المعنى الإجماليُّ:
يقولُ تعالى: اقرَأْ -يا محمَّدُ- ما أُنزِلَ إليك مِن هذا القُرآنِ واتَّبِعْه واعمَلْ به، وأقِمِ الصَّلاةَ؛ إنَّ الصَّلاةَ تُبعِدُ صاحِبَها مِنَ الوُقوعِ في الفَحشاءِ والمُنكَرِ، وما في الصَّلاةِ مِن ذِكرِ اللهِ أكبَرُ مِن كَونِها تنهَى عن الفَحشاءِ والمُنكَرِ، واللهُ يعلَمُ ما تصنَعونَ.
ولا تُجادِلوا -أيُّها المُسلِمونَ- اليهودَ والنَّصارى إلَّا بأحسَنِ طريقةٍ -وذلك بالرِّفقِ واللِّينِ- إلَّا المعانِدينَ المُعتَدينَ منهم. وقُولوا لهم: آمَنَّا بالقُرآنِ الَّذي أنزَلَه اللهُ إلينا، وبما أنزَلَه اللهُ إليكم مِن التَّوراةِ والإنجيلِ غيرِ المحرَّفَينِ، ومَعبودُنا ومَعبودُكم واحِدٌ، وهو اللهُ سُبحانَه، ونحن له تعالى خاضِعونَ مُنقادونَ بالطَّاعةِ والعبادةِ.
ثمَّ يُبيِّنُ الله سبحانَه موقفَ النَّاسِ مِن الكتابِ الَّذي أنزلَه على رسولِه، فيقولُ: وكما أنزَلْنا على الرُّسُلِ السَّابِقينَ كُتُبًا أنزَلْنا إليك -يا محمَّدُ- كِتابًا، وهو القُرآنُ، فعُلماءُ أهلِ الكتابِ مِن اليَهودِ والنَّصارى يُؤمِنونَ بالقُرآنِ، ومِن هؤلاءِ الَّذين هم بيْنَ ظَهرانَيْكَ مَن يُؤمِنُ بالقُرآنِ، وما يَجحَدُ بأدِلَّتِنا وحُجَجِنا إلَّا الكافِرونَ.