أربَعٌ وعِشرونَ: التَّحاكُمُ إلى شَرعِ اللهِ
مِنَ الأدَبِ الواجِبِ مَعَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: التَّحاكُمُ إلى شَرعِه، وتَركُ التَّحاكُمِ إلى غَيرِه.
الدَّليلُ على ذلك مِنَ الكِتابِ:1- قال تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء: 59] .
قال ابنُ كَثيرٍ: (قَولُه:
فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ قال مُجاهِدٌ وغَيرُ واحِدٍ مِنَ السَّلَفِ: أي: إلى كِتابِ اللهِ وسُنَّةِ رَسولِه.
وهذا أمرٌ مِنَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ بأنَّ كُلَّ شَيءٍ تَنازَعَ النَّاسُ فيه مِن أُصولِ الدِّينِ وفُروعِه أن يُرَدَّ التَّنازُعُ في ذلك إلى الكِتابِ والسُّنَّةِ، كَما قال تعالى:
وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى: 10] ، فما حَكَمَ به كِتابُ اللهِ وسُنَّةُ رَسولِه وشَهِدا له بالصِّحَّةِ فهو الحَقُّ، وماذا بَعدَ الحَقِّ إلَّا الضَّلالُ؛ ولهذا قال تعالى:
إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر أي: رُدُّوا الخُصوماتِ والجَهالاتِ إلى كِتابِ اللهِ وسُنَّةِ رَسولِه، فتَحاكَموا إليهما فيما شَجَرَ بَينَكُم
إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر، فدَلَّ على أنَّ مَن لم يَتَحاكَمْ في مَجالِ النِّزاعِ إلى الكِتابِ والسُّنَّةِ، ولا يَرجِعُ إليهما في ذلك، فليسَ مُؤمِنًا باللهِ ولا باليَومِ الآخِرِ.
وقَولُه:
ذَلِكَ خَيْرٌ أي: التَّحاكُمُ إلى كِتابِ اللهِ وسُنَّةِ رَسولِه، والرُّجوعُ في فَصلِ النِّزاعِ إليهما: خَيرٌ
وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا أي: وأحسَنُ عاقِبةً ومَآلًا)
[329] ((تفسير القرآن العظيم)) (2/ 345، 346). .
2- قال تعالى:
وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ [الشورى: 10] .
قال الشِّنقيطيُّ: (ما دَلَّت عليه هذه الآيةُ الكَريمةُ مِن أنَّ ما اختَلف فيه النَّاسُ مِنَ الأحكامِ فحُكمُه إلى اللهِ وحدَه لا إلى غَيرِه، جاءَ موضَّحًا في آياتٍ كَثيرةٍ.
فالإشراكُ باللهِ في حُكمِه كالإشراكِ به في عِبادَتِه، قال في حُكمِه:
وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا، وفي قِراءةِ ابنِ عامِرٍ مِنَ السَّبعةِ:
وَلَا تُشْرِكْ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا بصيغةِ النَّهيِ.
وقال في الإشراكِ به في عِبادَتِه:
فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا، فالأمرانِ سَواءٌ...
وبذلك تَعلمُ أنَّ الحَلالَ هو ما أحَلَّه اللهُ، والحَرامَ هو ما حَرَّمَه اللهُ، والدِّينُ هو ما شَرَعَه اللهُ، فكُلُّ تَشريعٍ من غَيرِه باطِلٌ، والعَمَلُ به بَدَلَ تَشريعِ اللهِ عِندَ مَن يَعتَقِدُ أنَّه مِثلُه أو خَيرٌ مِنه كُفرٌ بواحٌ لا نِزاعَ فيه.
وقد دَلَّ القُرآنُ في آياتٍ كَثيرةٍ على أنَّه لا حُكمَ لغَيرِ اللهِ، وأنَّ اتِّباعَ تَشريعِ غَيرِه كُفرٌ به)
[330] ((أضواء البيان)) (7/ 47، 48). .
3- قال تعالى:
وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ * أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ [المائدة: 49، 50].
4- قال تعالى:
فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء: 65].
5- قال تعالى:
أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [الشورى: 21] .
قال السَّعديُّ: (يُخبرُ تعالى أنَّ المُشرِكينَ اتَّخَذوا شُرَكاءَ يوالونَهم ويَشتَرِكونَ هم وإيَّاهم في الكُفرِ وأعمالِه، مِن شَياطينِ الإنسِ الدُّعاةِ إلى الكُفرِ
شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللهُ مِنَ الشِّركِ والبِدَعِ، وتَحريمِ ما أحَلَّ اللَّهُ، وتَحليلِ ما حَرَّمَ اللَّهُ، ونَحوِ ذلك مِمَّا اقتَضَته أهواؤُهم، مَعَ أنَّ الدِّينَ لا يَكونُ إلَّا ما شَرَعَه اللهُ تعالى؛ ليَدينَ به العِبادُ ويَتَقَرَّبوا به إليه، فالأصلُ الحَجرُ على كُلِّ أحَدٍ أن يَشرَعَ شَيئًا ما جاءَ عنِ اللهِ وعن رَسولِه، فكيف بهؤلاء الفَسَقةِ المُشتَرِكينَ هم وآباؤُهم على الكُفر؟!)
[331] ((تيسير الكريم الرحمن)) (ص: 757). .
6- قال تعالى:
إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [يوسف: 40] .
7- قال تعالى:
وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا [الكهف: 26] .
قال الشِّنقيطيُّ: (ما تَضَمَّنَته هذه الآيةُ الكَريمةُ مِن كَونِ الحُكمِ للهِ وحدَه لا شَريكَ له فيه جاءَ مُبَيَّنًا في آياتٍ أخَرَ، كقَولِه تعالى:
إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ أَمَرَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ، وقَولِه تعالى:
إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ الآية، وقَولِه تعالى:
وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ، وقَولِه تعالى:
ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ، وقَولِه تعالى:
كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، وقَولِه تعالى:
لَهُ الْحَمْدُ فِي الْأُولَى وَالْآخِرَةِ وَلَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ، وقَولِه:
أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ، وقَوِله تعالى:
أَفَغَيْرَ اللَّهِ أَبْتَغِي حَكَمًا وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلًا، إلى غَيرِ ذلك مِنَ الآياتِ.
ويُفهَمُ مِن هذه الآياتِ، كقَولِه:
وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدًا أنَّ مُتَّبِعي أحكامِ المُشَرِّعينَ غَيرَ ما شَرَعَه اللهُ؛ أنَّهم مُشرِكونَ باللهِ، وهذا المَفهومُ جاءَ مُبَيَّنًا في آياتٍ أخَرَ، كقَولِه فيمَنِ اتَّبَعَ تَشريعَ الشَّيطانِ في إباحةِ المَيتةِ بدَعوى أنَّها ذَبيحةُ اللهُ:
وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ [الأنعام: 121] ، فصَرَّحَ بأنَّهم مُشرِكونَ بطاعَتِهم، وهذا الإشراكُ في الطَّاعةِ، واتِّباعُ التَّشريعِ المُخالفِ لِما شَرَعَه اللهُ تعالى: هو المُرادُ بعِبادةِ الشَّيطانِ في قَولِه تعالى:
أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَابَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ [يس: 60-61] ، وقَولِه تعالى عن نَبيِّه إبراهيمَ:
يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا [مَريَم: 44] ، وقَولِه تعالى:
إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا [النساء: 117] ، أي: ما يَعبُدونَ إلَّا شَيطانًا، أي: وذلك باتِّباعِ تَشريعِه؛ ولذا سَمَّى اللَّهُ تعالى الذينَ يُطاعون فيما زَيَّنوا مِنَ المَعاصي شُرَكاءَ، في قَولِه تعالى:
وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلَادِهِمْ شُرَكَاؤُهُمْ الآية)
[332] ((أضواء البيان)) (3/ 258، 259). ويُنظر: ((الإحكام في أصول الأحكام)) لابن حزم (5/173)، ((البداية والنهاية)) لابن كثير (17/ 163). .
8- قال تعالى:
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ [المائدة: 44] ،
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ [المائدة: 45] ،
وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [المائدة: 47] .
قال ابنُ القَيِّمِ: (إنَّ الحُكمَ بغَيرِ ما أنزَل اللهُ يَتَناولُ الكُفرَينِ؛ الأصغَرَ والأكبَرَ، بحَسَبِ حالِ الحاكِمِ؛ فإنَّه إنِ اعتَقدَ وُجوبَ الحُكمِ بما أنزَل اللهُ في هذه الواقِعةِ، وعَدَل عنه عِصيانًا، مَعَ اعتِرافِه بأنَّه مُستَحِقٌّ للعُقوبةِ؛ فهذا كُفرٌ أصغَرُ، وإنِ اعتَقدَ أنَّه غَيرُ واجِبٍ، وأنَّه مُخَيَّرٌ فيه، مَعَ تَيَقُّنِه أنَّه حُكمُ اللهِ؛ فهذا كُفرٌ أكبَرُ، وإن جَهِله وأخطَأه فهذا مُخطِئٌ له حُكمُ المُخطِئينَ)
[333] ((مدارج السالكين)) (1/346). .
وقال ابنُ أبي العِزِّ: (هنا أمرٌ يَجِبُ أن يُتَفطَّنَ له، وهو أنَّ الحُكمَ بغَيرِ ما أنزَل اللهُ قد يَكونُ كُفرًا يَنقُلُ عنِ المِلَّةِ، وقد يَكونُ مَعصيةً كَبيرةً أو صَغيرةً، ويَكونُ كُفرًا إمَّا مَجازيًّا وإمَّا كُفرًا أصغَرَ، على القَولينِ المَذكورَينِ، وذلك بحَسَبِ حالِ الحاكِمِ؛ فإنَّه إنِ اعتَقدَ أنَّ الحُكمَ بما أنزَل اللهُ غَيرُ واجِبٍ، وأنَّه مُخَيَّرٌ فيه، أوِ استَهانَ به، مَعَ تَيَقُّنِه أنَّه حُكمُ اللهِ؛ فهذا كُفرٌ أكبَرُ، وإنِ اعتَقدَ وُجوبَ الحُكمِ بما أنزَل اللهُ، وعَلِمَه في هذه الواقِعةِ، وعَدَل عنه، مَعَ اعتِرافِه بأنَّه مُستَحِقٌّ للعُقوبةِ؛ فهذا عاصٍ، ويُسَمَّى كافِرًا كُفرًا مَجازيًّا أو كُفرًا أصغَرَ، وإن جَهِل حُكمَ اللهِ فيها، مَعَ بَذلِ جُهدِه واستِفراغِ وُسعِه في مَعرِفةِ الحُكمِ، وأخطَأه؛ فهذا مُخطِئٌ، له أجرٌ على اجتِهادِه، وخَطَؤُه مَغفورٌ)
[334] ((شرح الطحاوية)) (2/ 446). .
9- قال تعالى:
أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا [النساء: 60-61] .
فالتَّحاكمُ إلى غيرِ الله ورسولِه تحاكمٌ إلى الطَّاغوتِ؛ لقوله:
يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ [335] يُنظر: ((تفسير ابن عثيمين- سورة النساء)) (1/142). .
10- قال تعالى:
وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ * وَإِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ مُعْرِضُونَ * وَإِنْ يَكُنْ لَهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ * أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ * إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ [النور: 47 - 52] .
والآية فيها دَليلٌ على وجوبِ الانقيادِ لحُكمِ اللهِ ورَسولِه في كُلِّ حالٍ، وأنَّ مَن لم ينقَدْ له دَلَّ على مرَضٍ في قَلبِه، ورَيبٍ في إيمانِه؛ وأنَّه يَحرُمُ إساءةُ الظَّنِّ بأحكامِ الشَّريعةِ، وأن يُظَنَّ بها خِلافُ العَدلِ والحِكمةِ
[336] يُنظر: ((تفسير السعدي)) (ص: 571). .