المعنى الإجمالي:
يقولُ تعالى ذِكرُه: أفلم يَسِرِ المُكَذِّبونَ مِن قُرَيشٍ في الأرضِ؛ لِيُشاهِدوا آثارَ المُهلَكِينَ، فتكونَ لهم قلوبٌ واعِيةٌ يَعقِلونَ بها فيتفَكَّرون ويَعتَبِرون، أو تكونَ لهم آذانٌ يَسمَعون بها سَماعَ تدبُّرٍ فيتَّعِظونَ؟! فإنَّ العمى ليس عَمى البَصَرِ، وإنَّما العَمى المُهْلِكُ لصاحبِه هو عَمى البَصيرةِ عن إدراكِ الحَقِّ والاعتِبارِ.
ويَستَعجِلُك -يا مُحَمَّدُ- كفَّارُ قُرَيشٍ بالعَذابِ الذي أنذَرْتَهم به جَزاءَ كُفرِهم، ولن يُخلِفَ اللهُ ما وعَدَهم به مِنَ العَذابِ، فلا بدَّ مِن وُقوعِه، وإنَّ يَومًا عِندَ اللهِ كمِقدارِ ألْفِ سَنةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ مِن سِنِي الدُّنيا.
وكثيرٌ مِن القُرى كانت ظالِمةً بإصرارِ أهلِها على الكُفرِ، فأمهَلْتُهم ولم أعاجِلْهم بالعُقوبةِ فاغتَرُّوا، ثمَّ أخَذْتُهم بعَذابي في الدُّنيا، وإليَّ مَرجِعُهم بعدَ هَلاكِهم، فأُعَذِّبُهم بما يَستَحِقُّونَ.