غريب الكلمات:
مُحْكَمَةٌ: أي: لا نَسْخَ فيها، أو مُحكَمةٌ بالبَيانِ والفرائِضِ، والمُحْكَمُ: ما لا يَعرِضُ فيه شُبهةٌ مِن حيثُ اللَّفظُ، ولا مِن حيثُ المعنى، وأصلُ (حكم): يدُلُّ على المَنعِ [354] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/210)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/91)، ((تفسير القرطبي)) (16/243). .
فَأَوْلَى لَهُمْ: قيل: هو أفعَلُ، مِنَ الوَلْيِ: وهو القُربُ، ومَعناه التَّوَعُّدُ والتَّهَدُّدُ، أي: وَلِيَهم المكروهُ، وقارَبهم ما يُهلِكُهم. وقيل: وَعيدٌ بمعنى: فوَيلٌ لهم، وأصلُ أَوْلى: أَوْيَلُ، مأخوذٌ مِنَ الوَيلِ، أي: أشَدُّ وَيلًا، فوقَعَ فيه قَلبٌ، وقيل غيرُ ذلك [355] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 411)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (6/141)، ((البسيط)) للواحدي (20/250)، ((المحكم والمحيط الأعظم)) لابن سِيدَه (10/458)، ((تفسير الزمخشري)) (4/324)، ((لسان العرب)) لابن منظور (15/411)، ((تاج العروس)) للزَّبِيدي (40/250)، ((تفسير ابن عاشور)) (26/109). .
عَزَمَ الْأَمْرُ: أي: جَدَّ الأمرُ وفُرِض القِتالُ، والعزمُ والعزيمةُ: عقْدُ القلبِ على إمضاءِ الأمرِ [356] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/212)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (4/308)، ((الهداية إلى بلوغ النهاية)) لمكي (11/6908)، ((الوجيز)) للواحدي (ص: 1003)، ((عمدة الحفاظ)) للسمين الحلبي (3/71)، ((تفسير الجلالين)) (ص: 675). .
فَهَلْ عَسَيْتُمْ: أي: لَعلَّكم، يُقالُ: عسَى زَيدٌ أنْ يخرُجَ، أي: لَعَلَّه يَخرُجُ، وعسَى كلمةُ تَرَجٍّ، تقولُ: عسَى يكونُ كذا. وهي تدُلُّ على قُربٍ وإمكانٍ، فهي لِمُقارَبةِ الأمرِ على سبيلِ الرَّجاءِ والطَّمعِ، أي: لِتَوقُّعِ حُصولِ ما لم يَحصُلْ، سواءٌ يُرْجَى حُصولُه عن قريبٍ أو بعدَ مُدَّةٍ مديدةٍ [357] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (21/213)، ((معاني القرآن وإعرابه)) للزجاج (5/13)، ((المفردات في غريب القرآن)) للراغب (ص: 566)، ((الكليات)) للكفوي (ص: 635). قال ابنُ المُظَفَّرِ الرَّازيُّ: (لقائلٍ أن يقولَ: كيف دخلَتْ «هلْ» وهي مِن حروفِ الاستِفهامِ على «عسى» وهي مِن أفعالِ التَّرجِّي، وهو مُفَسَّرٌ بـ «لَعَلَّ»؟ وهل يُقالُ: هل لَعلَّك تَزورُني؟! ثمَّ كيف قال: إنْ أعرَضْتُم أن تُفسِدوا؟ وهل يقالُ: إن زُرْتَني أن أُكرِمَك؟ والجواب: أنَّ «هلْ» مِن حروفِ الاستِفهامِ، ولكنَّه هاهنا استِفهامُ التَّقريرِ؛ لأنَّه مِن الله تعالى. و«عسى» و«لَعلَّ» مِن اللهِ تعالى واجِبانِ، وأمَّا «إن أعرَضْتُم أن تُفسِدوا» فعلى الإضمارِ، يعني: إن أعرَضْتُم يكونُ حالُكم أن تُفسِدوا، وإن وليتُم أمرَ النَّاسِ يكونُ حالُكم أن تَقطَعوا أرحامَكم. ويجوزُ أن يكونَ على التَّقديمِ والتَّأخيرِ، تقديرُه: فهل عسَيْتُم أن تُفسِدوا في الأرضِ إن تَوَلَّيْتُم. ويجوزُ أن يُقالَ: عسى أن تَسُرَّني إن زُرْتَني. وإذا كانت «هلْ» استِفهامَ تقريرٍ هاهنا، و«عسى» مِن الله واجبًا؛ يكونُ المعنى -واللهُ أعلَمُ: إنَّكم إن تَولَّيْتُم عن القرآنِ والعمَلِ به تُفسِدوا في الأرضِ، أو إنَّكم إن وليتُم أمْرَ النَّاسِ تُفسِدوا في الأرضِ وتُقَطِّعوا أرحامَكم). ((مباحث التفسير)) (ص: 280). .
أَرْحَامَكُمْ: أي: ذَوِي قراباتِكم، والرَّحِمُ هو النَّسَبُ والاتِّصالُ الَّذِي يَجمَعُه رحِمُ والِدَةٍ فسُمِّيَ باسمِه، وأصلُ (رحم): يدُلُّ على الرِّقَّةِ والعَطفِ والرَّأفةِ؛ سُمِّيَ به رَحِمُ المرأةِ؛ لأنَّ منه يكونُ ما يُرحَمُ ويُرَقُّ له مِن وَلَدٍ [358] يُنظر: ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 53)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/498)، ((مشارق الأنوار)) للقاضي عياض (1/286)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 161). .
لَعَنَهُمُ: أي: أخْزاهم وأبْعَدَهم وطَرَدَهم مِن رَحمتِه، وأصلُ اللَّعْنِ: يدُلُّ على الطَّردِ والإبعادِ [359] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (7/148)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/252)، ((المفردات)) للراغب (ص: 741). .