الكافِرينَ: مَنِ الَّذي خلَقَ السَّمَواتِ والأرضَ؟ لَيَقولُنَّ: اللهُ. قُلْ لهم: الحَمدُ لله الَّذي أظهرَ الحُجَّةَ وأقامها عليكم باعتِرافِكم، بل أكثَرُهم لا يَعلَمونَ!
ثمَّ يُبيِّنُ عزَّ وجلَّ ما يدُلُّ على عظيمِ قدرتِه، فيقولُ: لله وَحْدَه ما في السَّمَواتِ والأرضِ، إنَّ اللهَ هو الغنيُّ المحمودُ في ذاتِه وصفاتِه.
ثمَّ يذكُرُ الله سبحانَه أنَّ كَلِماتِه لا نَفادَ لها، فيقولُ مقَرِّبًا هذا المعنى إلى الأذهانِ: ولو أنَّ أشجارَ الأرضِ صارت أقلامًا، وصار البَحرُ مِدادًا لها، ويَمُدُّ هذا البَحرَ سَبعةُ أبحُرٍ؛ لتُكتَبَ كلماتُ اللهِ بتلك الأقلامِ وهذا المِدادِ؛ لانتهَتْ تلك الأقلامُ، وفَنِيَ ذلك المِدادُ، ولم تَنفَدْ كلماتُ الله سُبحانَه وتعالى، إنَّ اللهَ عزيزٌ حَكيمٌ.