موسوعة الآداب الشرعية

عاشرًا: التَّحَفُّظُ مِنَ الكَذِبِ في اليَمينِ


يَحرُمُ الإتيانُ باليَمينِ الغَموسِ [2598] اليَمينُ الغَموسُ اصطِلاحًا: الحَلِفُ على إثباتِ شَيءٍ أو نَفيِه، يُتَعَمَّدُ الكَذِبُ فيه، وسُمِّيَت غمَوسًا؛ لأنَّها تَغمِسُ صاحِبَها في الإثمِ، ثمَّ في النَّارِ. يُنظر: ((شرح مختصر الطحاوي)) للجصاص (7/373)، ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (3/386). ، وهيَ مِنَ الكَبائِرِ.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ الكِتابِ والسُّنَّةِ:
أ- مِنَ الكتابِ
قال تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَا خَلَاقَ لَهُمْ فِي الْآَخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ وَلَا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [آل عمران: 77] .
وجهُ الدَّلالةِ
يُؤخذُ مِن الآيةِ أنَّ اليمينَ الغموس من كَبائر الذُّنوب، وهو أمرٌ زائدٌ على كونه محرَّمًا؛ لأنَّ الكبيرة أعظمُ من مُطلقِ التَّحريم؛ لأنَّ فيها وعيدًا، وكلُّ ذنب رُتِّب عليه وعيدٌ فهو من كبائرِ الذُّنوب [2599] يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة آل عمران)) (1/443). .
ب- مِنَ السُّنَّةِ
1- عن عبدِ اللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عنهما، عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((الكبائِرُ: الإشراكُ باللهِ، وعُقوقُ الوالِدَينِ، وقَتلُ النَّفسِ، واليَمينُ الغَمُوسُ)) [2600] أخرجه البخاري (6675). .
2- عن أبي أُمامةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ الله صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((مَنِ اقتَطَع حَقَّ امرئٍ مُسلِمٍ بيَمينِه، فقد أوجَبَ اللهُ له النَّارَ، وحَرَّم عليه الجنَّةَ. فقال له رجُلٌ: وإنْ كان شَيئًا يسيرًا يا رَسولَ اللهِ؟ قال: وإنْ قَضيبًا مِن أراكٍ)) [2601] أخرجه مسلم (137). .
وَجهُ الدَّلالةِ:
إنَّما كَبُرَت هذه المَعصيةُ بحَسَبِ اليَمينِ الغَمُوسِ التي هي مِنَ الكبائِرِ المُوبِقاتِ، وتَغييرِها في الظَّاهِرِ حُكمَ الشَّرعِ، واستِحلالِه بها الحَرامَ [2602] ((إكمال المُعْلِم)) لعياض (1/434). .

انظر أيضا: