موسوعة الآداب الشرعية

حادي عشرَ: التَّحَفُّظُ مِنَ الإكثارِ في اليَمينِ


يُكرَهُ الإكثارُ مِنَ اليَمينِ [2603] نَصَّ على ذلك الجُمهورُ: المالكيَّةُ، والشَّافِعيَّةُ، والحَنابلةُ. يُنظر: ((روضة المستبين)) لابن بزيزة (1/637)، ((تحفة المحتاج)) لابن حجر الهيتمي (10/13)، ((المبدع شرح المقنع)) لبرهان الدين ابن مفلح (8/73).
الدَّليلُ على ذلك مِنَ الكِتابِ:
1- قال تعالى:  وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ [البقرة: 224] .
وَجهُ الدَّلالةِ:
في الآيةِ تَحذيرٌ مِنَ الجُرأةِ على اللهِ تعالى بالإكثارِ مِنَ الحَلِفِ [2604] ((أحكام القرآن)) للْكِيَا الهَرَّاسي (1/144). ويُنظر: ((شرح زَرُّوق على متن الرسالة)) (2/616)، ((مغني المحتاج)) للشربيني (4/325). .
2- قولُه تعالى: وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ [القلم: 10] .
وَجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ اللهَ تعالى ذكَرَ الإكثارَ مِنَ الأَيمانِ بصيغةِ الذَّمِّ [2605] ((لقاء الباب المفتوح)) لابن عُثيمينَ رقْم اللقاء (115). ويُنظر: ((شرح منتهى الإرادات)) للبُهُوتي (3/442). .
3- عُمومُ قَولِ اللهِ تعالى:  وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ [المائدة: 89] [2606] ((فتاوى اللجنة الدائمة- المجموعة الأولى)) (23/55). .
وأمَّا التَّعليلُ فللآتي:
1-أنَّ ذلك قد يؤدِّي إلى الاستِهانةِ باسمِ اللهِ تعالى [2607] ((فتاوى اللجنة الدائمة- المجموعة الأولى)) (23/55). .
2-أنَّ الإكثارَ مِنَ اليمينِ قد يوقِعُ الشَّخصَ في الكَذِبِ [2608] ((مجموع فتاوى ابن باز)) (1/54). .
فائدةٌ:
قال الرَّازيُّ: (الحِكمةُ في الأمرِ بتَقليلِ الأيمانِ أنَّ مَن حَلَف في كُلِّ قَليلٍ وكَثيرٍ باللهِ انطَلَقَ لسانُه بذلك ولا يَبقى لليَمينِ في قَلبِه وَقعٌ، فلا يُؤمَنُ إقدامُه على اليَمينِ الكاذِبةِ، فيَختَلُّ ما هو الغَرَضُ الأصليُّ في اليَمينِ، وأيضًا كُلَّما كان الإنسانُ أكثَرَ تَعظيمًا للهِ تعالى كان أكمَلَ في العُبوديَّةِ، ومِن كَمالِ التَّعظيمِ أن يَكونَ ذِكرُ اللهِ تعالى أجَلَّ وأعلى عِندَه مِن أن يَستَشهِدَ به في غَرَضٍ مِنَ الأغراضِ الدُّنيَويَّةِ) [2609] ((مفاتيح الغيب)) (6/ 425). .

انظر أيضا: