المعنى الإجماليُّ:
يقولُ الله تعالى مبيِّنًا قُبحَ الشركِ: مَثَّل اللهُ لكم -أيُّها المُشرِكونَ- مَثَلًا مِن أنفُسِكم يوضِّحُ قُبحَ الشِّركِ وبُطلانَه؛ هل لكم مِن مَماليكِكم شُرَكاءُ فيما رزَقْناكم، فتَسْتَووا فيه أنتم وهم، تخافونَهم مِنَ التَّصَرُّفِ فيه كما يَخافُ الرَّجُلُ الحُرُّ منكم شَريكَه الحُرَّ في المالِ يكونُ بيْنَهما؟! فإذا لم تَرضَوا لأنفُسِكم بأن يكونَ مماليكُكم شُرَكاءَ لكم في رِزقِكم، فكيف تجعَلونَ لله مِن عَبيدِه شُرَكاءَ في مُلكِه؟! هكذا نُبَيِّنُ الآياتِ لِقَومٍ يَعقِلونَ عن اللهِ الأمثالَ فيُوحِّدونَه.
ثمَّ يُبيِّنُ تعالى أنَّ المشركينَ إنَّما عبَدوا غيرَه سفهًا مِن أنفُسِهم وجهلًا، فيقولُ: بل اتَّبَع هؤلاء المُشرِكونَ أهواءَهم؛ جَهلًا منهم بالحَقِّ، فلا أحدَ يَهدي مَن قدَّر اللهُ إضلالَه بسبَبِ ظُلمِه، وليس لهم مِن ناصِرينَ مِن عذابِ اللهِ.