الفَصْلُ الخامِسَ عشَرَ: حَرْفُ القافِ
قارونُ:قالَ تعالى:
إِنَّ قَارُونَ كَانَ مِنْ قَوْمِ مُوسَى فَبَغَى عَلَيْهِمْ [القصص: 76] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:واللَّفْظُ مَنْقولٌ مِن العِبْريَّةِ؛ مُشتَقٌّ فيها مِن (يَقَر)، وهو يُفيدُ مَعانيَ الثِّقَلِ والعَظَمةِ والمالِ، وهو ما كانَ مُجْتمِعًا في قارونَ
[626] ينظر: ((من إعجاز القرآن)) لرؤوف أبو سعدة (2/ 72). .
قَراطيسُ:قالَ اللهُ تعالى:
تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا [الأنعام: 91] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:القِرْطاسُ: الصَّحيفةُ الَّتي يُكتَبُ فيها مِن أيِّ شيءٍ صُنِعَتْ، وفيه لُغاتٌ خَمْسٌ؛ هي: القِرْطاسُ، والقَرْطاسُ، والقُرْطاسُ، والقَرْطَسُ، والقِرْطَسُ
[627] يُنظر: ((لسان العَرب)) لابن منظور (6/ 173)، ((القاموس المحيط)) للفيروزابادي (ص: 565). ، ويُجمَعُ على قَراطيسَ؛ قالَ تعالى:
تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا [الأنعام: 91] .
واللَّفْظُ مَنْقولٌ مِن اليونانيَّةِ: (chartes)
[628] يُنظر: ((المعرب)) للجواليقي (ص: 276) ((تفسير الألْفاظ الدَّخيلة في العَربيَّة)) لطوبيا العنيسي (ص: 55)، ((التَّطوُّر النحوي للغة العَربيَّة)) لبرجشتراسر (ص: 288)، ((المعرب والدَّخيل في اللُّغة العَربيَّة)) للسبحان (ص: 415، 416). .
قِسِّيسٌ:قالَ اللهُ تعالى:
لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ [المائدة: 82] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:القَسُّ والقِسِّيسُ: رَئيسٌ مِن رُؤَساءِ النَّصارى في الدِّينِ والعِلمِ، وهو رُتْبةٌ كَنَسيَّةٌ دونَ الشَّمَّاسِ وفوقَ المَطْرانِ، والجَمْعُ: قَساقِسةٌ
[629] يُنظر: ((لسان العَرب)) لابن منظور (6/ 174). .
وهو إمَّا لَفْظٌ عِبْرانيٌّ، يَأخُذُ في لُغةِ العِبْرانيِّينَ مَعْنى "الصِّدِّيقِ" في لُغةِ العَربِ
[630] ينظر: ((المهذب)) للسيوطي (ص: 127). ، وإمَّا أن يكونَ مَنْقولًا مِن الآراميَّةِ: (قشيشا)، ومَعْناه: شَيْخٌ وقَديمٌ
[631] يُنظر: ((تفسير الألْفاظ الدَّخيلة في اللُّغة العَربيَّة مع ذكر أصلها بحروفها)) لطوبيا العنيسي (ص: 56). .
القِسْطاسُ:قالَ اللهُ تعالى:
وَأَوْفُوا الْكَيْلَ إِذَا كِلْتُمْ وَزِنُوا بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ [الإسراء: 35] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:القِسْطاسُ والقُسْطاسُ والقُسْطانُ: أقْوَمُ المَوازينِ وأعْدَلُها، وقيلَ: ميزانُ العَدْلِ، وفيه لُغةٌ بالصَّادِ (قِصْطاس وقُصْطاس)، والجَمْعُ: قَساطيسُ
[632] ينظر: ((لسان العَرب)) لابن منظور (6/ 176)، ((تاج العروس)) للزبيدي (16/ 378، 379). .
وهو مُعرَّبٌ مِن الرُّوميَّةِ
[633] ينظر: ((الجمهرة)) لابن دُرَيْدٍ (2/ 836)، ((فقه اللُّغة)) للثعالبي (ص: 209)، ((المهذب)) للسيوطي (ص: 125). (اللَّاتينيَّةِ): (constans)، وعُرِّبَ بحَذْفِ النُّونَينِ (القِسْطاسُ)، أو حَذْفِ النُّونِ الأُولى وإبْقاءِ النُّونِ الثَّانيةِ (القِسْطانُ)
[634] ينظر: ((المعرب والدَّخيل في اللُّغة العَربيَّة)) للسبحان (ص: 377). ، وبذلك يَسقُطُ قَوْلُ مَن رأى أنَّه مَأخوذٌ مِن القِسْطِ
[635] ينظر: ((المعرب)) للجواليقي (ص: 251)، ((المصباح المنير)) للفيومي (2/ 503). .
قَسْوَرةُ:قالَ اللهُ تعالى:
فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ [المدثر: 51] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:مِن مَعاني القَسْوَرةِ
[636] فيها أقوالٌ: الأسَدُ، وقيل: الرَّامي، وقيل: الصَّائِدُ، وقيل: ظُلْمةُ اللَّيلِ. ينظر: ((جامع البيان)) للطبري (24/ 39 – 43)، ((الكشاف)) للزمخشري (4/ 656). : أنَّها اسمٌ مِن أسْماءِ الأسَدِ، والجَمْعُ: قَساوِرُ، وفيها ثَلاثةُ أقْوالٍ:
أنَّها عَربيَّةٌ أصيلةٌ مُشْتقَّةٌ مِن (قَسَرَ)، أي: قَهَرَ وغَلَبَ، وهو القَوْلُ المُتَعارَفُ عليه عنْدَ اللُّغَويِّينَ
[637] ينظر: ((لسان العَرب)) لابن منظور (5/ 92)، ((تاج العروس)) للزبيدي (13/ 411). .
مُعرَّبةٌ مِن الحَبَشيَّةِ، وهو قَوْلٌ عن
ابنِ عَبَّاسٍ [638] ينظر: ((المهذب)) للسيوطي (ص: 126). .
مُعرَّبةٌ مِن الفارِسيَّةِ: (كِشْوَرز)، ومَعْناها: العَزيزُ العَظيمُ
[639] يُنظر: ((الألْفاظ الفارِسيَّة المعرَّبة)) للسيد أَدِّي شِير، (ص: 126). .
قِطَّنا:قالَ اللهُ تعالى:
وَقَالُوا رَبَّنَا عَجِّلْ لَنَا قِطَّنَا قَبْلَ يَوْمِ الْحِسَابِ [ص: 16] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:القِطُّ: الحَظُّ والنَّصيبُ، والصَّحيفةُ المَكْتوبةُ، والصَّكُّ المُعْطَى فيه الجائِزةُ؛ قالَ الأعْشى:
ولا المَلِكُ النُّعْمانُ يَوْمَ لَقِيتُهُ
بغِبْطتِهِ يُعْطي القُطوطَ ويَأفِقُ
[640] يُنظر: ((معاني القرآن)) للزجاج (4/ 323)، ((الجمهرة)) لابن دُرَيْدٍ (1/ 150)، ((لسان العَرب)) لابن منظور (7/ 382). وهو لَفْظٌ مَنْقولٌ مِن النَّبَطيَّةِ، ومَعْناه: الكِتابُ
[641] يُنظر: ((المهذب فيما وقع في القرآن من المعرَّب)) للسيوطي (ص: 129)، ((الأصل والبيان في معرب القرآن)) لحمزة فتح الله (ص: 18). .
أَقْفالٌ:وَرَدَتْ هذه المُفرَدةُ بالجَمْعِ في قَوْلِ اللهِ تعالى:
أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا [محمد: 24] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:القُفْلُ والقُفُلُّ: ما يُغلَقُ به البابُ، والجَمْعُ أقْفالٌ وأقْفُلٌ وقُفولٌ
[642] يُنظر: ((لسان العَرب)) لابن منظور (11/ 562)، ((القاموس المحيط)) للفيروزابادي (ص: 1049). .
واللَّفْظُ مُعرَّبٌ مِن الفارِسيَّةِ: (كُوپَلَه)
[643] ينظر: ((المعرب والدَّخيل في اللُّغة العَربيَّة)) للسبحان (ص: 415). ، وذَهَبَ
الجَواليقيُّ إلى أنَّه عَربيٌّ مِن (قَفَلَ)، أي: يَبِسَ
[644] ينظر: ((المعرب)) للجواليقي (ص: 276). .
القُمَّلُ:قالَ اللهُ تعالى:
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ [الأعراف: 133] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:القُمَّلُ والقَمْلُ: صِغارُ الجَرادِ الَّذي لا يَطيرُ، الَّذي يُسمَّى: الدَّبا، ومُفرَدُه: دَباةٌ، أو هو السُّوسُ الَّذي في الحِنْطةِ، أو البَراغيثُ، أو نَوْعٌ مِن أنْواعِ القُرادِ
[645] يُنظر: ((الجامع لأحكام القرآن)) للقرطبي (7/ 269، 270). .
وقدْ نَقَلَ
السُّيوطيُّ أنَّه مِن العِبْريَّةِ أو السُّرْيانيَّةِ
[646] يُنظر: ((المهذب فيما وقع في القرآن من المعرَّب)) للسيوطي (ص: 130). .
قِنْطارٌ:وَرَدَتْ هذه الكَلِمةُ في قَوْلِه تعالى:
وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ [آل عمران: 75] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:القِنْطارُ: مِعْيارٌ، اخْتُلِفَ في وَزْنِه؛ فقيلَ: وَزْنُ أرْبَعينَ أوْقيَّةً مِن ذَهَبٍ، ويُقالُ: ألْفٌ ومِئةُ دينارٍ، وقيلَ: مِئةٌ وعِشْرونَ رَطْلًا، وقيلَ: ألْفٌ ومِئتا أوْقيَّةٍ، وقيلَ: سَبْعونَ ألْفَ دينارٍ، وقيلَ: ثَمانونَ ألْفَ دِرْهَمٍ، وقيلَ غيْرُ ذلك
[647] يُنظر: ((لسان العَرب)) لابن منظور (5/ 119)، ((القاموس المحيط)) للفيروزابادي (ص: 466). .
ذَكَرَ الثَّعالِبيُّ أنَّه مُعرَّبٌ مِن الرُّوميَّةِ
[648] ينظر: ((فقه اللُّغة)) للثعالبي (ص: 209). ، وهو بالرُّوميَّةِ يَزِنُ اثْني عَشَرَ ألْفَ أوْقيَّةٍ
[649] ينظر: ((الإتقان)) للسيوطي (2/ 138). ، وذَكَرَ الخَليلُ أنَّه مِن السُّرْيانيَّةِ، وأنَّه يَزِنُ مِلْءَ جِلْدِ ثَوْرٍ مِن الذَّهَبِ أو الفِضَّةِ
[650] ينظر: ((العين)) للخليل (5/ 256). ، وذَكَرَ
ابنُ قُتَيْبةَ أنَّه مَنْقولٌ مِن لُغةِ البَرْبَرِ، وأنَّه يَزِنُ ثَمانيةَ آلافِ مِثْقالِ ذَهَبٍ، أو يَزِنُ ألْفَ مِثْقالِ ذَهَبٍ
[651] ينظر: ((تفسير غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 102). ، وهو الصَّحيحُ، وأصْلُه: (قنطيرا)، بمَعْنى: وَزْنِ مِئةِ رَطْلٍ، وأنَّ أصْلَ الكَلِمةِ لاتينيٌّ (centenarium)، مُشتَقٌّ مِن (centum)، بمَعْنى: مِئةٍ
[652] ينظر: ((المعرب)) للجواليقي (ص: 269، 270)، ((تفسير الألْفاظ الدَّخيلة)) لطوبيا العنيسي (ص: 59)، ((المعرب والدَّخيل في اللُّغة العَربيَّة)) للسبحان (ص: 403، 404). .