المعنى الإجمالي:
يقولُ الله تعالى: ونَقصُّ عليك- أيُّها النَّبيُّ- من أخبارِ الرُّسُلِ- الذين كانوا قَبلَك- كلَّ ما تحتاجُ إليه ممَّا يُقوِّي قَلبَك للقيامِ بأعباءِ الرِّسالةِ، وقد جاءك في هذه السُّورةِ وما اشتَمَلت عليه من أخبارٍ بيانُ الحقِّ الذي أنت عليه، ومَوعِظةٌ مِن اللهِ- يتَّعظ بها المؤمنون إذا سَمِعوا فيها ما نزَل بالأُمَم مِن العذابِ- وتذكيرٌ للمؤمنينَ، وقُلْ- يا محمَّدُ- للكافرينَ الذين لا يُقرُّونَ بوحدانيَّةِ اللهِ: اعمَلوا ما أنتم عامِلونَ، على حالتِكم وطريقَتِكم في مقاومةِ الدَّعوةِ، وإيذاءِ الرَّسولِ والمُستَجيبينَ له، فإنَّا عامِلونَ على مكانَتِنا وطريقَتِنا مِن الثَّباتِ على دينِنا، وتَنفيذِ أمرِ اللهِ، وانتَظِروا عاقِبةَ أمرِنا؛ فإنَّا مُنتَظِرونَ عاقِبةَ أمرِكم، ولله سُبحانَه وتعالى عِلمُ كُلِّ ما غاب في السَّمَواتِ والأرضِ، وإليه يُرجَعُ الأمرُ كلُّه يومَ القيامةِ، فاعبُدْه- أيُّها النبيُّ- وفوِّضْ أمرَك إليه، وما ربُّك بغافِلٍ عمَّا تعملونَ مِن الخيرِ والشَّرِّ، وسيُجازي كُلًّا بعَمَلِه.