موسوعة الآداب الشرعية

تَمهيدٌ في أهمية صِلةِ الأرحامِ وفضلِها والتَّحذيرِ مِن قطعِها


أمرَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ ورَسولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بصِلةِ الأرحامِ، فقال الله تعالى ذِكرُه وجَلَّت عَظَمَتُه: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا [النساء: 1] (يَعني: اخشَوا اللَّهَ الذي تَساءَلونَ به الحاجاتِ. وَالْأَرْحَامَ يَعني: اتَّقوا الأرحامَ؛ فصِلوها ولا تَقطَعوها) [1206] ((تنبيه الغافلين)) للسمرقندي (ص: 136). .
وقال تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى [النساء: 36] ، وقال عَزَّ وجَلَّ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ [النحل: 90] ، وقال سُبحانَه: وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا [الإسراء: 26] ، وقال عزَّ مِن قائلٍ: فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ ذَلِكَ خَيْرٌ لِلَّذِينَ يُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [الروم: 38] .
وعن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((مَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ فليُكرِمْ ضَيفَه، ومَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ فليَصِلْ رَحِمَه، ومَن كان يُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ فليَقُلْ خيرًا أو ليَصمُتْ)) [1207] أخرجه البخاري (6138) واللفظ له، ومسلم (47). .
وعن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((الرَّحِمُ مُعَلَّقةٌ بالعَرشِ تَقولُ: مَن وصَلني وصلَه اللَّهُ، ومَن قَطَعَني قَطَعَه اللهُ)) [1208] أخرجه البخاري (5989)، ومسلم (2555) واللفظ له. .
وقال عَمرُو بنُ عَبَسةَ السُّلَميُّ رَضِيَ اللهُ عنه: ((كُنتُ وأنا في الجاهليَّةِ أظُنُّ أنَّ النَّاسَ على ضَلالةٍ، وأنَّهم ليسوا على شيءٍ وهم يَعبُدونَ الأوثانَ، فسَمِعتُ برَجُلٍ بمَكَّةَ يُخبرُ أخبارًا، فقَعَدتُ على راحِلتي، فقَدِمتُ عليه، فإذا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مُستَخفيًا جُرَءاءُ عليه قَومُه، فتَلطَّفتُ حتَّى دَخَلتُ عليه بمَكَّةَ، فقُلتُ له: ما أنتَ؟ قال: أنا نَبيٌّ، فقُلتُ: وما نَبيٌّ؟ قال: أرسَلَني اللهُ، فقَلتُ: وبأيِّ شيءٍ أرسَلك؟ قال: أرسَلني بصِلةِ الأرحامِ، وكَسرِ الأوثانِ، وأن يوحَّدَ اللَّهُ لا يُشرَكُ به شيءٌ)) [1209] أخرجه مسلم (832). .
ولمَّا سَأل النَّجاشيُّ مُهاجِري الحَبَشةِ: ما هذا الدِّينُ الذي فارَقتُم فيه قَومَكُم، ولم تَدخُلوا في ديني ولا في دينِ أحَدٍ مِن هذه الأمَمِ؟ قال جَعفَرُ بنُ أبي طالِبٍ رَضِيَ اللهُ عنه: ((أيُّها المَلِكُ، كُنَّا قَومًا أهلَ جاهليَّةٍ نَعبُدُ الأصنامَ، ونَأكُلُ المَيتةَ، ونَأتي الفواحِشَ، ونَقطَعُ الأرحامَ، ونُسيءُ الجِوارَ، يَأكُلُ القَويُّ مِنَّا الضَّعيفَ، فكُنَّا على ذلك حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إلينا رَسولًا مِنَّا، نَعرِفُ نَسَبَه، وصِدقَه، وأمانَتَه، وعَفافَه، فدَعانا إلى اللهِ لنوحِّدَه ونَعبُدَه، ونَخلَعَ ما كُنَّا نَعبُدُ نَحنُ وآباؤُنا مِن دونِه مِنَ الحِجارةِ والأوثانِ، وأمَرَنا بصِدقِ الحَديثِ، وأداءِ الأمانةِ، وصِلةِ الرَّحِمِ، وحُسنِ الجِوارِ، والكَفِّ عَنِ المَحارِمِ والدِّماءِ، ونَهانا عَنِ الفواحِشِ، وقَولِ الزُّورِ، وأكلِ مالِ اليَتيمِ، وقَذْفِ المُحصَنةِ، وأمَرَنا أن نَعبُدَ اللَّهَ وحدَه، ولا نُشرِكَ به شَيئًا، وأمَرَنا بالصَّلاةِ والزَّكاةِ والصِّيامِ)) [1210] أخرجه أحمد (1740) واللفظ له، وابن خزيمة (2260)، وأبو نعيم في ((حلية الأولياء)) (1/115) من حديثِ أمِّ سَلَمةَ أمِّ المؤمِنينَ رَضِيَ اللهُ عنها. حَسَّنه الوادعي في ((صحيح دلائل النبوة)) (96)، وصحَّح إسنادَه أحمد شاكر في تخريج ((مسند أحمد)) (3/180)، والألباني في ((فقه السيرة)) (115). .
ولمَّا سَأل هِرَقلُ أبا سُفيانَ عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وقال له: ماذا يَأمُرُكُم؟ قال أبو سُفيانَ: ((يَقولُ: اعبُدوا اللَّهَ وحدَه ولا تُشرِكوا به شيئًا، واترُكوا ما يَقولُ آباؤُكُم، ويَأمُرُنا بالصَّلاةِ والصِّدقِ والعَفافِ والصِّلةِ [1211] قال النَّوويُّ: (أمَّا الصِّلةُ فصِلةُ الأرحامِ وكُلِّ ما أمَرَ اللَّهُ به أن يُوصَلَ، وذلك بالبرِّ والإكرامِ وحُسنِ المُراعاةِ). ((شرح مسلم)) (12/ 106). ) [1212] أخرجه البخاري (7). وفي رِوايةٍ: ((ويَأمُرُنا بالصَّلاةِ والصَّدَقةِ والعَفافِ والوفاءِ بالعَهدِ وأداءِ الأمانةِ)). أخرجها البخاري (2941). .
وقال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((تُرسَلُ الأمانةُ والرَّحِمُ، فتَقومانِ جَنَبَتيِ الصِّراطِ يَمينًا وشِمالًا)) [1213] أخرجه مسلم (195) مِن حَديثِ أبي هُرَيرةَ وحُذيفةَ بنِ اليَمانِ رَضِيَ اللهُ عنهما. .
وقد ورد في فضلِ صِلةِ الرَّحِمِ والتحذيرِ مِن قَطعِها نصوصٌ كثيرةٌ مِن الكتابِ والسنَّةِ والآثارِ:
أ- مِنَ الكِتابِ
1- قال تعالى: إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ * وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ * وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ [الرعد: 19 - 25] .
2- قال تعالى: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد: 22، 23].
3- قال تعالى: وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ * الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ [البقرة: 26-27].
ب- مِنَ السُّنَّةِ
1- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إنَّ اللَّهَ خَلقَ الخَلقَ، حتَّى إذا فرَغَ مِنهم قامَتِ الرَّحِمُ، فقالت: هذا مَقامُ العائِذِ مِنَ القَطيعةِ [1214] قال ابنُ هُبَيرةَ: (قَولُه: «هذا مَقامُ العائِذِ بك» يَعني: أنَّها تَذكُرُ لرَبِّها عَزَّ وجَلَّ ما وضَعَها عليه؛ فإنَّه جَلَّ جَلالُه شَرَعَ لها في الميراثِ ما شَرَعَ، وحَرَّمَ مِن نِكاحِها ما حَرَّمَ، وشَبَّك بينَ القَراباتِ بها، فإذا أحَدٌ أخَذ في قَطعِها فقَد شَرَعَ في قَطعِ ما شَرع اللهُ أن يوصَل؛ فلذلك استَغاثَت، وقالت: «هذا مَقامُ العائِذِ بك»؛ فإنَّ هذا القاطِعَ يَجُذُّ ما أمَرتَ بصِلتِه، ويَقطَعُ ما أبرَمَه فَضلُك، ويَبُتُّ ما أحكمَه شَرعُك، وكان جَوابُها: «مَن وصَلكِ وصَلتُه، ومَن قَطَعَكِ قَطعتُه»)). ((الإفصاح عن معاني الصحاح)) (6/ 255). ، قال: نَعَم، أما تَرضينَ أن أصِلَ مَن وصَلكِ، وأقطَعَ مَن قَطَعَكِ؟ قالت: بَلى، قال: فذاك لك. ثُمَّ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: اقرَؤُوا إن شِئتُم: فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ * أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد: 22 - 24] [1215] أخرجه البخاري (4830)، ومسلم (2554) واللفظ له. .
2- عن أبي سَلمةَ، قال: اشتَكى أبو الرَّدَّادِ فعادَه عَبدُ الرَّحمَنِ بنُ عَوفٍ، فقال: خيرُهم وأوصَلُهم ما عَلِمتُ أبا مُحَمَّدٍ! فقال عَبدُ الرَّحمَنِ رَضِيَ اللهُ عنه: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: ((قال اللهُ: أنا اللهُ، وأنا الرَّحمَنُ، خَلقتُ الرَّحِمَ وشَقَقتُ لها مِنِ اسمي؛ فمَن وَصَلها وصَلتُه، ومَن قَطَعَها بَتَتُّه)) [1216] أخرجه من طرق أبو داود (1694)، والترمذي (1907) واللفظ له، وأحمد (1686). صحَّحه الترمذي، وابن حبان في ((صحيحه)) (443)، والحاكم في ((المستدرك)) (7475)، وابن تيمية في ((مجموع الفتاوى)) (11/179)، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (1907)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (1694). .
3- عن سَعيد بن زيد رَضِيَ اللهُ عنه، عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((مِن أربى الرِّبا استِطالةُ المَرءِ في عِرْضِ المُسلِمِ بغَيرِ حَقٍّ، وإنَّ هذه الرَّحِمَ شِجنةٌ [1217] أي: قَرابة مُشتَبِكة كاشتِباكِ العُروقِ. يُنظر: ((غريب الحديث)) لأبي عبيد (1/ 264). ويُنظر: ((تهذيب اللغة)) لأبي منصور الأزهري (10/ 286). مِن الرَّحمنِ، فمَن قَطَعَها حَرَّمَ اللهُ عليه الجنَّةَ)) [1218] أخرجه أبو داود (4876) مختصرًا، وأحمد (1651) واللفظ له. صحَّحه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (4876)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (435)، وصحَّح إسناده أحمد شاكر في تخريج ((مسند أحمد)) (3/118)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (1651)، وجوده ابن باز في ((حاشية بلوغ المرام)) (500). .
4- عن أنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: ((مَن أحَبَّ أن يُبسَطَ له في رِزقِه، ويُنسَأَ له في أثَرِه [1219] قال أبو العَبَّاسِ القُرطُبيُّ: (بَسطُ الرِّزقِ: سَعَتُه وتَكثيرُه والبَرَكةُ فيه. والنَّسءُ: التَّأخيرُ، والأثَرُ: الأجَلُ، سُمِّيَ بذلك؛ لأنَّه تابِعُ الحياةِ. ومَعنى التَّأخيرِ هنا في الأجَلِ -وإن كانتِ الآجالُ مُقَدَّرةً في عِلمِ اللهِ لا يُزادُ فيها ولا يُنقَصُ-: أنَّه يَبقى بَعدَه ثَناءٌ جَميلٌ، وذِكرٌ حَميدٌ، وأجرٌ مُتَكرِّرٌ، فكأنَّه لم يَمُتْ، وقيل مَعناه: يُؤَخَّرُ أجلُه المَكتوبُ في اللَّوحِ المَحفوظِ، والذي في عِلمِ اللهِ ثابتٌ لا تَبديلَ له، كما قال تعالى: يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَه أُمُّ الْكِتَابِ [الرعد: 39] ، أي: أصلُ المَكتوبِ في اللَّوحِ المَحفوظِ هو عِلمُ اللهِ تعالى الذي لا يَقبَلُ المَحوَ ولا التَّغييرَ). ((المفهم)) (6/ 528). وقال ابنُ تيميَّةَ: (قال بَعضُ النَّاسِ: إنَّ المُرادَ به البَرَكةُ في العُمرِ، بأن يَعمَلَ في الزَّمَنِ القَصيرِ ما لا يَعمَلُه غيرُه إلَّا في الكثيرِ، قالوا: لأنَّ الرِّزقَ والأجَلَ مُقَدَّرانِ مَكتوبانِ. فيُقالُ لهؤلاء: تلك البَرَكةُ وهي الزِّيادةُ في العَمَلِ والنَّفعِ هي أيضًا مُقَدَّرةٌ مَكتوبةٌ، وتَتَناولُ لجَميعِ الأشياءِ. والجَوابُ المُحَقَّقُ: أنَّ اللَّهَ يَكتُبُ للعَبدِ أجَلًا في صُحُفِ المَلائِكةِ، فإذا وصَل رَحِمَه زادَ في ذلك المَكتوبِ، وإن عَمِل ما يوجِبُ النَّقصَ نَقَص مِن ذلك المَكتوبِ... واللهُ سُبحانَه عالِمٌ بما كان وما يَكونُ وما لم يكُنْ لو كان كيف كان يَكونُ؛ فهو يَعلَمُ ما كتَبَه له وما يَزيدُه إيَّاه بَعدَ ذلك، والمَلائِكةُ لا عِلمَ لهم إلَّا ما عَلَّمَهمُ اللهُ، واللهُ يَعلمُ الأشياءَ قَبلَ كونِها وبَعدَ كونِها). ((مجموع الفتاوى)) (14/ 490). وقال في مَوضِعٍ آخَرَ: (الرِّزقُ نَوعانِ؛ أحَدُهما: ما عَلمَه اللهُ أنَّه يَرزُقُه، فهذا لا يَتَغيَّرُ. والثَّاني: ما كتَبَه وأعلمَ به المَلائِكةَ، فهذا يَزيدُ ويَنقُصُ بحَسبِ الأسبابِ؛ فإنَّ العَبدَ يَأمُرُ اللَّهُ المَلائِكةَ أن تَكتُبَ له رِزقًا، وإن وَصَل رَحِمَه زادَه اللهُ على ذلك). ((مجموع الفتاوى)) (8/ 540). وقال الشَّوكانيُّ في تَفسيرِ قَولِ رَبِّنا تعالى: وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلَا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِه إِلَّا فِي كِتَابٍ [فاطر: 11] : (ظاهِرُ النَّظمِ القُرآنيِّ أنَّ تَطويلَ العُمرِ وتَقصيرَه هما بقَضاءِ اللهِ وقَدَرِه؛ لأسبابٍ تَقتَضي التَّطويلَ، وأسبابٍ تَقتَضي التَّقصيرَ؛ فمِن أسبابِ التَّطويلِ: ما ورَدَ في صِلةِ الرَّحِمِ عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ونَحوِ ذلك. ومِن أسبابِ التَّقصيرِ الاستِكثارُ مِن مَعاصي اللهِ عَزَّ وجَلَّ؛ فإذا كان العُمرُ المَضروبُ للرَّجُلِ مَثَلًا سَبعينَ سَنةً، فقَد يَزيدُ اللهُ له عليها إذا فعَل أسبابَ الزِّيادةِ، وقد يَنقُصُه مِنها إذا فعَل أسبابَ النُّقصانِ، والكُلُّ في كِتابٍ مُبينٍ، فلا تَخالُفَ بينَ هذه الآيةِ وبينَ قَولِه سُبحانَه: فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ [الأعراف: 34] ، ويُؤيِّدُ هذا قَولُه سُبحانَه: يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَه أُمُّ الْكِتَابِ [الرعد: 39] ). ((فتح القدير)) (4/ 392، 393). ويُنظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (10/ 416). فليَصِلْ رَحِمَه)) [1220] أخرجه البخاري (5986). .
5- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: ((مَن سَرَّه أن يُبسَطَ له في رِزقِه، وأن يُنسَأَ له في أثَرِه، فليَصِلْ رَحِمَه)) [1221] أخرجه البخاري (5985). .
6- عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال لها: ((إنَّه مَن أُعطيَ حَظَّه مِنَ الرِّفقِ فقَد أُعطيَ حَظَّه مِن خيرِ الدُّنيا والآخِرةِ، وصِلةُ الرَّحِمِ وحُسنُ الخُلُقِ وحُسنُ الجِوارِ يَعمُرانِ الدِّيارَ، ويَزيدانِ في الأعمارِ)) [1222] أخرجه أحمد (25259) واللفظ له، وأبو يعلى (4530)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (7969). صحَّحه الألباني في ((صحيح الجامع)) (3767)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (1629)، وصحَّح إسناده شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (25259). .
7- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عَنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((تَعَلَّموا مِن أنسابِكُم ما تَصِلونَ به أرحامَكُم؛ فإنَّ صِلةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ في الأهلِ، مَثراةٌ في المالِ، مَنسَأةٌ في الأثَرِ)) [1223] أخرجه الترمذي (1979) واللفظ له، وأحمد (8868). صحَّحه ابن الملقن في ((شرح البخاري)) (17/20)، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (1979)، وحَسَّن إسناده شعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (8868) .
قال التِّرمِذيُّ: (مَعنى قَولِه: «مَنسَأةٌ في الأثَرِ» يَعني زيادةً في العُمُرِ) [1224] ((سنن الترمذي)) (4/ 351). .
8- عن عائِشةَ أمِّ المُؤمِنينَ رَضِيَ اللهُ عنها أنَّها قالت: ((أوَّلُ ما بُدِئَ به رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِنَ الوَحيِ الرُّؤيا الصَّالحةُ في النَّومِ، فكان لا يَرى رُؤيا إلَّا جاءَت مِثلَ فَلَقِ الصُّبحِ، ثُمَّ حُبِّبَ إليه الخَلاءُ، وكان يَخلو بغارِ حِراءٍ فيَتَحَنَّثُ فيه -وهو التَّعَبُّدُ- اللَّياليَ ذَواتِ العَدَدِ قَبل أن يَنزِعَ إلى أهلِه، ويَتَزَوَّدُ لذلك، ثُمَّ يَرجِعُ إلى خَديجةَ فيَتَزَوَّدُ لمِثلِها، حتَّى جاءَه الحَقُّ وهو في غارِ حِراءٍ، فجاءَه المَلَكُ فقال: اقرَأْ، قال: ما أنا بقارِئٍ! قال: فأخَذَني فغَطَّني حتَّى بَلغَ مِنِّي الجَهدَ ثُمَّ أرسَلَني! فقال: اقرَأْ، قُلتُ: ما أنا بقارِئٍ! فأخَذَني فغَطَّني الثَّانيةَ حتَّى بَلغَ مِنِّي الجَهدَ ثُمَّ أرسَلَني! فقال: اقرَأْ، فقُلتُ: ما أنا بقارِئٍ! فأخَذَني فغَطَّني الثَّالثةَ ثُمَّ أرسَلَني! فقال: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ [العلق: 1 - 3] ، فرَجَعَ بها رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَرجُفُ فُؤادُه، فدَخَل على خَديجةَ بنتِ خُوَيلِدٍ رَضِيَ اللهُ عنها، فقال: زَمِّلوني زَمِّلوني! فزَمَّلوه حتَّى ذَهَبَ عَنه الرَّوعُ، فقال لخَديجةَ وأخبَرَها الخَبَرَ: لقَد خَشِيتُ على نَفسي! فقالت خَديجةُ: كَلَّا واللَّهِ ما يُخزيك اللهُ أبَدًا؛ إنَّك لتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَحمِل الكَلَّ، وتَكسِبُ المَعدومَ، وتَقرِي الضَّيفُ، وتُعينُ على نَوائِبِ الحَقِّ)) [1225] أخرجه البخاري (3) واللفظ له، ومسلم (160). .
9- عن عَبدِ اللَّهِ بنِ سَلامٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((لمَّا قَدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المَدينةَ انجَفَل النَّاسُ إليه [1226] انجَفل النَّاسُ إليه: أي: ذَهَبوا مُسرِعينَ نَحوَه. يُنظر: ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) لابن الأثير (1/ 279). ، وقيل: قَدِم رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فجِئتُ في النَّاسِ لأنظُرَ إليه، فلمَّا استَبَنتُ وَجهَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَرَفتُ أنَّ وجهَه ليس بوجهِ كذَّابٍ، وكان أوَّلَ شيءٍ تَكلَّمَ به أنْ قال: يا أيُّها النَّاسُ، أفشُوا السَّلامَ، وأطعِموا الطَّعامَ، وصَلُّوا والنَّاسُ نيامٌ، تَدخُلونَ الجَنَّةَ بسَلامٍ)) [1227] أخرجه الترمذي (2485) واللفظ له، وابن ماجه (3251)، وأحمد (23784). صحَّحه الترمذي، والحاكم على شرط الشيخين في ((المستدرك)) (4335)، والذهبي في ((تاريخ الإسلام)) (2/34)، والألباني في ((صحيح سنن ابن ماجه)) (1334). .
10- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي إذا رَأيتُك طابَت نَفسي وقَرَّت عيني، فأنبِئْني عن كُلِّ شيءٍ. فقال: كُلُّ شيءٍ خُلِقَ مِن ماءٍ. قُلتُ: أنبِئْني عن أمرٍ إذا أخَذتُ به دَخَلتُ الجَنَّةَ. قال: أفشِ السَّلامَ، وأطعِمِ الطَّعامَ، وصِلِ الأرحامَ، وقُمْ باللَّيلِ والنَّاسُ نيامٌ، ثُمَّ ادخُلِ الجَنَّةَ بسَلامٍ)) [1228] أخرجه أحمد (7932) واللفظ له، وابن حبان (2559)، والحاكم (7484). صحَّح إسناده الحاكم، وابن حجر في ((فتح الباري)) (5/36)، وأحمد شاكر في تخريج ((مسند أحمد)) (15/72)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (7932). .
11- عن أبي أيُّوبَ الأنصاريِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((جاءَ رَجُلٌ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فقال: دُلَّني على عَمَلٍ أعمَلُه يُدنيني مِنَ الجَنَّةِ، ويباعِدُني مِنَ النَّارِ، قال: تَعبُدُ اللَّهَ لا تُشرِكُ به شيئًا، وتُقيمُ الصَّلاةَ، وتُؤتي الزَّكاةَ، وتَصِلُ ذا رَحِمِك. فلمَّا أدبَرَ قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إن تَمَسَّك بما أُمِر به دَخَل الجَنَّةَ)) [1229] أخرجه البخاري (5983)، ومسلم (13) واللفظ له. .
وفي رِوايةٍ: ((أنَّ أعرابيًّا عَرَضَ لرَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وهو في سَفَرٍ، فأخَذَ بخِطامِ ناقَتِه -أو بزِمامِها-، ثُمَّ قال: يا رَسولَ اللهِ -أو يا مُحَمَّدُ- أخبِرْني بما يُقَرِّبُني مِنَ الجَنَّةِ، وما يباعِدُني مِنَ النَّارِ، قال: فكفَّ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ثُمَّ نَظَرَ في أصحابِه، ثُمَّ قال: لقَد وُفِّقَ، أو لقَد هُدِي، قال: كيف قُلتَ؟ قال: فأعادَ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: تَعبُدُ اللَّهَ لا تُشرِكُ به شيئًا، وتُقيمُ الصَّلاةَ، وتُؤتي الزَّكاةَ، وتَصِلُ الرَّحِمَ. دَعِ النَّاقةَ)) [1230] أخرجها مسلم (13). .
12- عن جُبَيرِ بنِ مُطعِمٍ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((لا يَدخُلُ الجَنَّةَ قاطِعُ رَحِمٍ)) [1231] أخرجه البخاري (5984)، ومسلم (2556) واللفظ له. .
13- عن أبي بَكرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((ما مِن ذَنبٍ أجدَرُ أن يُعَجِّلَ اللَّهُ لصاحِبِه العُقوبةَ في الدُّنيا مَعَ ما يَدَّخِرُ له في الآخِرةِ، مِنَ البَغيِ وقَطيعةِ الرَّحِمِ)) [1232] أخرجه أبو داود (4902) باختلاف يسير، والترمذي (2511)، وابن ماجه (4211) واللفظ لهما.  صححه ابن حبان في ((صحيحه)) (455)، وابن الملقن في ((ما تمس إليه الحاجة)) (287)، والألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (2511)، وابن باز في ((مجموع الفتاوى)) (23/231)، وقال الترمذي: حسن صحيح .
ج- مِنَ الآثارِ
1- عن عَبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: (مَنِ اتَّقى رَبَّه، ووصَل رَحِمَه، نُسِئَ في أجَلِه، وثَرى مالُه، وأحَبَّه أهلُه) [1233] أخرجه البخاري في ((الأدب المفرد)) (58). حَسَّنه الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (43). .
وفي رِوايةٍ: (مَنِ اتَّقى رَبَّه، ووصَل رَحِمَه، أُنسِئَ له في عُمُرِه، وثَرى مالُه، وأحَبَّه أهلُه) [1234] أخرجها ابن أبي شيبة (25900)، والبخاري في ((الأدب المفرد)) (59) واللفظ له، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (7600). حَسَّنه الألباني في ((صحيح الأدب المفرد)) (43). .
2- حُكيَ أنَّ مُعاويةَ رَضِيَ اللهُ عنه سَأل عَمرَ بنَ العاصِ رَضِيَ اللهُ عنه عَنِ المُروءةِ، فقال: (تَقوى اللهِ تعالى، وصِلةُ الرَّحِمِ) [1235] يُنظر: ((المروءة)) لابن المرزبان (ص: 127)، ((أدب الدنيا والدين)) للماوردي (ص: 321). .
قال النَّجمُ الغَزِّيُّ: (نَصَّ على صِلةِ الرَّحِمِ -وإن كانت داخِلةً في التَّقوى-؛ لأنَّها كالأصلِ بالنِّسبةِ إلى سائِرِ أنواعِ البِرِّ؛ لأنَّ مَن قَصَّرَ في حَقِّ أرحامِه كان في حَقِّ غيرِهم أشَدَّ تَقصيرًا، ولأنَّ القَرابةَ داعيةٌ إلى حِفظِ الحُقوقِ وحُسنِ الصَّنيعةِ، فإذا لم تَكُنِ القَرابةُ مُؤَثِّرةً ذلك فغَيرُها لا يُؤثِّرُه) [1236] ((حسن التنبه لما ورد في التشبه)) (9/ 512). .
فحَريٌّ بطالِبِ النَّجاةِ أن يَحرِصَ على الصِّلةِ، ويَحذَرَ القَطيعةَ، وإنَّ لصِلةِ الرَّحِمِ آدابًا يَنبَغي الاعتِناءُ بها [1237] قال الغَزاليُّ: (اعلَمْ أنَّ الإنسانَ إمَّا أن يَكونَ وحدَه أو مَعَ غيرِه، وإذا تَعَذَّرَ عيشُ الإنسانِ إلَّا بمُخالطةِ مَن هو مِن جِنسِه لم يكُنْ له بُدٌّ مِن تَعَلُّمِ آدابِ المُخالَطةِ، وكُلُّ مُخالِطٍ ففي مُخالطَتِه أدَبٌ، والأدَبُ على قَدرِ حَقِّه، وحَقُّه على قَدرِ رابطَتِه التي بها وقَعَتِ المُخالَطةُ، والرَّابطةُ إمَّا القَرابةُ وهي أخَصُّها، أو أخوَّةُ الإسلامِ وهي أعَمُّها، ويَنطَوي في مَعنى الأخوَّةِ الصَّداقةُ والصُّحبةُ، وإمَّا الجِوارُ، وإمَّا صُحبةُ السَّفَرِ والمَكتَبِ والدَّرسِ، وإمَّا الصَّداقةُ أوِ الأخوَّةُ، ولكُلِّ واحِدٍ مِن هذه الرَّوابطِ دَرَجاتٌ؛ فالقَرابةُ لها حَقٌّ، ولكِنَّ حَقَّ الرَّحِمِ المُحَرَّمِ آكَدُ، وللمَحرَمِ حَقٌّ ولكِنَّ حَقَّ الوالدَينِ آكَدُ...). ((إحياء علوم الدين)) (2/ 193). ؛ كي يَأتيَ بها المَرءُ على الوَجهِ الأكمَلِ. وفيما يلي أهمُّ هذه الآدابِ:

انظر أيضا: