موسوعة الآداب الشرعية

رابعًا: سَوقُ البَهيمةِ إلى مَذبَحِها برِفقٍ وإضجاعُها برِفقٍ


يُستَحَبُّ سَوقُ الذَّبيحةِ إلى مَذبَحِها، وإضجاعُها برِفقٍ والإحسانُ إليها [2648] وذلك باتِّفاقِ المذاهِبِ الفِقهيَّةِ الأربعةِ. يُنظر: ((الموسوعة الفقهية)). .
الدَّليلُ على ذلك مِن الكِتابِ والسُّنَّةِ:
أ- من الكِتابِ
1- قال تعالى: وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [البقرة: 195] .
2- قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ [النحل: 90] .
وَجهُ الدَّلالةِ من الآيتين:
أنَّ فيهما الأمرَ بالإحسانِ الشَّامِلِ للحَيَوانِ وما سِواه [2649] يُنظر: ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (6/56)، ((مجموع فتاوى ابن باز)) (4/297). .
ب- مِنَ السُّنَّةِ
عن شَدَّادِ بنِ أوسٍ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ثِنْتانِ حَفِظْتُهما عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم؛ قال: ((إنَّ اللهَ كَتَب الإحسانَ على كُلِّ شيءٍ، فإذا قتَلْتُم فأحسِنوا القِتْلةَ، وإذا ذبَحتُم فأحسِنوا الذَّبحَ، ولْيُحِدَّ أحَدُكم شَفْرَتَه، فلْيُرِحْ ذَبيحتَه)) [2650] أخرجه مسلم (1955). .
وَجهُ الدَّلالةِ:
قَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((كَتَبَ الإحسانَ))، وقَولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ليُرِحْ ذَبيحَتَه)) يَشمَلُ إحدادَ السِّكِّينِ، وتَعجيلَ إمرارِها، وغَيرَ ذلك مِن حُسنِ سَوقِها، وإضجاعِها برِفقٍ [2651] يُنظر: ((شرح مسلم)) للنووي (13/107)، ((فيض القدير)) للمناوي (2/ 246)، ((نيل الأوطار)) للشوكاني (8/162). .
وأمَّا التَّعليلُ: فلأنَّها تَعرِفُ رَبَّها سُبحانَه وتعالى، وتُسَبِّحُ بحَمدِه، وتَعرِفُ المَوتَ؛ ولهذا تَهرُبُ إذا رَأتِ الذَّبحَ [2652] يُنظر: ((الشرح الممتع)) لابن عثيمين (15/93). .

انظر أيضا: