المعنى الإجماليُّ:
يقولُ تعالى مبيِّنًا جانبًا مِن جَهالاتِ المشركينَ، وتمادِيهم في غَيِّهم وضلالِهم: وإذا قيل لأولئك المُشرِكين: احْذَروا ما تقدَّم قبْلَكم مِن نِقمِ اللهِ في الأُممِ الماضيةِ بكُفرِهم أنْ يحُلَّ مثلُه بكم، واحْذَروا ما أنتُم لاقُوه مِن عذابِ اللهِ تعالَى إنْ هلكْتُم على كُفرِكم وتكذيبِكم، لعلَّكم تُرحمونَ، أعرَضوا وصَمُّوا آذانَهم.
وما تأتيهم آيةٌ مِن الآياتِ التي تدُلُّ على وَحدانيَّةِ الله تعالَى وقُدرتِه، وعلى أنَّ الرَّسولَ صلَّى الله عليه وسلَّم صادِقٌ في دَعوتِه؛ إلَّا أعرَضوا عنها وصَمُّوا آذانَهم.
وإذا قِيل لأولئك الكافِرينَ: أنفِقوا ممَّا رزقَكم اللهُ على المحتاجينَ، قالوا على سَبيلِ الاستِهزاءِ والسُّخريةِ: أنُطعِمُهم نحنُ ولو شاء اللهُ لأطعَمَهم هو مِن رِزقِه؟! ما أنتُم في أمْرِكم لنا بالإنفاقِ عليهم إلَّا في ضلالٍ واضحٍ!