المعنى الإجمالي:
يوجِّهُ الله تعالى الخِطابَ لنبيِّه صلَّى الله عليه وسلَّم مُسِّليًا له ومثِّبتًا؛ فيقولُ تعالى: أفأنت -يا مُحمَّدُ- تَستطيعُ أن تُسمِعَ الكُفَّارَ سَماعًا يَنتَفِعونَ به منك، أو تَستَطيعُ أن تُرشِدَ إلى طَريقِ الحَقِّ مَن عَمِيَ عنه، وضَلَّ ضَلالًا مُبينًا؟! إنَّما ذلك إلينا، فعليك البَلاغُ، وعلينا الِحسابُ. فإنْ نُخرِجْك -يا مُحمَّدُ- مِن بَينِ أظهُرِ أولئك المُشرِكينَ -بمَوتٍ أو غَيرِه- دونَ أن ترى عَذابَهم، فنحن مُنتَقِمونَ منهم، وإنْ أرَيْناك ما وعَدْناهم مِنَ العذابِ فإنَّا قادِرونَ عليهم؛ فتمَسَّكْ -يا مُحمَّدُ- بالقُرآنِ الَّذي أوحَيْناه إليك؛ إنَّك على طريقٍ مُستقيمٍ.
وإنَّ هذا القُرآنَ لَشَرفٌ لك -يا مُحمَّدُ- ولِقَومِك، وعِظَةٌ وتَذكيرٌ لكم، وسوف يَسألُكم اللهُ عن هذا القُرآنِ والعَمَلِ بما فيه.
ثمَّ يقولُ تعالى: واسأَلْ -يا مُحمَّدُ- الرُّسُلَ الَّذين أرسَلْناهم إلى أقوامِهم مِن قَبْلِك، أجَعَلْنا آلهةً مِن دُونِ الرَّحمنِ سُبحانَه يُعبَدونَ؟!