موسوعة أصول الفقه

المَطلَبُ الثَّاني: أنواعُ الإلهامِ


يَنقَسِمُ الإلهامُ باعتِبارِ المُلهَمِ إلى:
1- إلهامِ الأنبياءِ عليهمُ السَّلامُ: فمِن جُملةِ طُرُقِ الوَحيِ إليهم: الإلهامُ [2803] يُنظر: ((البحر المحيط)) للزركشي (8/ 117). ؛ قال اللهُ تعالى: وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ [الأعراف: 117] ، قال أبو حَيَّانَ: (... قال قَومٌ: هو وَحيُ إلهامٍ، أُلقيَ ذلك في رُوعِه) [2804] ((البحر المحيط)) (5/138). .
وإذا كان الإلهامُ في حَقِّ نَبيٍّ مِنَ الأنبياءِ عليهمُ السَّلامُ فإنَّه يَجوزُ له العَمَلُ بما أُلهِمَ في قَلبِه، ويَجِبُ العَمَلُ به إذا كان في مَوضِعِ الوُجوبِ وأن يَدعوَ غَيرَه إليه [2805]  يُنظر: ((ميزان الأصول)) لعلاء الدين السمرقندي (ص: 682)، ((التقرير والتحبير)) لابن أمير الحاج (3/295). .
2- إلهامِ الأولياءِ: ومِنه قَولُه تعالى: وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ [القصص: 7] ، قال قتادةُ: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى وَحيًا جاءَها مِنَ اللهِ، فقُذِف في قَلبِها، وليسَ بوَحيِ نُبوَّةٍ) [2806] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (19/519). .
وقَولُه تعالى: وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَاريِّينَ أَنْ آمِنُوا بِي وَبِرَسُولِي قَالُوا آمَنَّا وَاشْهَدْ بِأَنَّنَا مُسْلِمُونَ [المائدة: 111] ، قال ابنُ كَثيرٍ: (وهذا أيضًا مِنَ الامتِنانِ عليه، عليه السَّلامُ، بأن جَعَل له أصحابًا وأنصارًا، ثُمَّ قيل: المُرادُ بهذا الوَحيِ وَحيُ إلهامٍ) [2807] يُنظر: ((تفسير ابن كثير)) (3/224). .
3- إلهامِ الأشقياءِ: ومِنه قَولُه تعالى: وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ [الأنعام: 121] ، قال ابنُ العَرَبيِّ: (سَمَّى اللَّهُ تعالى ما يَقَعُ في القُلوبِ مِن إلهامٍ وَحيًا) [2808] يُنظر: ((أحكام القرآن)) (2/275). .
4- إلهامِ الحَيَوانِ: ومِنه قَولُه تعالى: وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ [النحل: 68] ، أي: ألهَمَها [2809] يُنظر: ((تفسير يحيى بن سلام)) (1/73)، ((معاني القرآن)) للفراء (1/325). .
5- إلهامِ الجَمادِ: ومِنه قَولُه تعالى: بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا [الزلزلة: 5] ، قال الماوَرْديُّ: (فيه ثَلاثةُ أوجُهٍ: أحَدُها: مَعناه: أوحى إليها بأن ألهَمَها فأطاعَت) [2810] يُنظر: ((تفسير الماوردي)) (6/320). .
ويَنقَسِمُ مِن جِهةِ نَوعِه إلى نَوعَينِ:
1- الإلهامُ الحَقُّ: وذلك مِنَ اللهِ تعالى، فيَكونُ وحيًا خفيًّا في حَقِّ الأنبياءِ، وفي حَقِّ غَيرِ الأنبياءِ إرشادًا وهدايةً.
2- الإلهامُ الباطِلُ: ويَكونُ ذلك بواسِطةِ وَسوَسةِ الشَّيطانِ وهَوى النَّفسِ [2811] يُنظر: ((ميزان الأصول)) لعلاء الدين السمرقندي (ص: 678). .

انظر أيضا: