غَريبُ الكَلِماتِ:
تَفَسَّحُوا: أي: تَوسَّعُوا، وأصلُ (فسح): يدُلُّ على سَعةٍ واتِّساعٍ [273] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 457)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 157)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (4/503)، ((المفردات)) للراغب (ص: 635)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 411). .
انْشُزُوا: أي: قُومُوا وارتَفِعوا عن أماكِنِكم، وأصلُ (نشز): يدُلُّ على ارتِفاعٍ وعُلُوٍّ [274] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 457)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 112)، ((مقاييس اللغة)) لابن الفارس (5/430)، ((تذكرة الأريب)) لابن الجوزي (ص: 394)، ((تفسير ابن كثير)) (8/48)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 411). .
أَأَشْفَقْتُمْ: أي: أخِفتُم وخَشِيتُم، والإشْفاقُ: الخَوفُ والحَذَرُ مِن وُقوعِ المكروهِ، والشَّفَقةُ: رِقَّةُ القَلبِ، وأصلُ (شفق): يدُلُّ على رِقَّةٍ في الشَّيءِ [275] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 285)، ((تفسير ابن جرير)) (22/486)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 444)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (3/197)، ((البسيط)) للواحدي (14/42) و(23/364). .
المعنى الإجماليُّ:
يقولُ تعالى مرشدًا عبادَه إلى بعضِ آدابِ المجالسِ: يا أيُّها الَّذين آمَنوا إذا قِيلَ لكم: توسَّعوا في المجالِسِ لِيَجلِسَ آخَرون معكم، فوَسِّعوا لهم، يُوسِّعِ اللهُ عليكم في الدُّنيا والآخِرةِ، وإذا قيل لكم: قُوموا وانهَضوا مِن المجلِسِ، فافعَلوا ذلك؛ يَرفَعِ اللهُ المؤمِنينَ منكم والعُلَماءَ العامِلينَ بعِلْمِهم دَرَجاتٍ عاليةً، واللهُ بما تَعملونَ خَبيرٌ.
ثمَّ يأمُرُ تعالى المؤمنينَ بالصَّدقةِ أمامَ مُناجاةِ رسولِه صلَّى الله عليه وسلَّم تأديبًا لهم، وتعظيمًا للرَّسولِ صلَّى الله عليه وسلَّم، فيقولُ تعالى: يا أيُّها المؤمِنونَ إذا أردتُم أن تُسارُّوا الرَّسولَ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- بكلامٍ بَيْنَكم وبيْنَه، فتصَدَّقوا قبْلَ ذلك؛ ذلك خَيرٌ لكم -أيُّها المؤمِنونَ- وأطهَرُ، فإنْ لم تَجِدوا صَدَقةً تُقَدِّمونَها قبْلَ مُناجاةِ الرَّسولِ، فلا حَرَجَ عليكم؛ لأنَّ اللهَ غَفورٌ رَحيمٌ بكم.
ثمَّ يقولُ تعالى: أخِفْتُم الفَقْرَ؛ مِن تقديمِ الصَّدَقاتِ قبْلَ مُناجاةِ الرَّسولِ؟ فإذْ لم تُقَدِّموا تلك الصَّدَقاتِ، وتاب اللهُ عليكم مِن تَرْكِكم لها؛ فحافِظوا على الصَّلَواتِ، وأعطُوا الزَّكاةَ، وأطيعوا اللهَ ورَسولَه، واللهُ خبيرٌ بجَميعِ أعمالِكم، وسيُجازيكم عليها.