موسوعة الآداب الشرعية

عاشرًا: أن يَنويَ المذَكِّي الذَّكاةَ عند الذَّبحِ


يُشتَرَطُ أن يَنويَ المذَكِّي الذَّكاةَ عند الذَّبحِ [2672] وهو مَذهَبُ الجُمْهورِ: الحَنَفيَّةِ، والمالِكيَّةِ، والحَنابِلةِ. يُنظر: ((الهداية)) للمرغيناني (4/62)، ((مواهب الجليل)) للحطاب (4/312)، ((المبدع)) لابن مفلح (9/188). .
الدَّليلُ على ذلك مِنَ الكِتابِ والسنة:
أ- مِنَ الكتاب
قَولُه تعالى: فَكُلُوا مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ بِآيَاتِهِ مُؤْمِنِينَ [الأنعام: 118] .
وجهُ الدَّلالةِ:
أنَّ المعنى: كُلُوا ممَّا قُصِدَ إلى ذكاتِه، فكَنَّى عَزَّ وجَلَّ عن التَّذْكيةِ بذِكرِ اسمِه، كما كنَّى عن رَميِ الجِمارِ بذِكرِه؛ حيثُ يقولُ: وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ [البقرة: 203] [2673] ((البيان والتحصيل)) لابن رشد الجد (17/619). .
ب- مِنَ السُّنَّة
قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ، وإنَّما لكُلِّ امرِئٍ ما نَوى...)) [2674] أخرجه البخاري (1) واللفظ له، ومسلم (1907) من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
أي: الأعمالُ صحيحةٌ أو معتبرةٌ ومقبولةٌ بالنِّيَّاتِ [2675] ينظر: ((جامع العلوم والحكم)) لابن رجب (1/ 64). .
أمَّا التَّعليلُ: فلأنَّها عِبادةٌ؛ لاشتِراطِ الصِّفةِ فيها والعَدَدِ، فوجَبَ أن يكونَ مِن شَرْطِها النيَّةُ [2676] ((بداية المجتهد)) لابن رشد (2/211). .

انظر أيضا: