المَبْحَثُ الثَّاني: العَلاقاتُ في المَجازِ المُرسَلِ
كثُرتِ العَلاقاتُ الَّتي تَجمَعُ بينَ طَرفَيِ المَجازِ، إلَّا أنَّ أكْثرَها يَدورُ حولَ أرْبعةِ مَحاوِرَ رَئيسةٍ، وهِي: الغايةُ، والكَمُّ، والزَّمانُ، والمَكانُ.
أوَّلًا: الغايَةُ: وتَتضمَّنُ عَلاقتَيِ:
1- السَّببيَّةِ: وهِي أن يُذكَرَ اللَّفظُ الدَّالُّ على السَّببِ، ويُرادَ به النَّتيجةُ المُترتِّبةُ عليه، كقولِ لَبيْدٍ: الوافر
إذا نزَل السَّماءُ بأرْضِ قومٍ
رَعَيناهُ وإنْ كانوا غِضابَا
فقولُه: "نزَل السَّماءُ" يدُلُّ على أنَّ المُرادَ به المطَرُ الَّذي يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ، غيرَ أنَّ قولَه: "رَعَيناه" يدُلُّك على أنَّ المُرادَ مِن ذلك إنَّما هو النَّباتُ والعُشْبُ النَّاتِجُ عنِ المطَرِ؛ فالمطَرُ هو السَّببُ، والعُشْبُ هو المُرادُ، وهُو المُسبَّبُ، والقَرينةُ أنَّ المطَرَ لا يُرعَى، فعُلِم أنَّ المُرادَ هو المَعْنى الآخَرُ.
ومنه -كما قُلنا- إطْلاقُ اليدِ وإرادةُ النِّعمةِ؛ تقولُ: لِفُلانٍ عليَّ يدٌ، أيْ: نِعْمةٌ ومِنَّةٌ؛ إذِ اليدُ سَببُ النِّعمةِ غالِبًا.
ومنه قولُ الشَّاعرِ يَصِفُ راعِيًا: الطويل
ضَعيفُ العَصا بادي العُروقِ تَرى لهُ
عليْها إذا ما أجْدَبَ النَّاسُ إصْبَعا
والعَربُ تقولُ: لِفُلانٍ على هذا إصْبَعٌ، أيْ: له فيه أثَرٌ؛ إذْ لا تَظهَرُ الأصابِعُ في أعْمالِ اليدِ إلَّا في المَهارَةِ والحَذْقِ وحُسْنِ التَّصريفِ وخِفَّةِ الرفْعِ والوضْعِ؛ ولِهذا تُستعمَلُ في الخطِّ والنَّقشِ والنَّحتِ وغيرِها من دَقائِقِ الصِّناعاتِ. والقَرينةُ هنا امْتِناعُ أنْ يُقصَدَ المَعْنى المُباشَرُ، وهُو أنَّ له إصْبَعًا؛ إذْ هذا أمرٌ لا يُمدَحُ عليه.
ومنه قولُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:
((أسْرعُكنَّ لَحاقًا بي أطْولُكنَّ يَدًا )) [325] أخرجه البخاري (1420)، ومسلم (2452) واللفظ له من حَديثِ عائشة رَضِيَ اللهُ عنها. ، وأرادَ بطُولِ اليدِ المُبادَرةَ إلى الصَّدقةِ؛ لأنَّها تُسارِعُ في بَسْطِها بالمالِ. والقَرينةُ هنا أنَّه لمَّا ماتت
زَيْنبُ بنْتُ جحْشٍ رضِي اللهُ عنْها بعدَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عَلِموا أنَّ المُرادَ إنَّما هو الصَّدقةُ؛ لأنَّها كانت أكْثرَهنَّ صدَقةً، وكانت
سوْدَةُ رضِي اللهُ عنْها أطْولَهنَّ يدًا نظَرًا لطُولِها، ولم تَلحَقْ به قبلَ
زَينبَ [326] ينظر: ((بغية الإيضاح لتلخيص المفتاح في علوم البلاغة)) لعبد المتعال الصعيدي (3/ 463)، ((الصورة البيانية في الموروث البلاغي)) لحسن طبل (ص: 104). .
2- المُسبَّبيَّةِ: وهِي عكْسُ العَلاقةِ الأُولى، وهي أنْ يُذكَرَ اللَّفظُ الدَّالُّ على المُسبَّبِ ويُرادَ السَّببُ، كقَولِه تعالى:
وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ [الأنفال: 60] ؛ فإنَّ المَقْصودَ مِنَ الآيةِ هو ما تَترتَّبُ عليه القوَّةُ؛ مِن تَحْصينِ الحُدودِ، وبِناءِ القِلاعِ، وتَقْويةِ الجُيوشِ، وشِراءِ الأسْلحةِ، ونحوِ ذلك، فعبَّر بالمسبَّبِ وأرادَ السَّببَ، والقَرينةُ أنَّ القوَّةَ لا يُمكِنُ إعْدادُها، وإنَّما تَتحصَّلُ بإعْدادِ أسْبابِها.
ومنها أيضًا قولُه تعالى:
هُوَ الَّذي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا [غافر: 13] ؛ فإنَّه سُبحانه وتعالى أرادَ المطَرَ، فهُو الَّذي يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ، ولكنَّه ذكَر ما يَترتَّبُ عليه، وهُو الرِّزقُ؛ فبِنُزولِ المطَرِ يَرتوي الزَّرعُ وتُخصِبُ الأرْضُ، ويَنشأُ الخيْرُ والرِّزقُ. فذكَر سُبحانه المُسبَّبَ وأراد السَّببَ، والقَرينةُ أنَّ الرِّزقَ لا يَنزِلُ مِنَ السَّماءِ مُباشرةً، وإنَّما سَببُه
[327] ينظر: ((علوم البلاغة)) للمراغي (ص: 250)، ((علم البيان)) لعبد العزيز عتيق (ص: 158). .
ثانيًا: الكَمُّ: ويَتضمَّنُ علاقَتَي:
1- الكلِّيَّةِ: وهُو أنْ يُذكَرَ اللَّفظُ الدَّالُّ على الكلِّ ويُرادَ الجزْءُ، كقَولِه تعالى:
وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ [نوح: 7] ؛ فالمُرادُ: جعَلوا أطْرافَ أصابِعِهم في آذانِهم؛ إذْ لا يُمكِنُ أنْ يَضعَ الإنْسانُ إصْبَعَه كلَّه في أذُنِه، ومَقْصودُ الآيةِ الإعْراضُ عن نَبيِّ اللهِ نُوحٍ عليه السَّلامُ، وصُدودُ المُشرِكينَ عنه؛ فلِهذا أتَتِ الآيةُ بتلك المُبالَغةِ، وهُو أنَّهم يَجعلونَ أصابِعَهم جَميعَها في آذانِهم مِن شدَّةِ خَوفِهم مِن سَماعِ ما يقولُ. والقَرينةُ هنا اسْتِحالةُ إدْخالِ الأصابِعِ كلِّها في الأذُنَينِ.
وتقولُ: شَرِبْتُ ماءَ النِّيلِ، تُريدُ بعضَه؛ لاسْتِحالةِ أنْ تَشرَبَه كلَّه
[328] ينظر: ((جواهر البلاغة)) للهاشمي (ص: 253)، ((البلاغة العربية)) لعبد الرحمن حبنكة (2/ 274). .
2- الجُزئيَّةِ: وهِي عكْسُ السَّابِقةِ، وهِي أنْ تَذكُرَ الجزْءَ وتُريدَ الكلَّ، كقَولِه تعالى:
وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ [النساء: 92] ، فالمَقْصودُ بلفْظِ الرَّقَبةِ العْبدُ -أوِ الأَمَةُ- الَّذي يُحرِّرُه القاتِلُ، غيْرَ أنَّ اللهَ سُبحانه وتعالى ذكَر رَقبةً، وهِي جزْءٌ، وأرادَ الكلَّ. والقَرينةُ أنَّه لا يَصِحُّ تَحريرُ الرَّقبةِ حتَّى يَتحرَّرَ العبْدُ كلُّه.
ومنْها قولُ مَعْنِ بنِ أوْسٍ: الوافر
وكم علَّمْتُه نظْمَ القَوافي
فلمَّا قال قافِيةً هَجاني
فإنَّه أرادَ بالقافِيةِ هنا ما هو أعَمُّ منه، وهُو بيْتُ الشِّعْرِ أوِ القَصيدةُ فما فوقَ، وعبَّر عنْها بالقافِيةِ؛ لأنَّها جزؤُه الَّذي يَتميَّزُ به، والقَرينةُ أنَّ القافِيةَ لا تُقالُ بغيرِ بيْتٍ يَظهَرُ فيه العَروضُ والضَّربُ والتَّفْعيلةُ، ونحْوُ هذا.
ويُشْترطُ في هذه العَلاقَةِ أنْ يكونَ الجزْءُ المَنطوقُ له خَصِيصةٌ بالكُلِّ المُرادِ، فتقولَ: أطْلَق السُّلطانُ عُيونَه في النَّاسِ، تَقصِدُ الجَواسيسَ؛ لأنَّ العَينَ هي الَّتي يُنظَرُ بها، فكانت أهَمَّ مِيزةٍ في الجاسوسِ؛ ولِهذا لا يَجوزُ أنْ يُقالَ: أطْلَق السُّلطانُ يدَه في النَّاسِ، ويكونَ المَقْصودُ بها ذلك، فإطْلاقُ الرَّقبةِ وإرادَةُ الإنْسانِ كلِّه كذلك؛ إذْ لا يَحيا الإنْسانُ بغيرِ رَقَبةٍ، بخِلافِ اليدِ والرِّجْلِ والأذُنِ والعَينِ ونحْوِها؛ فلا يُقالُ: "عِتْقُ عَينٍ"
[329] ينظر: ((مختصر المعاني)) لسعد الدين التفتازاني (ص: 220)، ((حاشية الدسوقي على مختصر المعاني)) (3/ 269). .
ثالثًا: الزَّمانُ: ويَتضمَّنُ عَلاقتَيِ:
1- اعْتِبارِ ما كانَ: وهُو تَسميةُ الشَّيءِ أوِ الشَّخصِ بما كان عليه في الماضي، كقَولِه تعالى:
وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا [البقرة: 234] ؛ فإنَّ اللهَ تعالى أرادَ بالأزْواجِ هنا الأرامِلَ، وإنَّما سمَّاهنَّ أزْواجًا باعْتبارِ ما كان قبلَ موْتِ أزْواجِهنَّ.
ومنه قولُه تعالى:
وَابْتَلُوا الْيَتَامَى حَتَّى إِذَا بَلَغُوا النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُمْ مِنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ [النساء: 6] ؛ فالمَقْصودُ باليَتامى هنا مَنْ كانوا يَتامى قبلَ ذلك؛ إذِ اليَتامى الأطْفالُ الَّذين مات والِدُهم، فإذا كَبِرَ لم يصِرْ يَتيمًا. والقَرينةُ هنا إعْطاءُ المالِ وبُلوغُ النِّكاحِ؛ فإنَّ اليَتيمَ إذا كان صَغيرًا لم يُعطِه الوَصيُّ مالَه حتَّى يَبلُغَ الرُّشدَ ويُبتَلَى، فيُحسِنَ التَّصرُّفَ في مالِه
[330] ينظر: ((جواهر البلاغة)) للهاشمي (ص: 254)، ((الصورة البيانية في الموروث البلاغي)) لحسن طبل (ص:107). .
2- اعْتبارِ ما سيكونُ: وهُو تَسْميةُ الشَّيءِ بما سيكونُ عليه في المُسْتقبَلِ، كقَولِه تعالى:
وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْرًا [يوسف: 36] ؛ فقولُه:
أَعْصِرُ خَمْرًا مَجازٌ مُرسَلٌ باعْتبارِ ما سيكونُ؛ فإنَّ الَّذي يُعصَرُ هو العِنَبُ، فإذا عُصِر صار خمْرًا، فسمَّاه باسمِ ما سيَصيرُ إليه بعدَ العصْرِ. والقَرينةُ اسْتِحالةُ عَصْرِ الخمْرِ؛ فإنَّها سائِلةٌ كالماءِ.
ومنه قولُه تعالى:
إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا [نوح: 27] ؛ فإنَّ المَولودَ لا يُوصَفُ بالفُجورِ ولا بالكُفرِ، وإنَّما وصَفه على ما سيَؤولُ إليه أمرُه في النِّهايةِ، وهذا تَنبُّؤٌ مِن نبيِّ اللهِ نُوحٍ عليه السَّلامُ بعدَما يئِسَ مِن إيْمانِ قوْمِه، وقد مكَث فيهم ألْفَ سنَةٍ إلَّا خمْسينَ عامًا
[331] ينظر: ((عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح)) لبهاء الدين السبكي (2/ 138)، ((علم البيان)) لعبد العزيز عتيق (ص: 161). .
رابعًا: المَكانُ: ويَتضمَّنُ عَلاقتَيِ:
1- المَحلِّيَّةِ: وهِي أنْ يُذكَرَ المَكانُ ويُرادَ به مَنْ يَحُلُّ فيه، كقَولِه تعالى:
وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ [يوسف: 82] ؛ فإنَّ إخْوةَ يُوسفَ لم يَطْلبوا مِن أبيهم أنْ يَسألَ القَريةَ جُدْرانًا وبُيوتًا وأرْضًا، وإنَّما أرادوا سُؤالَ أهْلِها مِنَ النَّاسِ، وسُؤالَ أصْحابِ العِيرِ والرَّاكِبين عليها، لا سُؤالَها نفْسِها وهِي لا تَعقِلُ.
ومنه قولُه تعالى:
فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ [العلق: 17] ، فالنَّادي هو مُجْتمَعُ النَّاسِ ومَجلِسُهم، أراد سُبحانه: فليَدْعُ أهْلَ ناديه مِن أصْدِقائِه وأهْلِه ومَنْ يُحبُّه. والقَرينةُ هي اسْتِحالةُ دُعاءِ النَّادي الَّذي هو المَكانُ
[332] ينظر: ((حاشية الدسوقي على مختصر المعاني)) (2/ 666)، ((علم البيان)) لعبد العزيز عتيق (ص: 162). .
2- الحاليَّةِ: وهُو أنْ يُذكَرَ الحالُّ بالمَكانِ ويُرادَ المَكانُ نفْسُه، كقَولِه تعالى:
وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللَّهِ [آل عمران: 107] ؛ فإنَّه أراد: ففي الجنَّةِ، لكنَّه ذكَر الحالَّ فيها؛ فإنَّ أهْلَ الجنَّةِ قد نزَلتْ عليهم رحْمةُ ربِّهم وبها نالوا النَّعيمَ والأجْرَ الجَزيلَ.
ومنه قولُه تعالى:
يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ [الأعراف: 31] ؛ أراد: خُذوا ثِيابَكم، والزِّينةُ تحُلُّ في الثِّيابِ؛ فلِهذا ذكَر الحالَّ الَّذي يَقْتضي المَحلَّ
[333] ينظر: ((جواهر البلاغة)) للهاشمي (ص: 254)، ((مواهب الفتاح في شرح تلخيص المفتاح)) لعبد المتعال الصعيدي (2/ 268). .
على أنَّ هذه العَلاقاتِ ليست الوَحيدَةَ في المَجازِ المُرسَلِ، فهناك عَلاقاتٌ أخْرى؛ مِثلُ:
1- الآلَةِ: وهِي إطْلاقُ آلةِ الشَّيءِ وإرادتُه نفْسِه، كقَولِه تعالى:
وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ [الشعراء: 84] ؛ أراد: ذِكْرًا حسَنًا، واللِّسانُ آلَةُ هذا الذِّكْرِ، فلا يكونُ الذِّكرُ إلَّا باللِّسانِ، ونَظيرُه قولُه تعالى:
وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَكُلًّا جَعَلْنَا نَبِيًّا * وَوَهَبْنَا لَهُمْ مِنْ رَحْمَتِنَا وَجَعَلْنَا لَهُمْ لِسَانَ صِدْقٍ عَلِيًّا [مريم: 49-50] . والقَرينةُ هنا اسْتِحالةُ تَصوُّرِ أنْ يَجعَلَ اللهُ له تعالى لِسانًا بعدَ انْقِضاءِ أجَلِه في الآخِرِينَ.
وتقولُ أيضًا: ضرَبتُ الرَّجلَ سَوطًا، تُريدُ: ضرَبتَه ضَربةً بالسَّوطِ، فأطْلَقتَ الآلَةَ وأردْتَ الشَّيءَ نفْسَه
[334] ينظر: ((عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح)) لبهاء الدين السبكي (2/ 139)، ((الأطول شرح تلخيص مفتاح العلوم)) لعصام الدين الحنفي (1/ 85). .
2- المُجاوَرةِ: وهِي إطْلاقُ الشَّيءِ وإرادَةُ المُجاوِرِ له كقولِك: ناوِلْني الرَّاويةَ، تُريدُ: قِرْبةَ الماءِ، معَ أنَّها في الحَقيقةِ وصْفٌ للحامِلِ لها الَّذي يَسْقي النَّاسَ، فاسْتُعمِلتْ في القِرْبةِ مَجازًا.
وتقولُ: كلَّمتُ الجِدارَ والعَمودَ، تُريدُ: الشَّخصَ المُجاوِرَ لهما، فأطْلَقتَ الشَّيءَ وأردْتَ ما بِجوارِه. والقَرينةُ فيهما اسْتِحالةُ أنْ تَتناوَلَ الرَّجلَ عَينَه، أو أنْ تُكلِّمَ الجِدارَ والعَمودَ أنْفُسَهما
[335] ينظر: ((عروس الأفراح في شرح تلخيص المفتاح)) لبهاء الدين السبكي (2/ 132)، ((جواهر البلاغة)) للهاشمي (ص: 254). .