الفَصْلُ الثَّامِنَ عَشَرَ: حَرْفُ الميمِ
مُتَّكَأٌ:قالَ اللهُ تعالى:
فَلَمَّا سَمِعَتْ بِمَكْرِهِنَّ أَرْسَلَتْ إِلَيْهِنَّ وَأَعْتَدَتْ لَهُنَّ مُتَّكَأً [يوسف: 31] ، قَرَأَ مُجاهِدٌ وسَعيدُ بنُ جُبَيْرٍ بالتَّخْفيفِ:
مُتْكًا.
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها: المُتَّكَأُ: المَجلِسُ، وقالَ جَماعةٌ مِن المُفَسِّرينَ: إنَّ المُتَّكَأَ هو الطَّعامُ، فالعَربُ تقولُ: اتَّكَأْنا عنْدَ فُلانٍ، أي: طَعِمْنا عنْدَه، وأصْلُ مَعْنى الكَلِمةِ في اللُّغةِ: ما يُتَّكَأُ عليه للحَديثِ أو الطَّعامِ أو الشَّرابِ
[666] ينظر: ((معاني القرآن)) للزجاج (3/ 105). .
أمَّا قِراءةُ (مُتْكًا)، وهي قِراءةُ مُجاهِدٍ وسَعيدِ بنِ جُبَيْرٍ، فالمُتْكُ: ثَمَرُ الأُتْرُجِّ، وذلك في لُغةِ القِبْطِ، أو في لُغةِ الحَبَشةِ، وتقولُ قَبيلةُ أزْدِ شَنوءةَ: المُتْكَةُ، بمَعْنى: الأتْرُجَّةُ؛ قالَ الشَّاعِرُ:
نَشرَبُ الإثْمَ بالصُّواعِ جِهارَا
وتَرى المُتْكَ بَيْنَنا مُسْتَعارَا
[667] ينظر: ((الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي)) للقرطبي (9/ 178، 179)، ((المهذب)) للسيوطي (ص: 140). فأصَحُّ التَّفاسيرِ فيها أنَّها أَعَدَّتْ للنِّسْوةِ مَجالِسَ يَتَّكِئْنَ عليها، ثُمَّ فَسَّرَها بعضُ المُفَسِّرينَ بالطَّعامِ؛ لأنَّ المُتَّكَأَ إنَّما أُعِدَّ للطَّعامِ، ثُمَّ حَدَّدوا ماهيَّةَ الطَّعامِ، وهو الأتْرُجُّ؛ لأنَّ السِّكِّينَ إنَّما تُعَدُّ لمِثلِ ثَمَرِ الأتْرُجِّ
[668] ينظر: ((جامع البيان = تفسير الطبري)) للطبري (16/ 68 – 74). .
وقدْ تكونُ الكَلِمةُ مَنْقولةً مِن الفارِسيَّةِ، وأصْلُها: (مُتْكٌ)، بمَعْنى: الأتْرُجِّ
[669] يُنظر: ((الألْفاظ الفارِسيَّة المعرَّبة)) للسيد أَدِّي شِير (ص: 143). .
مَجوسٌ:وَرَدَتْ هذه المُفرَدةُ في قَوْلِه تعالى:
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ [الحج: 17] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:المَجوسيَّةُ: مِلَّةٌ مِن المِلَلِ، يَعبُدُ مَن يَدينونَ بها النَّارَ، ويُنسَبُ إليها فيُقالُ: مَجوسيٌّ، والجَمْعُ: المَجوسُ
[670] ينظر: ((الصحاح)) للجوهري (3/ 977). ، واشْتَقُّوا مِنها الفِعلَ: تَمَجَّسَ الرَّجُلُ، أي: دانَ بدينِ المَجوسِ، ومَجَّسَ الرَّجُلُ غيْرَه، أي: جَعَلَه مَجوسيًّا؛ قالَ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ:
((كُلُّ مَوْلودٍ يُولَدُ على الفِطْرةِ؛ فأبواه يُهوِّدانِه أو يُنَصِّرانِه أو يُمَجِّسانِه... )) [671] أخرجه البخاريُّ (1385) واللَّفظُ له، ومسلم (2658) من حديثِ أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه. .
واللَّفْظُ مُعرَّبٌ مِن الفارِسيَّةِ
[672] ينظر: ((المعرب)) للجواليقي (ص: 320). ، وقدْ ذَكَرَ الأزْهَريُّ أنَّ أصْلَه: (مِنْج قوش)، وذَكَرَ أنَّه كانَ اسمًا لرَجُلٍ صَغيرِ الأُذُنَينِ، وهو أوَّلُ مَن دانَ بدينِ المَجوسِ، ودَعا إليه
[673] ينظر: ((التهذيب)) للأزهري (10/ 317، 318). ، وذَكَرَ الفَيْروزاباديُّ أنَّ أصْلَه (منج كوش)
[674] ينظر: ((القاموس المحيط)) للفيروزابادي (ص: 574). ، وأصْلُ الكَلِمةِ في الفارِسيَّةِ القَديمةِ: (مگوش)، وفي الفَهْلويَّةِ: (مگوشيا)، وفي الفارِسيَّةِ الحَديثةِ: (مغ)، وفي الآراميَّةِ: (مجوشا)، وفي اليونانيَّةِ: (magos)، وفي اللَّاتينيَّةِ: (magus)، وفي العِبْريَّةِ: (مج)
[675] ينظر: ((تفسير الألْفاظ الدَّخيلة)) لطوبيا العنيسي (ص: 68)، ((المعرب والدَّخيل في اللُّغة العَربيَّة)) للدكتور/ ف. عبد الرحيم عبد السبحان (ص: 472، 473). .
المَرْجانُ:قالَ اللهُ تعالى:
يَخْرُجُ مِنْهُمَا اللُّؤْلُؤُ وَالْمَرْجَانُ [الرحمن: 22].
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:المَرْجانُ: صِغارُ اللُّؤْلُؤِ، واحِدُته مَرْجانةٌ
[676] يُنظر: ((التهذيب)) للأزهري (11/ 51). .
والكَلِمةُ مُعرَّبةٌ
[677] ينظر: ((المعرب)) للجواليقي (ص: 329). مِن اليونانيَّةِ: (margaron)، (margarites)، ومَعْناها: الدُّرُّ واللُّؤْلُؤُ
[678] ينظر: ((تفسير الألْفاظ الدَّخيلة)) لطوبيا العنيسي (ص: 68)، ((المعرب والدَّخيل في اللُّغة العَربيَّة)) للدكتور/ ف. عبد الرحيم عبد السبحان (ص: 484). .
مَرْيَمُ:قالَ اللهُ تعالى:
وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ [التحريم: 12] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها: مَرْيَمُ: عَلَمٌ على أُمِّ المَسيحِ عليه السَّلامُ.
واللَّفْظُ مُعرَّبٌ
[679] ينظر: ((الجمهرة)) لابن دُرَيْدٍ (2/ 1173)، ((المعرب)) للجواليقي (ص: 317). ، وقدْ ذَكَرَ
البَيْضاويُّ أنَّه مَنْقولٌ مِن العِبْريَّةِ، ومَعْناه: العابِدةُ
[680] ينظر: ((أنوار التنزيل وأسرار التأويل)) للبيضاوي (2/ 14). ، وقدْ يكونُ مَنْقولًا مِن الآراميَّةِ: (ماريأما)؛ يَتَكوَّنُ مِن مَقْطَعَينِ: (ماري)، أي: الرَّبُّ، و(أما)، أي: الأَمَةِ؛ فيكونُ المَعْنى: أَمَةُ الرَّبِّ
[681] يُنظر: ((المعرَّب والدَّخيل في اللُّغة العَربيَّة)) للسبحان (ص: 469)، ((من إعجاز القرآن)) لرؤوف أبو سعدة (2/ 251). .
مِسْكٌ:وَرَدَتْ هذه المُفرَدةُ مَرَّةً واحِدةً في القُرآنِ في قَوْلِ اللهِ تعالى:
خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ [المطففين: 26] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:المِسْكُ: الطِّيبُ.
واللَّفْظُ مُعرَّبٌ مِن الفارِسيَّةِ
[682] يُنظر: ((الصحاح)) للجوهري (4/ 1608)، ((فقه اللُّغة)) للثعالبي (ص: 209)، ((المعرب)) للجواليقي (ص: 325)، ((المهذب فيما وقع في القرآن من المعرَّب)) للسيوطي (ص: 144)، ((الأصل والبيان في معرب القرآن)) لحمزة فتح الله (ص: 21). : (مُشگ)
[683] يُنظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (27/ 332). ، وهي كَلِمةٌ ذاتُ أصْلٍ سَنْسِكريتيٍّ، وقدْ دَخَلَ اللَّفْظُ إلى العَديدِ مِن اللُّغاتِ، ومِنها اللَّاتينيَّةُ: (muscus)، ومِنها دَخَلَ إلى الإنْجليزيَّةِ (musk)، والفَرَنْسيَّةِ: (musc)، والإيطاليَّةِ: (muschio)، والألْمانيَّةِ: (Moschus)
[684] ينظر: ((المعرب والدَّخيل في اللُّغة العَربيَّة)) للدكتور/ ف. عبد الرحيم عبد السبحان (ص: 480)، ((التَّطوُّر النحوي للغة العَربيَّة)) لبرجشتراسر (ص: 215). .
مِشْكاةٌ:قالَ اللهُ تعالى:
اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الآية
[النور: 35] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:المِشْكاةُ: الكَوَّةُ أو التَّجْويفُ المَوْجودُ في الحائِطِ الَّذي لا يَنفُذُ إلى الجِهةِ الأُخرى، ويُوضَعُ فيها المِصْباحُ، ويكونُ المِصْباحُ فيها أشَدَّ إنارةً، وهذا قَوْلُ الجُمْهورِ مِن المُفَسِّرينَ، وقيلَ: بلْ هي عَمودُ القِنْديلِ الَّذي تَكونُ فيه الفَتيلةُ، وقيلَ: بلْ هي القِنْديلُ، وقيلَ: هي الحَديدةُ الَّتي يُعلَّقُ بها القِنْديلُ
[685] ينظر: ((جامع البيان = تفسير الطبري)) للطبري (19/ 183، 184)، ((الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي)) للقرطبي (12/ 257، 258). .
والكَلِمةُ مَنْقولةٌ مِن اللُّغةِ الحَبَشيَّةِ
[686] يُنظر: ((أدب الكاتب)) لابن قتيبة (496)، ((معاني القرآن)) للزجاج (4/ 43)، ((المعرب)) للجواليقي (ص: 303)، ((المهذب فيما وقع في القرآن من المعرَّب)) للسيوطي (ص: 144). )وأصْلُها: (maskòt)، ومَعْناها: الكَوَّةُ
[687] يُنظر: ((التَّطوُّر النحوي للغة العَربيَّة)) لبرجشتراسر (ص: 218)، ((المعرب والدَّخيل في اللُّغة العَربيَّة)) للدكتور/ ف. عبد الرحيم عبد السبحان (ص: 453). .
مَقاليدُ:قالَ اللهُ تعالى:
لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ [الزمر: 63] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:المَقاليدُ: مَفاتيحُ السَّمَواتِ والأرْضِ، أو خَزائِنُهما، ويَجوزُ أن يكونَ المَعْنى شامِلًا الاثْنَينِ معًا، ومُفرَدُها الشَّائِعُ فيها: الإقْليدُ، أي: المِفْتاحُ، والمِقْليدُ لُغةٌ في الإقْليدِ، وجَمْعُه أيضًا: أقاليدُ، ومُفرَدُها أيضًا: مِقْلادٌ، بمَعْنى: الخِزانةِ، ومِقْلَدٌ
[688] ينظر: ((معاني القرآن)) للزجاج (4/ 361)، ((الجمهرة)) لابن دُرَيْدٍ (2/ 675)، ((التهذيب)) للأزهري (9/ 47)، ((الصحاح)) للجوهري (2/ 528)، ((الجامع لأحكام القرآن = تفسير القرطبي)) للقرطبي (15/ 274)، ((لسان العَرب)) لابن منظور (3/ 366). .
ذَكَرَ اللُّغَويُّونَ القُدامى أنَّ اللَّفْظَ مُعرَّبٌ مِن الفارِسيَّةِ
[689] ينظر: ((الجمهرة)) لابن دُرَيْدٍ (2/ 675). ،
واخْتَلَفوا في أصْلِه: (إكْليد
[690] ينظر: ((تفسير غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 384). ، أو كليذ
[691] ينظر: ((التهذيب)) للأزهري (9/ 47). ، أو كليد
[692] ينظر: ((تاج العروس)) للزبيدي (9/ 65). ، وبالعَوْدةِ إلى أصْلِ الكَلِمةِ الفارِسيَّةِ، وُجِدَ أنَّها مَأخوذةٌ مِن اليونانيَّةِ: (klei-s)، وفي حالةِ الإضافةِ: (kleidi-on)
[693] ينظر: ((اصطلاحات يونانية)) لجوزي بندلي (ص: 340). ، فصَحَّ كَوْنُ اللَّفْظِ مُعرَّبًا مِن اليونانيَّةِ، ويُؤيِّدُ ذلك ما ذَكَرَه الفَيُّوميُّ مِن أنَّ أصْلَها روميٌّ (إقْليدِس)
[694] ينظر: ((المصباح المنير)) للفيومي (2/ 512). ، وهي لُغةٌ يَمانيَةٌ
[695] ينظر: ((التهذيب)) للأزهري (9/ 47). ، ما تَزالُ تُسْتعمَلُ تلك الكَلِمةُ بمَعْنى المِفْتاحِ في حَضْرَمَوْتَ
[696] ينظر: ((المعرب)) للجواليقي (ص: 314)، ((المعرَّب والدَّخيل في اللُّغة العَربيَّة)) للدكتور/ ف. عبد الرحيم للسبحان (ص: 15). .
مِنْسَأَةٌ:قالَ اللهُ تعالى:
فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ [سبأ: 14] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:المِنْسأةُ: العَصا الضَّخْمةُ الَّتي تكونُ معَ الرَّاعي، وقَرَأَها عامَّةُ أهْلِ الكوفةِ بالهَمْزِ
مِنْسَأَتَهُ، وقَرَأَها عامَّةُ قُرَّاءِ أهْلِ المَدينةِ وبعضُ أهْلِ البَصْرةِ بغيْرِ الهَمْزِ
مِنْسَاتَهُ.
والكَلِمةُ إمَّا عَربيَّةٌ أصيلةٌ مُشْتقَّةٌ مِن نَسَأْتُ البَعيرَ، أي: زَجَرْتُه حَثًّا له على السَّيْرِ، وإمَّا أن تكونَ مَنْقولةً مِن الحَبَشيَّةِ، ومَعْناها: العَصا
[697] ينظر: ((معاني القرآن)) للفراء (2/ 357)، ((جامع البيان = تفسير الطبري)) للطبري (20/ 370، 371)، ((التهذيب)) للأزهري (13/ 58)، ((لسان العَرب)) لابن منظور (1/ 169)، ((المهذب فيما وقع في القرآن من المعرَّب)) للسيوطي (ص: 149). .
موسى:قالَ اللهُ تعالى:
وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَنْتُمْ ظَالِمُونَ [البقرة: 51] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:موسى اسمُ عَلَمٍ أعْجَميٌّ لنَبيِّ اللهِ موسى عليه السَّلامُ
[698] يُنظر: ((لسان العَرب)) لابن منظور (6/ 224). .
وهو مَنْقولٌ مِن اللُّغةِ العِبْريَّةِ، وأصْلُه: (موشَه)، وهو لَفْظٌ مُشتَقٌّ مِن مَعْنى الانتِشالِ والجَذْبِ؛ لأنَّه انْتُشِلَ مِن الماءِ.
أو هو مَنْقولٌ مِن اللُّغةِ المِصْريَّةِ القَديمةِ (لُغةِ القِبْطِ)، وأصْلُه (موشا)؛ مُكوَّنٌ مِن مَقْطَعَينِ: (مو) بمَعْنى: الماءِ، و(شا) بمَعْنى: الشَّجَرِ؛ لأنَّ التَّابوتَ الَّذي كانَ موسى مَوْضوعًا فيه وُجِدَ بيْنَ الماءِ والشَّجَرِ
[699] ينظر: ((المعرب)) للجواليقي (ص: 302)، ((لسان العَرب)) لابن منظور (6/ 224). ، وليس هذا بشَيءٍ.
أو قد يكونُ اللَّفْظُ مَنْقولًا مِن اللُّغةِ القِبْطيَّةِ، وهو مُكوَّنٌ فيها مِن مَقطَعَينِ: (mo)، أي: ماءٌ، و(use)، بمَعْنى: أنْقَذَ، وقدْ يكونُ مَنْقولًا مِن الكَلِمةِ القِبْطيَّةِ: (mesu)، بمَعْنى: الطِّفْلِ
[700] يُنظر: ((المعرب والدَّخيل في اللُّغة العَربيَّة)) للدكتور/ ف. عبد الرحيم عبد السبحان (ص: 452). .
والصَّحيحُ أنَّه مَأخوذٌ مِن جَذْرٍ في اللُّغةِ المِصْريَّةِ القَديمةِ (م/ س/ ي)، ومَعْناه في تلك اللُّغةِ: وَلَدَ/ يَلِدُ/ وِلادةً، وليس مَنْقولًا مِن لَفْظٍ عِبْريٍّ؛ لأنَّ مَن سَمَّى موسى عليه السَّلامُ كانوا قِبْطَ مِصْرَ
[701] ينظر: ((من إعجاز القرآن)) لرؤوف أبو سعدة (2/ 11 - 16). .
مِيكائيلُ:قالَ اللهُ تعالى:
مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ.
[البقرة: 98] .
مَعْناها واللُّغةُ الَّتي نُقِلَتْ مِنها:اسمُ عَلَمٍ للمَلَكِ المُوكَّلِ بالمَطَرِ والنَّباتِ، وفيه لُغاتٌ: مِيكالُ، مِيكَيِيلُ، وميكايِيلُ، وميكايينُ، ومَيْكَئِلُ
[702] ينظر: ((الصحاح)) للجوهري (6/ 2496)، ((لسان العَرب)) لابن منظور (15/290)، ((البحر المحيط)) لأبي حيان (1/ 510). .
ذَكَرَ المُفسِّرونَ أنَّ مَعْناه: عبْدُ اللهِ؛ فـ (ميكا) تَعْني: (عبْد)، و(إيل) تَعْني: (اللهَ)
[703] ينظر: ((جامع البيان = تفسير الطبري)) للطبري (2/ 388 – 388)، ((المعرب)) للجواليقي (ص: 327). ، ووَصَفَه
أبو حَيَّانَ بأنَّه وَجْهٌ بَعيدٌ
[704] ينظر: ((البحر المحيط)) لأبي حيان (1/ 510). ، وهو مَنْقولٌ مِن العِبْريَّةِ، ومَعْناه: (مي)، أي: مَن، و(كا)، أي: يُشبِهُ، (إيل)، أي: اللهَ، فيكونُ مَعْناه: مَن يُشبِهُ اللهَ؟
[705] يُنظر: ((المعرَّب والدَّخيل في اللُّغة العَربيَّة)) للسبحان (ص: 483)، ((من إعجاز القرآن)) لرؤوف أبو سعدة (1/ 181). .