المعنى الإجمالي:
يَقولُ اللهُ تعالى: ما آمَنَ قبلَ كُفَّارِ مكَّةَ مِن أهلِ قَريةٍ اقتَرَحوا على رسُلِهم الآياتِ، ثمَّ كذَّبوا بها لَما جاءتهم، فأهلَكْناهم، أفيُؤمِنُ كُفَّارُ مكَّةَ إذا تحقَّقَت المُعجِزاتُ التي طَلَبوها؟
ثمَّ أجابَ اللهُ عن استِنكارِهم أن يكونَ الرَّسولُ بَشَرًا مِثلَهم، بأنَّ هذا هو العَهدُ دائِمًا مع الرُّسُلِ السَّابِقينَ، فقال: وما أرسَلْنا قَبلَك -يا محمَّدُ- إلَّا رِجالًا مِن البشَرِ لا مِن الملائكةِ، نُوحي إليهم. فاسألوا -يا كُفَّارَ مكَّةَ- أهلَ العِلمِ بالكُتُبِ المنَزَّلةِ السَّابِقةِ، إنْ كنتُم لا تعلَمونَ ذلك.
ثمَّ أكَّد الله تعالى حقيقةَ كونِ الرُّسلِ مِن البشرِ، فقال: وما جعَلْنا أولئك المُرسَلينَ قَبلَك أجسادًا لا يأكُلونَ الطَّعامَ، وما كانوا خالدينَ لا يموتونَ! ثمَّ صَدَقْنا الأنبياءَ وأتباعَهم ما وعَدْناهم به مِن النَّصرِ والنَّجاةِ، وإهلاكِ أعدائِهم المُسرِفينَ على أنفُسِهم بالكفرِ بالله وتكذيبِ رسلِه.
ثم بيَّن الله سبحانه أنَّ ما أنزَله على نبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم هو خيرُ الآياتِ، فقال: لقد أنزَلْنا إليكم هذا القُرآنَ فيه تذكيرٌ لكم بما فيه صلاحُكم، وفيه عزُّكم وشَرَفُكم في الدُّنيا والآخرةِ إنْ عَمِلتُم بما فيه، أفلا تَعقِلونَ أنَّ في القُرآنِ هدايتَكم لِما فيه صلاحُكم، وأنَّ فيه شَرَفَكم وعِزَّكم فتُؤمِنوا به وتتدبَّروه؟