مشكل الإعراب:
قَولُه تعالى: إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ فيه أوجُهٌ:
أحدُها: أنَّ مِثْلَ نَعتٌ لـ (حَقٌّ) مبنيٌّ على الفَتحِ في محَلِّ رَفعٍ، وإنَّما بُنِيَ لإضافتِه إلى مَبنيٍّ وهو أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ، وعليه فـ مَا زائِدةٌ للتَّأكيدِ.
الثَّاني: أنَّ مِثْلَ نَعتٌ مَنصوبٌ لِمَصدرٍ محذوفٍ، أي: لَحَقٌّ حَقًّا مِثلَ نُطقِكم.
الثَّالِثُ: أنَّه حالٌ مَنصوبٌ مِنَ الضَّميرِ المرفوعِ في لَحَقٌّ أو مِن نفْسِ (حَقٌّ) وإن كان نَكِرةً، على مَذهَبِ سِيبَويهِ. ومَا على هذه الوُجوهِ المتقَدِّمةِ زائِدةٌ أيضًا، والمصدَرُ المُؤَوَّلُ أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ في محَلِّ جَرٍّ بإضافةِ مِثْلَ إليه، والتَّقديرُ: إنَّه لحَقٌّ مِثلَ نُطقِكم. وقيل في توجيهِ مِثْلَ غَيرُ ذلك [153] يُنظر: ((معاني القرآن وإعرابه)) للزجاج (5/54)، ((إعراب القرآن)) للنحاس (4/161)، ((مشكل إعراب القرآن)) لمكي (2/687)، ((الدر المصون)) للسمين الحلبي (10/47). .