كانت للمُسلمين غزواتٌ على نصارى الأندلُس، نصَرَهم اللهُ فيها. منها فتحٌ على يدِ قائدِ بطليوس بجيليقة، هزَمَهم أقبحَ هزيمةٍ، قَتَل جملةً مِن حُماتهم ومقاتِلتِهم، وسبى من نسائِهم وذراريِّهم نيِّفًا وثلاثمائة رأس، ووصل ذلك السبيُ إلى قرطبة، وفتحٌ آخَرُ على يدي أحمدَ بنِ يعلى قائدِ الناصرِ، وفتحٌ آخَرُ على يدي رشيقٍ قائد الناصر على طلبيرة، وفتحٌ آخَرُ على يدي يحيى بن هاشم النجيبي.
قلَعَ حَجَبةُ الكعبةِ الحجَرَ الأسودَ لا لأخْذِه، بل لعدمِ رِضاهم عن وَضعِ سنبر بن الحسن صاحِبِ القرمطيِّ الذي وضَعَه لَمَّا ردُّوه في العام الماضي، فجعلوه في الكعبةِ، فأحبُّوا أن يجعلوا له طوقًا مِن فِضَّة فيُشَدُّ به كما كان قديمًا، كما عَمِلَه عبد الله بن الزبير، وأخذ في إصلاحِه صانعانِ حاذقانِ فأحكماه. قال أبو الحسن محمَّد بن نافع الخزاعي: " دخلتُ الكعبةَ فيمن دخَلَها فتأمَّلتُ الحجَرَ، فإذا السَّوادُ في رأسِه دون سائِرِه, وسائِرُه أبيضُ، وكان طولُه فيما حزرتُ مِقدارَ عَظمِ الذِّراعِ ".
هو منصورُ بنُ قراتكين، صاحِبُ الجيوش الخراسانيَّة، من أكابرِ أصحابِ نوحٍ وخَواصِّه؛ أميرِ ما وراء النهرِ وخُراسان. توفِّيَ بعد عَودتِه مِن أصبهان إلى الريِّ، ذكر العراقيونَ أنَّه أدمن الشُّربَ عِدَّةَ أيام بلياليها، فمات فجأةً، وقال الخراسانيُّونَ إنَّه مَرِضَ ومات، فالله أعلم. ولَمَّا مات رجعت العساكِرُ الخراسانيَّة إلى نيسابور، وحُمِلَ تابوتُ منصور، ودُفِنَ إلى جانب والده باسبيجاب.
هو أبو المظَفَّر بنُ أبي علي بنِ محتاج صاحب جيوش خراسان، توفي ببُخارى كان قد رَكِبَ دابَّةً أنفَذَها إليه أبوه، فألقَتْه وسَقَطت عليه فهَشَمتْه، فمات من يومِه، وعَظُمَ مَوتُه على الناس كافَّةً، وشَقَّ موته على الأميرِ نوح الساماني أميرِ بلادِ ما وراء النهر، وحُمِلَ إلى الصغانيان إلى والدِه أبي علي.
هو إبراهيمُ بنُ أحمدَ بنِ إسحاقَ المعروفُ بأبي إسحق المروزيِّ، يُنسَبُ إلى مَرْو الشاهجان، وهي إحدى حواضِرِ خراسان. كان إمامَ عَصرِه في الفتوى والتدريس، وانتهت إليه رئاسةُ الفِقهِ في العراق بعد ابنِ سُرَيج، أخذ الفِقهَ عن عبدان المروزي وابنِ سُريج والإصطخري. أقام ببغدادَ زمنًا طويلًا يدرِّس ويُفتي، وتخرَّج على يديه خلقٌ كثيرٌ. ثم انتقل إلى مصرَ في آخرِ حياته، وجلس بها مجلِسَ الشافعيِّ يدرِّس ويُفتي، فانتفع به خلقٌ كثيرٌ في الفقه. صنَّف كتبًا كثيرة؛ منها: " شرح مختصر المُزَني " و " الفصول في معرفة الأصول " وكتاب " الشروط ". وقد ضم إلى التبحُّرِ في الفقهِ الورَعَ والتقوى. وكانت وفاتُه بمصرَ.
هو عُبيدُ الله بنُ الحسَنِ بنِ دلَّال بن دلهم، المعروفُ بأبي الحسَن الكَرخيِّ، أحدُ مشايخ الحنفيَّة المشهورين، ولد سنة 260 وسكن بغدادَ ودرَّسَ فِقهَ أبي حنيفة وانتَهَت إليه رئاسةُ أصحابه في البلاد، وكان متعبِّدًا صبورًا على الفقرِ عزوفًا عمَّا في أيدي الناس، ولكنه كان رأسًا في الاعتزالِ، وقد سمع الحديثَ مِن إسماعيلَ بنِ إسحاق القاضي، وروى عنه حَيوةُ وابنُ شاهين، وأصابه الفالج في آخر عمره، فاجتمع عنده بعضُ أصحابه وتشاوروا فيما بينهم أن يكتُبوا إلى سيفِ الدولة بن حمدان ليساعِدَه بشَيءٍ يستعينُ به في مرضه، فلمَّا عَلِمَ بذلك رفع رأسَه إلى السَّماءِ وقال: " اللهمَّ لا تجعَلْ رزقي إلَّا مِن حيثُ عَوَّدْتني ". فمات عَقِبَ ذلك قبل أن يصِلَ إليه ما أرسَلَ به سيفُ الدولة، وهو عشرةُ آلاف درهم، فتصَدَّقوا بها بعد وفاته، وقد توفِّيَ عن ثمانينَ سنة.
سار يوسُفُ بنُ وجيه، صاحِبُ عمان، في البحرِ والبَرِّ إلى البصرة فحَصَرها، وكان سببُ ذلك أنَّ معِزَّ الدولة لَمَّا سلك البريَّةَ إلى البصرة، وأرسل القرامِطةُ يُنكِرونَ عليه ذلك، فعَلِمَ يوسف بن وجيه استيحاشَهم مِن مُعِزِّ الدولة، فكتب إليهم يطَمِّعُهم في البصرة، وطلب منهم أن يُمِدُّوه من ناحية البَرِّ، فأمدُّوه بجمعٍ كثير منهم، وسار يوسفُ في البحر، فبلغ الخبَرُ إلى الوزير الحسَن المهلَّبي وقد فرغ من الأهواز والنظرِ فيها، فسار مجِدًّا في العساكرِ إلى البصرة، فدخلها قبل وصولِ يوسُفَ إليها، وشحَنَها بالرجال، وأمدَّه مُعِزُّ الدولة بالعساكرِ وما يحتاج إليه، وتحارَبَ هو وابنُ وجيه أيامًا، ثم انهزم ابنُ وجيه، وظَفِرَ المهَلَّبي بمراكبه وما معه من سلاحٍ وغَيرِه.
هو المنصورُ بالله أبو الطاهرِ إسماعيلُ بنُ القائم أبي القاسم محمَّد بن عُبَيد الله المهدي، بويع يومَ وفاةِ أبيه القائم، وكان بليغًا فصيحًا يرتجِلُ الخُطَب. كانت خلافتُه سبعَ سنينَ وستَّة عشر يومًا، وكان سببُ مَوتِه أنَّه مَرِضَ من البردِ الشديدِ، فلازَمَه السهرُ حتى لا يستطيعَ النَّومَ أبدًا، فداواه أحد الأطباء بدواءٍ منوِّمٍ فمات منه، ولَمَّا مات وَلِيَ الأمرَ بعده ابنُه معد، وهو المعِزُّ لدين الله، وأقام في تدبير الأمور إلى سابع ذي الحجة، فأذِنَ للناس فدخلوا عليه، وجلس لهم، فسَلَّموا عليه بالخلافة، وكان عمره أربعًا وعشرينَ سنة.
كان أميرُ الحُجَّاج العراقيين الشَّريفان أبو الحسن محمد بن عبد الله، وأبو عبد الله أحمد بن عمر بن يحيى العلويان، فجرى بينهما وبين عساكِرِ المِصريِّين من أصحابِ ابنِ طغج حربٌ شديدة، وكان الظَّفَرُ لهما، فخطَبَ لمُعِزِّ الدولة بمكَّة، فلما خرجا من مكَّة لَحِقَهما عسكرُ مِصرَ، فقاتَلَهما، فظفرا به أيضًا.
غزا سيفُ الدولة بن حمدان بلادَ الروم، فقَتَل وأسَرَ، وسبى وغَنِمَ، وكان فيمن قُتِلَ قُسطنطين بن الدُّمُسْتُق, فعَظُم الأمرُ على الروم، وعظُمَ الأمر على الدُّمُسْتُق، فجمع عساكِرَه من الروم والروس والبلغار وغيرهم وقصَدَ الثُّغورَ، فسار إليه سيفُ الدولة بن حمدان، فالتقوا عند الحدث في شعبان، فاشتد القتالُ بينهم وصبر الفريقان، ثم انهزم الرومُ، وقُتِلَ منهم وممَّن معهم خَلقٌ عظيم، وأُسِرَ صِهرُ الدُّمُسْتُق وابنُ ابنتِه وكثيرٌ مِن بطارقته، وعاد الدُّمُسْتُق مهزومًا.
شَمِلَ النَّاسَ ببغداد وواسط وأصبهان والأهواز داءٌ مُرَكَّبٌ مِن دمٍ وصفراء ووباء، مات بسبب ذلك خلقٌ كثير، بحيث كان يموتُ في كلِّ يومٍ قَريبٌ مِن ألف نفسٍ، وجاء فيها جرادٌ عظيمٌ أكل الخَضروات والأشجار والثِّمار، ووقع بالريِّ وباءٌ كثيرٌ مات فيه من الخَلقِ ما لا يُحصى، وكان فيمن مات أبو عليِّ بنُ محتاج صاحِبُ جيوش خراسان، ومات معه ولَدُه.
خرج بأذربيجان رجلٌ ادَّعى حُرمةَ اللُّحومِ وما يخرُجُ مِن الحيوان، وأنَّه يعلَمُ الغَيبَ، فأضافه رجلٌ وأطعَمَه كشكيَّةً بشَحمٍ، فلمَّا أكَلَها قال له: ألستَ تُحَرِّمُ اللحم، وما يخرجُ مِن الحيوان، وأنَّك تعلمُ الغيبَ؟ قال: بلى! قال: فهذه الكشكيَّة بشَحمٍ، ولو عِلمْتَ الغيبَ لَمَا خَفِيَ عليك ذلك، فأعرض النَّاسُ عنه.
أنشأ عبدُ الرَّحمنِ النَّاصِرُ صاحِبُ الأندلس مركبًا كبيرًا لم يُعمَلْ مِثلُه، وسيَّرَ فيه أمتعةً إلى بلادِ الشرق، فلقِيَ في البَحرِ مَركبًا فيه رسولٌ مِن صقليَّةَ إلى المُعِزِّ، فقطع عليه أهلُ المركب الأندلسيُّ، وأخذوا ما فيه، وأخذوا الكتُبَ التي إلى المعِزِّ، فبلغ ذلك المعِزَّ، فعمَّرَ أسطولًا واستعمل عليه الحسَنَ بنَ علي صاحِبَ صقليَّة، وسيَّرَه إلى الأندلس، فوصلوا إلى المرية، فدخلوا المرسى، وأحرقوا جميعَ ما فيه من المراكِبِ، وأخذوا ذلك المركبَ، وكان قد عاد من الإسكندريَّة، وفيه أمتعةٌ لعبد الرحمن، وجوارٍ مغَنِّياتٍ، وصعِدَ مَن في الأسطول إلى البَرِّ فقَتَلوا ونهبوا ورجعوا سالِمينَ إلى المهديَّة. ولَمَّا سَمِعَ عبد الرحمن الناصِرُ سَيَّرَ أسطولًا إلى بعضِ بلاد إفريقية، فنزلوا ونهبوا، فقَصَدتْهم عساكِرُ المعِزِّ فعادوا إلى مراكِبِهم، ورجعوا إلى الأندلس، وقد قَتَلوا وقُتِلَ منهم خلقٌ كثيرٌ.
عَصِيَ روزبهان الديلميُّ على معِزِّ الدولة وانحاز إلى الأهوازِ ولَحِقَ به عامَّةُ من كان مع المهلبي وزيرِ مُعِزِّ الدولة الذي كان يحارِبُه، فلمَّا بلغ ذلك مُعِزَّ الدولةِ لم يصَدِّقْه؛ لأنَّه كان قد أحسن إليه ورفع مِن قَدْرِه بعد الضَّعةِ والخمول، ثم تبيَّنَ له أنَّ ذلك حَقٌّ، فخرج لقتالِه وتَبِعَه الخليفةُ المطيع لله خوفًا مِن ناصرِ الدَّولةِ بنِ حمدان؛ فإنَّه قد بلغه أنَّه جهَّزَ جَيشًا مع ولدِه أبي المرجا جابر إلى بغداد ليأخُذَها، فأرسل معِزُّ الدولة حاجِبَه سبكتكين إلى بغداد، وصمَدَ مُعِزُّ الدولة إلى الروزبهان فاقتتلوا قتالًا شديدًا، وهزمه معِزُّ الدولة وفَرَّق أصحابَه وأخذه أسيرًا إلى بغداد فسَجَنه، ثم أخرجه ليلًا وأغرَقَه؛ لأنَّ الديلمَ أرادوا إخراجَه من السجن قهرًا، وانطوى ذِكرُ روزبهان وإخوتِه، وكان قد اشتعل اشتعالَ النَّارِ، وحَظِيَت الأتراكُ عند معِزِّ الدولة وانحطَّت رتبةُ الديلم عنده؛ لأنَّه ظهر له خيانتُهم في أمر الروزبهان وإخوتِه.
سار سَيفُ الدولة بن حمدان في جيوشٍ إلى بلاد الروم وغزاها، حتى بلغ خرشنة، وصارخة، وفتح عِدَّةَ حُصونٍ وسَبى وأسر، وأحرقَ وخرَّب، وأكثَرَ القتلَ فيهم، ورجع إلى أذنة فأقام بها حتى جاءه رئيسُ طرسوس، فخلع عليه وأعطاه شيئًا كثيرًا، وعاد إلى حَلَب، فلمَّا سَمِعَ الروم بما فعل جمعوا وساروا إلى ميافارقين، وأحرقوا سوادَها ونهبوه، وخربوا وسَبَوا أهلَها، ونهبوا أموالهم وعادوا، وفي جمادى الآخرة سار الرومُ في البحر، فأوقعوا بأهلِ طرسوس، وقتلوا منهم ألفًا وثمانِمائة رجل، وأحرقوا القُرى التي حولها.
هو المرزبان بن محمَّد بن مسافر بن السلار، وهو صاحِبُ أذربيجان، كان قد تآمرَ مع أخيه وهسوذان على والديهما، واستولَيا على بعضِ قلاعه، وكان السببُ سوءَ معامَلتِه معهما ومع غيرِهما، ثم إنَّهما قبضا على أبيهما محمَّدِ بنِ مسافر، وأخذا أموالَه وذخائِرَه، وبَقِيَ في حصنٍ آخَرَ وحيدًا فريدًا بغيرِ مالٍ ولا عُدَّة. وقع المرزبان في الأسرِ عند ركن الدولةِ البويهي, فحبَسَه في قلعة سميرم، فاحتال حتى فكَّ قَيدَه. كانت وفاتُه بفساد المزاج، فلمَّا يَئِسَ مِن نَفسِه أوصى إلى أخيه وهسوذان بالمُلك، وبعده لابنِه جستان بن المرزبان.
رَكِبَ مُعِزُّ الدولة إلى المَوصِل فأخذها من يد ناصِرِ الدَّولةِ؛ وذلك أن الأخيرَ امتنَعَ مِن أداء الخَراجِ الذي تعهَّدَ به لقاءَ إمارتِه المَوصِلَ، ثم هرب ناصِرُ الدولة إلى نصيبينَ، ثم إلى ميافارقين، فلَحِقَه مُعِزُّ الدولة فصار إلى حَلَب عند أخيه سيفِ الدولة، ثم أرسل سيفُ الدولة إلى معِزِّ الدولة في المصالحةِ بينه وبين أخيه، فوقع الصُّلحُ على أن يحمِلَ ناصر الدولةِ في كلِّ سنةٍ ألفي ألف وتسعمائة ألف، ورجع مُعِزُّ الدولة إلى بغدادَ بعد انعقاد الصُّلحِ.
هو أبو مُحمَّد عبد الله بن جعفر بن دُرُسْتوَيه بن المرزبان أبو محمَّد الفارسي الفسوي النحوي. ولد سنة 258، بفَسا ثم انتقلَ في صباه إلى بغداد, واستوطنها, وبرع في العربية، وصنَّف التصانيفَ, ورُزِقَ الإسنادَ العاليَ, وكان ثِقةً. كان أبوه من كبارِ المحَدِّثين وأعيانِهم. ودُرُسْتُويه: بضم الدال والراء وسكون السين، وضم التاء، وقيل: بفتح الدال والراء والواو، كان عالِمًا فاضلًا أخذ فَنَّ الأدب عن عبَّاسِ الدوريِّ وابنِ قتيبة والمبَرِّد، وأخذ عنه جماعةٌ من الأفاضِلِ كالدارقطني وغيرِه مِن الحُفَّاظ، وأثنى عليه غيرُ واحدٍ، منهم أبو عبد الله بن مَنْدَه. وذكَرَ له ابنُ خَلِّكانَ مُصَنَّفاتٍ كثيرةً مُفيدةً فيما يتعَلَّقُ باللغةِ والنحو وغيرِهما.
عظُمَ أمرُ أبي الحسَنِ جوهَرِ الصِقليِّ عند المعِزِّ بإفريقيَّة، وعلا محَلُّه، وصار في رُتبة الوزارة، فسَيَّرَه المعِزُّ في صفر في جيشٍ كثيفٍ، فيهم زيري بن مناد الصنهاجي وغيره، وأمره بالمسير إلى أقاصي المغربِ، فسار إلى تاهرت، ومدينة أفكان، دخَلَها بالسيف، ونهبها، ونهب قصور يعلى، وأخذ ولده، وكان صبيًّا، وأمر بهدم أفكان وإحراقِها بالنار، ثم سار منها إلى فاس، وبها صاحِبُها أحمد بن بكر، فأغلق أبوابَها، فنازلها جوهرٌ وقاتَلَها مُدَّةً، فلم يَقدِرْ عليها، وأتته هدايا الأُمَراء الفاطميِّينَ بأقاصي السوس، وأشار على جوهرٍ وأصحابِه بالرَّحيلِ إلى سجلماسة، وكان صاحِبُها محمَّدُ بن واسول قد تلقَّبَ بالشَّاكر لله، ويُخاطَبُ بأمير المؤمنين، وضَرَب السِّكَّة باسمه، وهو على ذلك سِتَّ عشرة سنة، فلما سَمِعَ بجوهر هرب، ثم أراد الرجوعَ إلى سجلماسة، فلَقِيَه أقوام، فأخذوه أسيرًا، وحَمَلوه إلى جوهر وسلك تلك البلادَ جَميعَها فافتتحها وعاد إلى فاس، فقاتلها مدَّةً طويلة، حتى كان فتحُها في رمضان سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة.