موسوعة الآداب الشرعية

ثامنًا: الإتيانُ بالأدعيةِ والأذكارِ الثَّابتةِ عِندَ النَّومِ


يُستَحَبُّ للمُسلمِ أن يَقولَ قَبلَ نَومِه ما ثَبَتَ عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مِن أدعيةٍ وأذكارٍ وتعوُّذاتٍ [62] قال ابنُ بَطَّالٍ: (ذِكرُ اللهِ مُستَحَبٌّ عِندَ النَّومِ ليكونَ الذِّكرُ آخِرَ فِعلِه، وهذا مَعنى قَولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: «واجعَلْهنَّ آخِرَ ما تَقولُ» أي: لا تَتَكَلَّمْ بَعدَهنَّ بشَيءٍ مِن أحاديثِ الدُّنيا، وليَكُنْ هذا الذِّكرُ خاتِمةَ عَمَلِك، ألا ترى قَولَه: «فإن مُتَّ مُتَّ على الفِطرةِ»). ((شرح صحيح البخاري)) (10/ 84). . فإن لم يَستَطِعْ أن يَأتيَ بجَميعِها اقتَصَرَ على بَعضِها [63] قال ابنُ القَيِّمِ: (أمَّا الأبرارُ المُقتَصِدونَ فقَطَعوا مَراحِلَ سَفَرِهم بالاهتِمامِ بإقامةِ أمرِ اللهِ، وعَقدِ القَلبِ على تَركِ مُخالفتِه ومَعاصيه، فهِمَمُهم مَصروفةٌ إلى القيامِ بالأعمالِ الصَّالحةِ واجتِنابِ الأعمالِ القَبيحةِ، فأوَّلَ ما يَستَيقِظُ أحَدُهم مِن مَنامِه يَسبِقُ إلى قَلبِه القيامُ إلى الوُضوءِ والصَّلاةِ كما أمَرَ اللهُ... فإذا كان قَبلَ غُروبِ الشَّمسِ تَوافَروا على أذكارِ المَساءِ الوارِدةِ في السُّنَّةِ نَظيرَ أذكارِ الصَّباحِ الوارِدةِ في أوَّلِ النَّهارِ لا يَخلونَ بها أبَدًا، فإذا جاءَ اللَّيلُ كانوا فيه على مَنازِلِهم مِن مَواهِبِ الرَّبِّ سُبحانَه التي قَسَمَها بَينَ عِبادِه، فإذا أخَذوا مَضاجِعَهم أتَوا بأذكارِ النَّومِ الوارِدةِ في السُّنَّةِ، وهيَ كَثيرةٌ تَبلُغُ نَحوًا مِن أربَعينَ، فيَأتونَ مِنها بما عَلِموه وما يَقدِرونَ عليه... وبالجُملةِ فلا يَزالُ يَذكُرُ اللَّهَ على فِراشِه حتَّى يَغلبَه النَّومُ وهو يَذكُرُ اللَّهَ، فهذا مَنامُه عِبادةٌ وزيادةٌ له في قُربِه مِنَ اللهِ، فإذا استَيقَظَ عادَ إلى عادَتِه الأولى، ومَعَ هذا فهو قائِمٌ بحُقوقِ العِبادِ مِن عيادةِ المَرضى وتَشييعِ الجَنائِزِ وإجابةِ الدَّعوةِ والمُعاونةِ لهم بالجاهِ والبَدَنِ والنَّفسِ والمالِ، وزيارَتِهم وتَفقُّدِهم، وقائِمٌ بحُقوقِ أهلِه وعيالِه، فهو مُتَنَقِّلٌ في مَنازِلِ العُبوديَّةِ كَيف نَقَله فيها الأمرُ، فإذا وقَعَ مِنه تَفريطٌ في حَقٍّ مِن حُقوقِ اللهِ بادَرَ إلى الاعتِذارِ والتَّوبةِ والاستِغفارِ، ومَحوِه ومُداواتِه بعَمَلٍ صالِحٍ يُزيلُ أثَرَه، فهذا وظيفتُه دائِمًا). ((طريق الهجرتين)) (ص: 203-205). .
الدَّليلُ على ذلك مِن الكِتابِ والسُّنَّةِ:
أ- مِنَ الكِتابِ
قال تعالى: إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِي الْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ * رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ * رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلَا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ * فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ [آل عمران: 190 - 195] .
وفي الآية: إدامةُ ذِكرِ الله تعالى على كلِّ حال، فقدْ أرادَ بقوله تعالى: قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ عُمومَ الأحوال، على أنَّ هذه الأحوالَ هي مُتعارَفُ أحوالِ البَشرِ في السَّلامةِ، أي: أحوالِ الشُّغلِ، والرَّاحةِ، وقَصْدِ النَّومِ [64] يُنظر: ((تفسير ابن عاشور)) (4/196). .
ب- مِنَ السُّنَّةِ
1- عن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((ما مِن مُسلمٍ يَبيتُ على ذِكرٍ طاهرًا، فيتعارُّ [65] تَعارَّ: أي: استَيقَظَ مِن نَومِه، وأصلُ التَّعارِّ السَّهَرُ والتَّقَلُّبُ على الفِراشِ، ويُقالُ: إنَّه لا يَكونُ إلَّا مَعَ كَلامٍ وصَوتٍ. يُنظر: ((أعلام الحديث)) للخطابي (1/ 642، 643)، ((معالم السنن)) للخطابي (4/ 143). مِنَ اللَّيلِ، فيَسألُ اللَّهَ خَيرًا مِنَ الدُّنيا والآخِرةِ إلَّا أعطاه إيَّاه)) [66] أخرجه أبو داود (5042) واللفظ له، وابن ماجه (3881)، وأحمد (22114). صحَّحه الألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (5042)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (22114)، وحَسَّنه ابنُ حجر في ((نتائج الأفكار)) (3/83). .
2- عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه قال: ((مَن قَعَدَ مَقعَدًا لم يَذكُرِ اللَّهَ فيه كانت عليه مِنَ اللهِ تِرةٌ [67] أصلُ التِّرةِ: النَّقصُ، ومَعناها هاهنا: التَّبِعةُ. يُنظر: ((شرح السنة)) للبغوي (5/ 28). ، ومَنِ اضطَجَعَ مَضجَعًا لا يَذكُرُ اللَّهَ فيه كانت عليه مِنَ اللهِ تِرةٌ)) [68] أخرجه أبو داود (4856) واللفظ له، والنسائي في ((السنن الكبرى)) (10237)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (545). صَحَّحه شعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (4856)، وقال الألبانيُّ في ((صحيح سنن أبي داود)) (4856): حسنٌ صحيحٌ، وحَسَّنه ابنُ حجر كما في ((الفتوحات الربانية)) لابن علَّان (3/172)، وجوَّد إسنادَه النَّوويُّ في ((الأذكار)) (130). .
جملةٌ مِن الأذكارِ التي تُقالُ عِندَ النَّومِ:
1- عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها: ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا أوى إلى فِراشِه كُلَّ ليلةٍ جَمَع كَفَّيه، ثُمَّ نَفثَ [69] نَفثَ، أي: تَفَل بغَيرِ ريقٍ، أو مَعَ ريقٍ خَفيفٍ. يُنظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (8/ 131). ويُنظر أيضًا: ((كشف المشكل)) (4/ 289). قال المظهَريُّ: (هذا الحَديثُ يَدُلُّ على أنَّ النَّفثَ بَعدَ تِلاوةِ القُرآنِ أوِ التَّعويذِ على الأعضاءِ مُستَحَبٌّ؛ لوُصولِ بَرَكةِ القُرآنِ واسمِ اللهِ إلى بَشَرةِ القارِئ والمَقروءِ عليه). ((المفاتيح في شرح المصابيح)) (3/ 81). فيهما فقَرَأ فيهما: قُل هو اللهُ أحَدٌ، وقُلْ أعوذُ برَبِّ الفَلَقِ، وقُلْ أعوذُ برَبِّ النَّاسِ، ثُمَّ يَمسَحُ بهما ما استَطاعَ مِن جَسَدِه، يَبدَأُ بهما على رَأسِه ووَجهِه وما أقبَل مِن جَسَدِه، يَفعَلُ ذلك ثَلاثَ مَرَّاتٍ)) [70] أخرجه البخاري (5017). .
وفي رِوايةٍ: ((كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أوى إلى فِراشِه نَفَثَ في كَفَّيه بَـقُلْ هو اللَّهُ أحَدٌ وبالمُعَوِّذَتَينِ جَميعًا، ثُمَّ يَمسَحُ بهما وَجهَه، وما بَلغَت يَداه مِن جَسَدِه. قالت عائِشةُ: فلمَّا اشتَكى كان يَأمُرُني أن أفعَلَ ذلك به)) [71] أخرجه البخاري (5748). .
2- عن حُذَيفةَ بنِ اليَمانِ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أخَذَ مَضجَعَه مِنَ اللَّيلِ وَضَع يَدَه تَحتَ خَدِّه، ثُمَّ يَقولُ: اللهُمَّ باسمِك أموتُ وأحيا. وإذا استَيقَظَ قال: الحَمدُ للهِ الذي أحيانا بَعدَ ما أماتَنا وإليه النُّشورُ)) [72] أخرجه البخاري (6314). .
وفي رِوايةٍ: ((كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أرادَ أن يَنامَ قال: باسمِك اللهُمَّ أموتُ وأحيا. وإذا استَيقَظَ مِن مَنامِه قال: الحَمدُ للهِ الذي أحيانا بَعدَ ما أماتَنا وإليه النُّشورُ)) [73] أخرجها البخاري (6324). .
وعن أبي ذَرٍّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أخَذَ مَضجَعَه مِنَ اللَّيلِ قال: اللهُمَّ باسمِك أموتُ وأحيا. فإذا استَيقَظَ قال: الحَمدُ للهِ الذي أحيانا بَعدَ ما أماتَنا وإليه النُّشورُ)) [74] أخرجه البخاري (6325). .
وعنِ البَراءِ رَضِيَ اللهُ عنه: ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا أخَذَ مَضجَعَه قال: اللهُمَّ باسمِك أحيا، وباسمِك أموتُ. وإذا استَيقَظَ قال: الحَمدُ للهِ الذي أحيانا بَعدَما أماتَنا وإليه النُّشورُ)) [75] أخرجه مسلم (2711). .
3- عن حُذَيفةَ بنِ اليَمانِ رَضِيَ اللهُ عنهما: ((أنَّ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا أرادَ أن يَنامَ وَضَع يَدَه تَحتَ رَأسِه، ثُمَّ قال: اللهُمَّ قِني عَذابَك يَومَ تَجمَعُ -أو تَبعَثُ- عِبادَك)) [76] أخرجه الترمذي (3398) واللَّفظُ له، وأحمد (23244). صَحَّحه الألباني في ((صحيح سنن الترمذي)) (3398)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (304)، وقال الترمذي: حسن صحيح، وحسنه ابن حجر في ((نتائج الأفكار)) (3/50). .
وعنِ البَراءِ بنِ عازِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَتَوسَّدُ يَمينَه عِندَ المَنامِ، ثُمَّ يَقولُ: رَبِّ قِني عَذابَك يَومَ تَبعَثُ عِبادَك)) [77] أخرجه الترمذي (3399) واللفظ له، وأحمد (18472). صحَّحه الألبانيُّ في ((صحيح سنن الترمذي)) (3399)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((مسند أحمد)) (18472)، وصحَّح سندَه المباركفوري في ((تحفة الأحوذي)) (8/398). .
4- عن أنَسٍ رَضِيَ اللهُ عنه: ((أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان إذا أوى إلى فِراشِه قال: الحَمدُ للهِ الذي أطعَمَنا وسَقانا، وكَفانا وآوانا، فكَم مِمَّن لا كافيَ له ولا مُؤويَ)) [78] أخرجه مسلمٌ (2715). .
5- عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: قال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((إذا أوى أحَدُكُم إلى فِراشِه فليَنفُضْ فِراشَه بداخِلةِ إزارِه؛ فإنَّه لا يَدري ما خَلَفَه عليه، ثُمَّ يَقولُ: باسمِك رَبِّ وضَعتُ جَنبي وبك أرفعُه، إن أمسَكتَ نَفسي فارحَمْها، وإن أرسَلتَها فاحفَظْها بما تَحفَظُ به عِبادَك الصَّالحينَ)) [79] أخرجه البخاريُّ (6320) واللَّفظُ له، ومسلمٌ (2714). .
6- عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه: ((أنَّ أبا بَكرٍ الصِّدِّيقَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: يا رَسولَ اللهِ، مُرْني بكَلِماتٍ أقَولُهنَّ إذا أصبَحتُ وإذا أمسَيتُ، قال: قُلِ: اللهُمَّ فاطِرَ السَّمَواتِ والأرضِ، عالِمَ الغَيبِ والشَّهادةِ، رَبَّ كُلِّ شَيءٍ ومَليكَه، أشهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا أنتَ، أعوذُ بك مِن شَرِّ نَفسي، وشَرِّ الشَّيطانِ وشِركِه. قال: قُلْها إذا أصبَحتَ، وإذا أمسَيتَ، وإذا أخَذتَ مَضجَعَك)) [80] أخرجه أبو داودَ (5067) واللَّفظُ له، والترمذيُّ (3392)، وأحمدُ (7961) صَحَّحه ابنُ حبانَ في ((صحيحه)) (962)، وابنُ دقيقِ العيدِ في ((الاقتراح)) (128)، وابنُ حجرٍ كما في ((الفتوحات الربانية)) لابن علان (3/96)، والألبانيُّ في ((صحيح سنن أبي داود)) (5067)، وقال الترمذيُّ: حسنٌ صحيحٌ، وصحَّح إسنادَه الحاكمُ في ((المستدرك)) (1916)، والنوويُّ في ((الأذكار)) (109). .
7- عن عليٍّ رَضِيَ اللهُ عنه: ((أنَّ فاطِمةَ -عليهما السَّلامُ- شَكَت ما تَلقى في يَدِها مِنَ الرَّحى، فأتَتِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تَسألُه خادِمًا فلم تَجِدْه، فذَكَرَت ذلك لعائِشةَ، فلمَّا جاءَ أخبَرَته، قال: فجاءَنا وقد أخَذْنا مَضاجِعَنا، فذَهَبتُ أقومُ، فقال: مَكانَكِ، فجَلسَ بَينَنا حتَّى وَجَدتُ بَردَ قَدَميه على صَدري، فقال: ألا أدُلُّكُما على ما هو خَيرٌ لكُما مِن خادِمٍ [81] قال ابنُ حَجَرٍ: (يُستَفادُ مِن قَولِه: «ألَا أدُلُّكُما على خَيرٍ مِمَّا سَألتُما» أنَّ الذي يُلازِمُ ذِكرَ اللهِ يُعطى قوَّةً أعظَمَ مِنَ القوَّةِ التي يَعمَلُها له الخادِمُ، أو تُسَهَّلُ الأُمورُ عليه بحَيثُ يَكونُ تَعاطيه أُمورَه أسهَلَ مِن تَعاطي الخادِمِ لها، هَكَذا استَنبَطَه بَعضُهم مِنَ الحَديثِ، والذي يَظهرُ أنَّ المُرادَ أنَّ نَفعَ التَّسبيحِ مُختَصٌّ بالدَّارِ الآخِرةِ ونَفعَ الخادِمِ مُختَصٌّ بالدَّارِ الدُّنيا، والآخِرةُ خَيرٌ وأبقى). ((فتح الباري)) (9/ 506). ويُنظر: ((الوابل الصيب)) لابن القيم (ص: 77، 97). ؟ إذا أويتُما إلى فِراشِكُما، أو أخَذتُما مَضاجِعَكُما، فكَبِّرا ثَلاثًا وثَلاثينَ، وسَبِّحا ثَلاثًا وثَلاثينَ، واحمَدا ثَلاثًا وثَلاثينَ، فهذا خَيرٌ لكُما مِن خادِمٍ)) [82] أخرجه البخاري (6318). .
وفي رِوايةٍ قال: ((ألا أُعَلِّمُكُما خَيرًا مِمَّا سَألتُما؟ إذا أخَذتُما مَضاجِعَكُما أن تُكَبِّرا اللَّهَ أربَعًا وثَلاثينَ، وتُسَبِّحاه ثَلاثًا وثَلاثينَ، وتَحمَداه ثَلاثًا وثَلاثينَ؛ فهو خَيرٌ لكُما مِن خادِمٍ)) [83] أخرجها مسلم (2727). .
8- عن سُهَيلٍ، قال: كان أبو صالِحٍ يَأمُرُنا إذا أرادَ أحَدُنا أن يَنامَ أن يَضطَجِعَ على شِقِّه الأيمَنِ، ثُمَّ يَقولُ: ((اللهُمَّ رَبَّ السَّماواتِ ورَبَّ الأرضِ ورَبَّ العَرشِ العَظيمِ، رَبَّنا ورَبَّ كُلِّ شَيءٍ، فالِقَ الحَبِّ والنَّوى، ومُنزِلَ التَّوراةِ والإنجيلِ والفُرقانِ، أعوذُ بك مِن شَرِّ كُلِّ شَيءٍ أنتَ آخِذٌ بناصيَتِه، اللهُمَّ أنتَ الأوَّلُ فليسَ قَبلَك شَيءٌ، وأنتَ الآخِرُ فليسَ بَعدك شَيءٌ، وأنتَ الظَّاهرُ فليسَ فوقَك شَيءٌ، وأنتَ الباطِنُ فليسَ دونَك شَيءٌ، اقضِ عنَّا الدَّينَ، وأغنِنا مِنَ الفقرِ))، وكان يَروي ذلك عن أبي هرَيرةَ، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم [84] أخرجه مسلم (2713). .
وزادَ في رِوايةٍ: ((مِن شَرِّ كُلِّ دابَّةٍ أنتَ آخِذٌ بناصيَتِها)) [85] أخرجها مسلم (2713). .
وفي رِوايةٍ عن أبي صالِحٍ، عن أبي هرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((أتَت فاطِمةُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم تَسألُه خادِمًا، فقال لها: قولي: اللهُمَّ رَبَّ السَّمَواتِ السَّبعِ...)) [86] أخرجها مسلم (2713). .
9- عن عبدِ اللهِ بنِ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما، ((أنَّه أمَرَ رَجُلًا إذا أخَذَ مَضجَعَه قال: اللهُمَّ خَلقتَ نَفسي وأنتَ توفَّاها، لك مَماتُها ومَحياها، إن أحيَيتَها فاحفَظْها، وإن أمَتَّها فاغفِرْ لها، اللهُمَّ إنِّي أسألُك العافيةَ. فقال له رَجُلٌ: أسمِعتَ هذا مِن عُمَرَ؟ فقال: مِن خَيرٍ مِن عُمَرَ؛ مِن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم)) [87] أخرجه مسلم (2712). .
10- عَن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه قال: ((وكَّلني رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم بحِفظِ زَكاةِ رَمضانَ، فأتاني آتٍ فجَعَلَ يَحثو [88] يَحثو: أي: يَغرِفُ بيَدَيه. وقيل: فجَعَل يَحثو: أي: فطَفِقَ يَنثُرُ الطَّعامَ في الوِعاءِ. يُنظر: ((مطالع الأنوار)) لابن قرقول (2/ 231)، ((الكاشف عن حقائق السنن)) للطيبي (5/ 1644). مِنَ الطَّعامِ فأخذْتُه، وقُلتُ: واللهِ لأرفَعَنَّك إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: إنِّي مُحتاجٌ، وعلَيَّ عيالٌ، ولي حاجةٌ شَديدةٌ، قال: فخَلَّيتُ عنه، فأصبَحتُ، فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا أبا هُرَيرةَ، ما فَعَل أسيرُك البارِحةَ؟ قال: قُلتُ: يا رَسولُ اللَّهِ شَكا حاجةً شَديدةٌ وعِيالًا فرَحمْتُه، فخَلَّيتُ سَبيلَه، قال: أمَا إنَّه قد كذَبَكَ وسَيَعودُ، فعَرَفْتُ أنَّه سَيَعودُ؛ لقَولِ رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّه سَيَعودُ، فرَصدْتُه، فجاءَ يَحثو مِنَ الطَّعامِ، فأخَذْتُه، فقُلتُ: لأرفَعَنَّكَ إلى رَسولِ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: دَعْني؛ فإنِّي مُحتاجٌ وعلَيَّ عيالٌ، لا أعودُ، فرَحِمْتُه، فخَلَّيتُ سَبيلَه، فأصبَحْتُ، فقال لي رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: يا أبا هُريرةَ، ما فعل أسيرُكَ؟ قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ شَكا حاجةً شَديدةً وعيالًا، فرَحمْتُه، فخَلَّيتُ سَبيلَه، قال: أمَا إنَّه قد كذَبَكَ وسَيَعودُ، فرَصدَتُه الثَّالِثةَ، فجاءَ يَحثو مِنَ الطَّعامِ، فأخَذتُه، فقُلتُ: لأرفَعَنَّكَ إلى رَسولِ اللَّهِ، وهذا آخِرُ ثَلاثِ مَرَّاتٍ، أنَّكَ تَزعُمُ لا تَعودَ، ثُمَّ تَعودُ، قال: دَعْني أعلِّمْكَ كَلِماتٍ يَنفَعُكَ اللهُ بها، قُلتُ: ما هوَ؟ قال: إذا أوَيتَ إلى فراشِكَ فاقرَأْ آيةَ الكُرسيِّ: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة: 255] ، حَتَّى تَختِمَ الآيةَ؛ فإنَّكَ لن يَزالَ عليكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، ولا يَقْرَبَنَّكَ شَيطانٌ حَتَّى تُصبِحَ، فخَلَّيتُ سَبيلَه، فأصبَحْتُ، فقالَ لي رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ما فعل أسيرُك البارِحةَ؟ قُلتُ: يا رَسولَ اللَّهِ، زَعَمَ أنَّه يُعَلِّمُني كَلِماتٍ يَنفَعُني اللَّهُ بها، فخَلَّيتُ سَبيلَه، قال: ما هيَ؟ قُلتُ: قال لي: إذا أويتَ إلى فراشِكَ فاقرَأْ آيةَ الكُرسيِّ مِن أوَّلِها حَتَّى تَختِمَ الآيةَ: اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ [البقرة: 255] ، وقال لي: لن يَزالَ عليكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، ولا يَقرَبُكَ شَيطانٌ حَتَّى تُصبِحَ -وكانوا أحرَصَ شَيءٍ على الخَيرِ- فقال النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: أمَا إنَّه قد صَدَقَكَ وهو كَذُوبٌ، تَعلَمُ من تُخاطِبُ مُنذُ ثَلاثِ ليالٍ يا أبا هُريرةَ؟ قال: لا، قال: ذاكَ شَيطانٌ)) [89] أخرجه البخاريُّ مُعَلَّقًا بصيغةِ الجَزم (2311) واللَّفظُ له، وأخرجه مَوصولًا النسائيُّ في ((السنن الكبرى)) (10795)، وابنُ خزيمةَ (2424). صَحَّحه ابنُ خُزَيمةَ، وابنُ الملقنِ في ((البدر المنير)) (6/735)، وابنُ باز في ((مجموع الفتاوى)) (11/50)، والألبانيُّ في ((صحيح الترغيب)) (610). .
11- عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: ((كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم لا يَنامُ حتَّى يَقرَأَ بَني إسرائيلَ [90] أي: سورةَ الإسراءِ. ووجهُ تَسميَتِها سورةَ بَني إسرائيلَ أنَّها ذُكِر فيها مِن أحوالِ بَني إسرائيلَ ما لم يُذكَرْ في غَيرِها، ولقَولِه تعالى فيها: وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا [الإسراء: 4] . يُنظر: ((بصائر ذوي التمييز)) للفيروزابادي (1/ 288)، ((التحرير والتنوير)) لابن عاشور (15/ 5). والزُّمَرَ)) [91] أخرجه الترمذيُّ (2920) واللفظُ له، وأحمدُ (24388). صَحَّحه الألبانيُّ في ((صحيح سنن الترمذي)) (2920)، والوادعيُّ في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (2/512)، وحسَّنه ابنُ حجر في ((نتائج الأفكار)) (3/65). .
12- عنِ البَراءِ بنِ عازِبٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: ((كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا أوى إلى فِراشِه نامَ على شِقِّه الأيمَنِ، ثُمَّ قال: اللهُمَّ أسلمتُ نَفسي إليك، ووجَّهتُ وَجهي إليك، وفوَّضتُ أمري إليك، وألجَأتُ ظَهري إليك؛ رَغبةً ورَهبةً إليك [92] قال الخَطَّابيُّ: (عَطفَ الرَّهبةَ على الرَّغبةِ، ثُمَّ أعمَلَ لَفظَ الرَّغبةِ وَحدَها، ولو أعمَلَ كُلَّ واحِدةٍ مِنهما لكان حَقُّه أن يَقولَ: رَغبةً إليك ورَهبةً مِنك، ولكِنَّ العَرَبَ تَفعَلُ ذلك كَثيرًا في كَلامِها، كقَولِ بَعضِهم: ورَأيتُ بَعلَكِ في الوَغا مُتَقَلِّدًا سَيفًا ورُمحَا والرُّمحُ لا يُتَقَلَّدُ، وكقَولِ آخَرَ: وزَجَّجنَ الحَواجِبَ والعُيُونا والعُيونُ لا تُزَجَّجُ، وإنَّما تُكَحَّلُ، إلَّا أنَّه لمَّا جَمَعَها في النَّظْمِ حَمل أحَدَهما على حُكمِ الآخَرِ في اللَّفظِ). ((أعلام الحديث)) (1/ 295، 296). ، لا مَلجَأَ ولا مَنجا مِنك إلَّا إليك، آمَنتُ بكِتابِك الذي أنزَلتَ، وبنَبيِّك الذي أرسَلتَ. وقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: مَن قالهنَّ ثُمَّ ماتَ تَحتَ ليلتِه [93] قال ابنُ حَجَرٍ: (قال الطِّيبيُّ: فيه إشارةٌ إلى وُقوعِ ذلك قَبلَ أن يَنسَلِخَ النَّهارُ مِنَ اللَّيلِ وهو تَحتَه، أوِ المَعنيُّ بالتَّحتِ، أي: مُتَّ تَحتَ نازِلٍ يَنزِلُ عليك في ليلتِك، وكَذا مَعنى «مِن» في الرِّوايةِ الأُخرى، أي: مِن أجلِ ما يَحدُثُ في ليلتِك. وقَولُه: «على الفِطرةِ» أي: على الدِّينِ القَويمِ مِلَّةِ إبراهيمَ؛ فإنَّه عليه السَّلامُ أسلمَ واستَسلمَ، قال اللهُ تعالى عنه: جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ [الصافات: 84] ، وقال عنه: أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ [البقرة: 131] ، وقال: فَلَمَّا أَسْلَمَا [الصافات: 103] . وقال ابنُ بَطَّالٍ وجَماعةٌ: المُرادُ بالفِطرةِ هنا دينُ الإسلامِ، وهو بمَعنى الحَديثِ الآخَرِ: «مَن كان آخِرَ كَلامِه لا إلهَ إلَّا اللَّهُ، دَخَل الجَنَّةَ»). ((فتح الباري)) (11/ 111). ويُنظر: ((شرح صحيح البخاري)) لابن بطال (1/ 366). ماتَ على الفِطرةِ)) [94] أخرجه البخاري (6315). .
وفي رِوايةٍ أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((إذا أخَذتَ مَضجَعَك فتَوضَّأْ وُضوءَك للصَّلاةِ [95] قال الخَطَّابيُّ: (يُريدُ: إذا أرَدتَ أن تَأتيَ مَضجَعَك فتَوضَّأْ، كقَولِه عَزَّ وجَلَّ: إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ [المائدة: 6] الآية، يُريدُ: إذا أرَدتُمُ القيامَ إلى الصَّلاةِ فقدِّموا لها الطَّهارةَ، وكقَولِه: فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ [النحل: 98] أي: إذا أرَدتَ أن تَقرَأَ القُرآنَ فقدِّمِ الاستِعاذةَ). ((أعلام الحديث)) (1/ 294، 295). ، ثُمَّ اضطَجِعْ على شِقِّك الأيمَنِ، ثُمَّ قُلِ: اللهُمَّ إنِّي أسلَمتُ وَجهي إليك، وفوَّضتُ أمري إليك، وألجَأتُ ظَهري إليك؛ رَغبةً ورَهبةً إليك، لا مَلجَأَ ولا مَنجا مِنك إلَّا إليك، آمَنتُ بكِتابِك الذي أنزَلتَ، وبنَبيِّك الذي أرسَلتَ، واجعَلْهنَّ مِن آخِرِ كَلامِك، فإن مُتَّ مِن ليلتِك مُتَّ وأنتَ على الفِطرةِ، قال: فرَدَّدتُهنَّ لأستَذكِرَهنَّ، فقُلتُ: آمَنتُ برَسولِك الذي أرسَلتَ، قال: قُلْ: آمَنتُ بنَبيِّك الذي أرسَلتَ [96] قال الخَطَّابيُّ: (في قَولِ البَراءِ حينَ قال: "ورَسولِك"، وتَلقينِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إيَّاه، وقَولِه: «لا، ونَبيِّك» حُجَّةٌ لمَن لم يَرَ أن يُروى الحَديثُ على المَعنى إلَّا على مُتابَعةِ اللَّفظِ والتَّمَسُّكِ به، وتَركِ المُفارَقةِ له، وهو مَذهَبُ عَبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، والقاسِمِ بنِ مُحَمَّدٍ، وابنِ سِيرينَ، ورَجاءِ بنِ حَيوةَ، وكذلك كان مَذهَبُ مالِكِ بنِ أنَسٍ، وابنِ عُلَيَّةَ، وعَبدِ الوارِثِ، ويَزيدَ بنِ زُرَيعٍ، ووُهَيبٍ، وكان يَذهَبُ هذا المَذهَبَ أبو العَبَّاسِ أحمَدُ بنُ يَحيى النَّحويُّ، ويَقولُ: ما مِن لفظةٍ مِنَ الألفاظِ المُتَناظِرةِ مِن كَلامِ العَرَبِ إلَّا وبَينَها وبَينَ صاحِبتِها فَرقٌ وإن دَقَّ ولَطُف، كقَولِك: بَلى، ونَعَم، وتَعالَ، وأقبِلْ، ونَحوِها مِنَ الكَلامِ). ((أعلام الحديث)) (1/ 296-298). ) [97] أخرجها مسلم (2710). .
وفي رِوايةٍ: ((... وبنَبيِّك الذي أرسَلتَ، فإن مُتَّ مِن ليلتِك مُتَّ على الفِطرةِ، وإن أصبَحتَ أصَبتَ خَيرًا)) [98] أخرجها مسلم (2710). .

انظر أيضا: