المعنى الإجماليُّ:
يَقُصُّ الله سبحانَه ما قاله قومُ إبراهيمَ له، وما ردَّ به عليهم، وما أنعَم به عليه، فيقولُ: فما كان جوابَ قَومِ إبراهيمَ حينَ دعاهم إلى عبادةِ اللهِ وَحْدَه إلَّا أن قالوا: اقتُلوا إبراهيمَ أو حرِّقوه بالنَّارِ، فأنجاه اللهُ مِنَ النَّارِ بقُدرتِه، إنَّ في ذلك لَدَلالاتٍ للمُؤمِنينَ على قُدرةِ اللهِ تعالى.
وقال إبراهيمُ لِقَومِه: إنَّما اتَّخَذْتُم أَوْثانًا تَعبدونَها مِن دونِ اللهِ؛ لِمَحبَّتِكم ومَوَدَّتِكم الدُّنيويَّةِ، ففي يوم القيامةِ يَتبَرَّأُ كلٌّ منكم مِن الآخَرِ ويَلعَنُه، ويَنقَطِعُ ما كان بيْنَكم في الدُّنيا مِنَ المَوَدَّةِ، ومصيرُكم النَّارُ، وليس لكم أنصارٌ يَنصُرونَكم مِن عذابِ اللهِ.
فصدَّق لُوطٌ إبراهيمَ فيما جاء به مِن الحَقِّ، وانقاد له. وقال إبراهيمُ: إنِّي مهاجِرٌ إلى ربِّي، تاركًا أرضَ قَومي المشركينَ إلى أرضٍ أعبُدُ اللهَ فيها، إنَّ رَبِّي هو القَويُّ الغالِبُ الحَكيمُ.
ورزَقْنا إبراهيمَ بعدَ هجرتِه مِن أرضِ قَومِه ولدَه إسحاقَ، وولدَ ولدِه يعقوبَ، وجعَلْنا الأنبياءَ مِن نسْلِ إبراهيمَ، وأنزَلْنا عليهم الكُتُبَ، وآتَيْنا إبراهيمَ جزاءَ عَمَلِه في الدُّنيا، وإنَّه في الدَّارِ الآخرةِ مِنَ الصَّالحينَ.