موسوعة الآداب الشرعية

أولًا: الإخلاصُ لله


يَجِبُ الإخلاصُ لله في صِلةِ الرَّحِمِ، وفِعلُها بنيَّةِ القُربةِ إلى اللهِ تعالى، واحتِسابُ ذلك عِندَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ [1238] قال ابنُ أبي جَمرةَ في وَصلِ الرَّحِمِ: (المَعنى الجامِعُ له: إيصالُ ما أمكنَك مِنَ الخيرِ إليهم على قَدرِ طاقَتِك، بنيَّةِ القُربةِ إلى اللهِ تعالى). ((بهجة النفوس)) (4/ 146). .
الدَّليلُ على ذلك مِن الكتابِ والسُّنَّةِ:
أ- مِنَ الكِتابِ
1-قال تعالى: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة: 5] .
2-قال تعالى: إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ [الزمر: 2-3] .
3-قال تعالى: قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ * وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي [الزمر: 11 - 14] .
4-قال تعالى: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ [الملك: 2] .
قال الفُضَيلُ بنُ عِياضٍ في قَولِه تعالى: لِيَبْلُوكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا: (أخلَصُه وأصوَبُه؛ فإنَّ العَمَل إذا كان خالصًا ولم يكُنْ صَوابًا لم يُقبَلْ، وإذا كان صَوابًا ولم يكُنْ خالصًا لم يُقبَلْ، حتَّى يَكونَ خالصًا صَوابًا، والخالِصُ إذا كان للَّهِ، والصَّوابُ إذا كان على السُّنَّةِ) [1239] يُنظر: ((الإخلاص والنية)) لابن أبي الدنيا (22)، ((حلية الأولياء)) لأبي نعيم (8/ 95). .
ب- مِنَ السُّنَّةِ
1-عن عُمَرَ رَضيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((الأعمالُ بالنِّيَّةِ، ولكُلِّ امرِئٍ ما نَوى، فمَن كانت هِجرتُه إلى اللهِ ورَسولِه فهِجرتُه إلى اللهِ ورَسولِه، ومَن كانت هِجرتُه لدُنيا يُصيبُها، أوِ امرَأةٍ يَتَزَوَّجُها، فهِجرتُه إلى ما هاجَرَ إليه)) [1240] أخرجه البخاري (54) واللفظ له، ومسلم (1907). .
2-عن أبي أُمامةَ الباهليِّ رَضيَ اللهُ عنه، قال: ((جاء رجلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: أرأيتَ رَجُلًا غزا يلتَمِسُ الأجرَ والذِّكرَ، ما له؟ فقال رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا شيءَ له، فأعادها ثلاثَ مرَّاتٍ، يقولُ له رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: لا شَيءَ له، ثم قال: إنَّ اللهَ لا يَقبَلُ من العَمَلِ إلَّا ما كان له خالِصًا، وابتُغِيَ به وَجهُه)) [1241] أخرجه مِن طُرُقِ: النسائي (3140) واللَّفظُ له، والطبراني (8/165) (7628). حسنه الألباني في ((صحيح الترغيب)) (8)، وجَوَّد إسناده المنذري في ((الترغيب والترهيب)) (1/40)، وابن رجب في ((جامع العلوم والحكم)) (1/81)، وابن حجر في ((فتح الباري)) (6/35)، والصنعاني في ((سبل السلام)) (4/68)، وحَسَّنه العراقي في ((تخريج الإحياء)) (5/112) .
3- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((قال اللهُ تَبارَك وتعالى: أنا أغنى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّركِ، مَن عَمِل عَمَلًا أشرَك فيه مَعي غيري، تَرَكتُه وشِركَه)) [1242] أخرجه مسلم (2985). .

انظر أيضا: