الموسوعة التاريخية


العام الهجري : 1250 العام الميلادي : 1834
تفاصيل الحدث:

سارت العساكِرُ المصرية وملأت السَّهلَ والجبل لمحاربةِ عسير في بلدان اليمن، ومعهم أحمد باشا وشريف مكة محمد بن عون، فلمَّا وصلوا بلادهم أرسلوا إليهم أنَّهم ما يريدون منهم إلَّا رسمَ الطاعة، وأنهم ما أتوا إلا للصلاحِ، فأطاع لهم عسير، وجعلوا في ثغورِ بلادهم عسكرًا، فلما تمكَّنوا من بلادهم طلبوا منهم أموالًا ونِساءً، فأجمع رأيُ رؤساء عسير أن يجمَعوا شوكَتَهم وعَدَدَهم وعُدَّتَهم، وينفرون عليهم ويسيرون معهم بنسائِهم وأبنائِهم حتى لا يَفِرُّوا، والترك إذا رأوهم على ذلك لا يخافون لأنَّهم لا يعلمون أنَّهم جاءوا لحرب، وأنَّهم ما جاؤوا إلا ليعرضون ويلعبون عندهم، فقامت العساكِرُ تطَّلِعُ عليهم وتنظُرُ إليهم، وهم مُقبِلون يلعبون ويرمون، والعساكِرُ يَضحَكون، فلما دنوا منهم حَمَلوا عليهم حملةً واحدة صادقة، ووضعوا فيهم السِّلاحَ، فولت العساكِرُ مُنهَزمةً وقتلوا فيهم قتلًا ذريعًا، وأخذوا خيامَهم ومدافِعَهم وأموالَهم، حتى قيل: إنه لم يبقَ منهم إلا نحو 150 قصدوا البندر، وقصَدَ ابنُ عون وأحمد باشا مكَّةَ بشرذمة قليلة، وأرسل أهل عسير إلى الإمام فيصل شيئًا من سلاحهم وخَيلِهم، ثم قام كل أهلِ بلدٍ من عسير على من عندهم من عساكِرِ الترك في بلَدِهم فقَتلوهم!

العام الهجري : 1250 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1834
تفاصيل الحدث:

لما بلغ فيصلًا خَبَرُ مقتل والده، جمع الأمراء والرؤساء الذين معه في الغزو، وهم رئيس جبل شمر: عبد الله بن علي بن رشيد، ورئيس بريدة: عبد العزيز بن محمد، ورئيس الحريق: تركي الهزاني، وحمد بن يحي أمير بلدان سدير، وغيرهم من الرؤساء والرجال، ورؤساء العربان، أخبَرَهم بمقتل والده فوعَظَهم وذكَّرَهم، فبايعوه جميعًا على السمعِ والطاعةِ، ثم رحل مِن الأحساء بجنوده وأمرائِه إلى الرياض فدخلها وحاصَرَ مشاري في قصرِ الرياضِ، حتى تمكَّن من قَتلِه بعد أن تخاذَلَ عنه كثيرٌ مِن أهل الرياض، فلمَّا قُتِلَ مشاري دخل فيصل القصرَ وجلس على سريرِ المُلكِ، فوفد عليه أمراء البلدان ورؤساء العربان من كلِّ جهةٍ، فبايعوه، وأقر القضاةَ على أعمالِهم في بلدانهم.

العام الهجري : 1250 الشهر القمري : رجب العام الميلادي : 1834
تفاصيل الحدث:

هو الشاه فتح علي شاه قاجار زعيم القاجاريين الشيعة في إيران. ولِدَ سنة 1772 وكان فتح علي ثاني شاه قاجاري على فارس. وقد حكم من 17 يونيو 1797 حتى وفاته. وقد شَهِدَ عهده فقدانَ إيران بالقوة -وبغير رجعة- أراضيَها الشمالية؛ الأراضي القوقازية التي تضمُّ جورجيا، داغستان، أذربيجان، أرمنيا، لصالح روسيا القيصرية إثرَ الحرب الروسية الفارسية (1804-1813)، الحرب الروسية الفارسية (1826-1828) والمعاهدتين اللتين أُبرِمتا في عَقِبَيهما: معاهدة ولستان، ومعاهدة تركمانچاي. توفي الشاه فتح علي بعد أن هزل من المرض كثيرًا، عن عمر يناهز 64 عامًا، ودام في الملك ستًّا وثلاثين سنة، فخَلَفَه في الملك محمد شاه ميرزا بن عباس ميرزا، الذي كان ولي العهد قبل وفاة والده بسنة، وكان جلوسه على العرش في السابع من رجب من سنة 1250هـ، فثار عليه أعمامُه، فانتصر عليهم وقبض على صولجان الملك، فصار يدعى محمد شاه.

العام الهجري : 1250 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1835
تفاصيل الحدث:

هو الشَّيخُ علَّامةُ مِصرَ: أبو عليٍّ حسن بن علي محمد بن محمود العطار، شيخ الجامع الأزهر، وهو الشيخ السادس عشر في سلسلة شيوخ الأزهر، أصله من المغرب. ولد بالقاهرة سنة 1180 هـ، كان أبوه الشيخ علي محمد العطار فقيرًا يعمل عطَّارًا، من أصل مغربي، وكان له إلمامٌ بالعلم، وكان حسن يساعِدُه في دكانه، ولَمَّا رأى منه حبًّا للعلم وإقبالًا على التعَلُّم، شجعه على طلب العلم،، كان طويلًا بعيدَ ما بين المنكِبَين واسِعَ الصدر، أشم أسمر اللون خفيف اللحية صافي العينين، حاد النظر، حاد الفطنة، شديد الذكاء. جَدَّ في التحصيلِ حتى بلغ من العِلمِ في زمنٍ قليلٍ مبلغًا تميَّزَ به واستحق التصديَ للتدريس، ولكنَّه مال إلى الاستكمال، واشتغل بغرائبِ الفنون والتقاط فوائدها، كالطب والفلك والرياضة. عندما احتل الفرنسيون مِصرَ سنة 1798 كان حسن العطار في الثانية والثلاثين من عمره، ومِثلَ كثيرٍ مِن العلماء في ذلك الحين فَرَّ إلى الصعيد خوفًا على نفسِه من أذاهم. ومكث العطارُ في الصعيد نحو ثمانية عشر شهرًا تقريبًا، ثم عاد بعدها إلى القاهرةِ بعد استتباب الأمن، وعندما عاد إلى القاهرة تعَرَّف ببعض علماء الحملة، واطَّلع على كُتُبِهم وتجارِبِهم وما معهم من آلاتٍ علمية فلكية وهندسية، كما اشتغل بتعليمِ بَعضِهم اللغةَ العربية، فأفاد منهم واطَّلَع على علومهم، واشتغل أثناءَ الحملة الفرنسية بالتدريس في الأزهر. ثم ارتحل إلى بلادِ الروم والشام والأراضي الحجازية سنة 1802 وزار تركيا ونزل بعاصمتِها القسطنطينية، ثم أقام في ألبانيا مدةً طويلة وسكن ببلد تدعي اشكودره من بلاد الأرنؤد، وتزوَّج بها، ثم دخل بلاد الشام سنة 1810م وعمل هناك في التدريسِ، وأقام بها خمسَ سنين. ثم عاد العطَّارُ إلى مصر سنة 1815م بعد أن استقَرَّ الحكم فيها لمحمد علي، وبواسطة بعض تلاميذه المقرَّبين من محمد علي التقى به، فلَمَّا لَمس منه محمد علي حِرصَه على مساعدتِه في تطوير مصرَ، جعله أوَّلَ مُحرِّرٍ لجريدة الوقائع المصرية في بدء صدورِها، ثم تولى مشيخةَ الأزهر سنة 1246هـ إلى أن توفِّي. استغل العطار قُربَه من محمد علي، وثقتَه به، فأوعز إليه بضرورةِ إرسالِ البعثات إلى أوروبا لتحصيلِ عِلمِها، وأوصى بتعيينِ تلميذه رفاعة الطهطاوي إمامًا لأعضاءِ البعثة العلمية إلى باريس، وأوصى الطهطاوي بأن يفتَحَ عينيه وعقله، وأن يدوِّنَ يومياتٍ عن رحلتِه، وهذه اليومياتُ هي التي نشرها الطهطاوي بعد ذلك في كتابِ (تخليص الإبريز في تلخيص باريز)  وكان العطار قد قاد حركةَ إصلاحِ الأزهر في عصره، وجمع بين الثقافةِ العربية والغربية، وكان يُتقِنُ التركية ويلِمُّ بالفرنسية. وكان يحسِنُ عَمَل المزاول الليلية والنهارية. وتَرَك مؤلفاتٍ كثيرةً منها: رسالة في كيفية العمل بالإسطرلاب, وكتاب في الإنشاء والمراسلات، وديوان شعر، وحواشٍ في اللغة والمنطق وعلم الكلام وأصول الفقه. وكان مِن أبرز تلاميذ العطار: رفاعة الطهطاوي، ومحمد عياد الطنطاوي. توفي العطار في القاهرة ودُفِنَ فيها.

العام الهجري : 1251 العام الميلادي : 1835
تفاصيل الحدث:

كان محمد علي باشا والي مصر يعمَلُ على تكوين دولة كبرى على حسابِ الدولة العثمانية، فضَمَّ السودان والشام وأجزاءً من بلاد اليونان والأناضول إلى سيطرته. وكان يَعُدُّ شبهَ جزيرة العرب من المناطق التابعة لدولته؛ ولهذا لم يكن غافلًا عما يجري في نجد من حركة لإعادة الدولة السعودية. ووجد أنَّ مِمَّا يسهل عَمَلَ الحملات العسكرية أن يترأَّسَها أحدُ أفراد الأسرة السعودية. وأراد محمد علي باشا التخاطبَ مع الإمام فيصل بن تركي، فأرسل إليه دوسري بن عبد الوهاب أبو نقطة، مبعوثًا ليكونَ وسيطًا بينهما. وطلب من الإمامِ فيصل إرسالَ الخَراج إليه، وتزويد القوات المصرية المحاربة في شبه الجزيرة العربية ببعض ما تحتاج إليه. ولكن الإمام لم يشأ أن يلبِّيَ هذه الطلبات، ربما لأنَّه خَشِيَ أن تُستعمَلَ ضِدَّه مستقبلًا. وفي الوقت نفسِه اتخذ موقفًا لينًا تجاه حكومة محمد علي، فأرسل هدايا ثمينة إلى أحمد باشا ممثِّل محمد علي في الحجاز مع أخيه جلوي بن تركي، على أملِ أن يكونَ في ذلك تعبيرٌ عن حُسنِ نيَّتِه تجاه الدولة. وأبدى استعدادَه لتلبية بعضِ طلبات القوات المصرية من الإبل. لكِنَّ محمد علي لم يقتنِعْ بذلك الموقف، فجهَّز حملة عسكرية بقيادة إسماعيل بك، ووضع على رأسِها -من الناحية الشكلية- خالد بن سعود بن عبد العزيز -الشقيق الأكبر للإمام عبد الله بن سعود- وكان خالد بن سعود قد أسَرَه إبراهيم باشا عند سقوط الدرعية، وأُرسِلَ إلى مصر مع بقَّية آل سعود، ووصلت الحملةُ إلى ينبع في هذه السنة.

العام الهجري : 1251 العام الميلادي : 1835
تفاصيل الحدث:

طلب رؤساءُ القَصيمِ مِن الإمام فيصل أن يبعَثَ إليهم الشيخَ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين قاضيًا في بلدانهم، كمدرِّس لطلبة العلم في أوطانِهم، فأمر عليه الإمام فيصل وهو في بلد شقراء قاضيًا لأهل الوشم أن ينتَقِلَ إلى القصيم، فقَدِمَ عُنَيزة وأقام فيها، ثم طلبوا نزولَه عندهم وانتقاله إليهم بأهله، فانتقل بعياله عندهم واستوطن عُنيزة، فأكرموه غاية الإكرام وعظَّموه بما يستحِقُّه من الإعظام، فاجتمع عنده طلبةُ عِلمٍ كثيرون، ورحل إليه من الغرباء صغيرٌ وكبيرٌ، وانتفع به من طلبتهم كثير.

العام الهجري : 1251 العام الميلادي : 1835
تفاصيل الحدث:

أعلن عبد القادر الجزائري الجهادَ ونظَّم حُكمَه، فكان بمثابةِ رئيس للوزراء وله نائب ووزراء، واتخذ من مدينةِ المعسكر قاعدةً له، واتَّصل بمن بقي من العثمانيين، فأعلنوا السَّمعَ والطاعة، ثم بويع أميرًا للجهاد في جمادى الآخرة 1248هـ / تشرين الثاني 1832م، ثم قَوِيَ أمره حتى جرت بينه وبين الجنرال دي ميشيل معاهدة بتاريخ 17 شوال 1249هـ / 26 شباط 1834م لوقف القتالِ، وإطلاق سراح الأسرى، وحرية التجارة، واحترام عادات وديانة المسلمين، لكِنَّ المعاهدةَ لم تَرُقْ للفرنسيين الذين غيَّروا دي ميشيل وعيَّنوا مكانه حاكمًا للجزائر هو تريزل، وكان عبد القادر الجزائري قد سار إلى موسى حسن الذي احتَلَّ بلدة المدية، فانتصر عليه، وكان لا بد من الصدام مع الفرنسيين. فعندما خرج  الجنرال الفرنسي تريزل على رأسِ جيش مكون من 2500 جندي مدعَّمين بمؤونة وذخيرة ومدافع، كان متوجهًا لمعسكر عاصمة الأمير عبد القادر آنذاك. حيث هاجَمه الأميرُ عبد القادر على نهر المقطع قُربَ الساحل، فانتصر عليه انتصارًا عظيمًا، اضطر الفرنسيون على إثره إلى توقيع معاهدة المقطع مع عبد القادر في ربيع الأول 1251هـ / حزيران 1853م. يَعتَبر الجزائريون معركةَ المقطع من أشهر المعارك التي خاضها عبد القادر الجزائري ضد فرنسا وعمره لم يتجاوز ال26 سنة، ويذكر أن عدد قتلى معركة المقطع 500 قتيل فرنسي.

العام الهجري : 1251 العام الميلادي : 1835
تفاصيل الحدث:

قَلَّ المطَرُ وغَلَت الأسعار، فصار البُرُّ سِتةُ أصواعٍ وخمسة بريال فرنسي، والتمر خمسة عشر وزنة، وأصاب الناسَ مجاعةٌ، وجلا كثيرٌ من أهل سدير للزبير والبصرة، ولم يأتِ من السيل إلا قليلٌ في الصيف، وكان هذا الغلاء والقحط وقع بعد قتلِ الإمام تركي، وعلى وجه إقبال خالد بن سعود مع العسكرِ المصري.

العام الهجري : 1251 العام الميلادي : 1835
تفاصيل الحدث:

سار الإمامُ فيصل بن تركي بجنودٍ مِن العارض والخرج والفرع والأفلاج ووادي الدواسر والقصيم والجبل والوشم وسدير وغيرهم وجميع غزوان العربان، فنزل روضة التنهات المعروفة عند الدهناء، وأقام فيها أكثَرَ من شهرين؛ وذلك لأنه بلَغَه أنَّ بعض العربان فيهم امتنعوا عن الزكاة، فإذا سمعوا بخروجه سَمِعوا وأطاعوا، فوفد عليه رؤساءُ العربان، وأرسل إليهم عمالًا، لكلِّ فريقٍ عامِلُه، فقبضوا منهم الزكاة، وألفى عليه أخوه جلوي أثناء تلك المدة ثم قَفَل راجعًا إلى وطنه، وأذن لأهل النواحي يرجعون إلى أوطانهم.

العام الهجري : 1251 الشهر القمري : محرم العام الميلادي : 1835
تفاصيل الحدث:

كانت الملاحة في الخليج العربي قد اضطربت لمدة سنتين بدءًا من عام 1249هـ؛ وذلك بسبَبِ الصراع بين مشيختي الشارقة وأبو ظبي، ثم بسبب الاضطرابات الداخلية في مشيخةِ أبو ظبي، وكان لتلك الاضطرابات أكبَرُ الأثر في حياة القواسم وبني ياسر، وهما أكبَرُ قبيلتين بحريتين في ساحل الصلحِ البحري، فتوقفت أعمالُ الغوص لصيد اللؤلؤ، وساءت أحوالُهم المعيشية إلى حدٍّ كبير، فكان هذا هو العامِلَ الرئيسي الذي مهَّد لعقد أول هدنة بحرية في محرم من هذه السنة؛ حيث اجتمع رؤساء المشيخات والإمارات المطِلَّة على ساحل الخليج عند المقيم السياسي البريطاني، وتعهدوا بعدم اللجوءِ إلى الاشتباكات البحرية فيما بينهم أثناء موسِمِ الغوص، ثم تحولت الهدنةُ فيما بعد لتكونَ لمدة سنة كاملة، وتُجَدَّد سنويًّا بالاتفاق مع المقيم السياسي البريطاني.

العام الهجري : 1251 الشهر القمري : ربيع الآخر العام الميلادي : 1835
تفاصيل الحدث:

بعث الإمام فيصل زويد العبد ومعه 100 مطية من الركاب ناحيةَ القطيف، فأمر فيه ونهى، وعزل رجالًا وثَبَّت رجالًا، ووفد ولدُ أمير القطيف ابن غانم وابن عبد الرحيم أمير سيهات على الإمام فيصل، وبايعاه على السَّمعِ والطاعة.

العام الهجري : 1251 الشهر القمري : جمادى الأولى العام الميلادي : 1835
تفاصيل الحدث:

رفضت المدُنُ الأندلسيَّةُ أن ترضخَ لمطالبِ السياسيِّ الليبرالي منديزابال: "بأن تقومَ الدولةُ ببيعِ ممتلكاتِ الكنيسةِ ومُصادرتِها، كحَلٍّ لمشاكِلِها الماليةِ في أسبانيا"، وتوحَّدت مناطِقُ الأندلس عبر "مجلس أعلى للثورة" مقرُّه بلدةُ أندوجر (مقاطعة جيان) يمثِّل جميعَ الأندلس عبر ممثِّلينَ من جميعِ مقاطعاتِها. وانتخَبَ المجلسُ الكوندي دي دوناديو -مثِّل مدينة جيان- رئيسًا له، وأرسل إنذارًا للحكومةِ في مجريط يعبِّرُ فيه عن رغبةِ الأندلسيين في حُكمِ ديموقراطي على أساسِ دستورِ (أندوجر)، وجعل الحكومةَ مسؤولةً أمامَ الإرادة الشعبية. ثم كوَّن المجلِسُ جيشًا أندلسيًّا للدفاعِ عن الأندلس. لكِنَّ منديزابال نجح في إقناع المدن الأندلسية الواحدة تلوَ الأخرى بالرُّجوعِ للحكومة. ثم اضطرَّ مجلس الثورة الأعلى الأندلسي في أندوجر أن يحُلَّ نفسَه. كانت هذه الأحداث مهمَّةً في تكوين القوميَّةِ الأندلسية إذ تحرَّكت فيها الأندلسُ لأولِ مرة منذ ثورات المورسكيين كأمَّةٍ واحدة أمام الحُكمِ المركزيِّ في مجريط، وكانت الثوراتُ قبل ذلك أسبانيةً في الأندلس وليست أندلسية. وخيرُ تقدير لأهمية هذه الثورة ما قاله بلاس انفانتي -أسلم لاحقًا ثم أُعدِمَ لدفاعه عن المسلمين- وهو مؤسِّس القوميَّةِ الأندلسيَّةِ، قال: "لقد أعطت الأندلسُ سنة 1835م برهانًا واضحًا عن وجودِ شعورِ وَحدةٍ مصيرية في منطقتِها، تنبضُ فيه رغبتُها في المساهمة كوحدة تَشعُرُ بنفسِها في سيادةِ الدولة المركزية. وقد كوَّنت الولاياتُ الأندلسيَّةُ الموحَّدةُ أكبرَ وأقوى مقاومة لمنديزابال، وأنشأت أمام القوى المركزية الليبرالية قوةً جهوية فاعلة، لها جيشُها الخاص، تعاملت ندًّا لندٍّ مع كرستينا (الوصية على العرش). وأعلنت أُسُسَ الحُكم الشعبي، وتصرَّفت بشرفٍ وأخلاق". وتتلخَّصُ أهم سماتِ الحركة الأندلسية في القرن التاسع عشر في الانتماء إلى منطقة واحدة (الأندلس)، وأمَّة واحدة أندلسية، والمطالبة بحقوقِها، والوقوفِ في وجهِ تجاوزات الدولة المركزية الليبرالية، والكنيسة الكاثوليكية، والإقطاع الزراعي.

العام الهجري : 1252 العام الميلادي : 1836
تفاصيل الحدث:

كانت ليبيا في عهد أسرة القره مانلي تمتلك أسطولًا بحريًّا قويًّا مكَّنَها من أن تتمَتَّعَ بمكانة دولية مَهيبة، وأصبحت تنعَمُ بنوعٍ مِن الاستقلال. فأسَّس أحمد القره مانلي أسرةً حاكمة استمرَّت في حكم ليبيا حتى هذا العام، ويعتبر يوسف باشا القره مانلي أبرزَ ولاة هذه الأسرةِ.

العام الهجري : 1252 العام الميلادي : 1836
تفاصيل الحدث:

كان مؤسِّسُ الدعوة السنوسية محمد بن علي المعروف باسم السنوسي الكبير في الجزائر حين دراستِه في فاس تأثَّر كثيرًا بالحركة الصوفية هناك، وخاصة أولئك الذين ينتَمون إلى الطريقة التيجانية، والتحَقَ فيما بعد بجماعاتٍ متعددة من المتصوَفِّة حين كان يدرُسُ في الحجاز على الشيخِ الإدريسي، وكان يحمِلُ أفكارًا إصلاحيَّةً وتجديدية، فقام بإيجاد طريقة صوفية خاصةٍ به حين كان في مكَّةَ، أطلق عليها اسمَ السنوسية، وكانت من دعوته مقاومةُ النفوذ الأجنبي، ووجد السنوسي أنَّ بلادَه الجزائر بدأت تسقُطُ في يد الفرنسيين، فاستقر به المقامُ في برقة؛ حيث أسَّس زاوية البيضاء، ثم أقيمت العديدُ مِن الزوايا والمراكز الدينية والتربوية على الطريقة السنوسية، ولاقت دعوته صدًى في سكان الصحراء من الشمال الأفريقي كله والسودان.

العام الهجري : 1252 العام الميلادي : 1836
تفاصيل الحدث:

هو الأميرُ محمد بن إبراهيم بن ثاقب بن وطبان أمير الزبير، كان من أعظَمِ أهلِ ناحيته عقلًا ومعرفةً ودهاءً، وكان متحفِّظًا على نفسه، يعرِفُ الحِيَل ويخافُ منها، وكانوا يسمونه "البلم يغرق غيره ويَسلَم" كان أبوه إبراهيمُ أمير الزبير، فلما مات صار مكانَه، فحصل بينه وبين آل زهير وأهلِ حرمة الجالين في الزبير ضغائِنُ عظيمة، فأخرجوه بسببها من الزبير، فانتقل مع أهله وعياله ونزل بلد الكويت، ثم عاد لحُكمِ الزبير والبصرة ولم يزَلْ فيها حتى قتَلَه متسلِّم البصرة على الرغمِ مِن شِدَّةِ تحفُّظِه على نفسه، وفِطنتِه وكثرةِ عَدَدِه وعُدَّتِه!

العام الهجري : 1252 الشهر القمري : شوال العام الميلادي : 1837
تفاصيل الحدث:

حاول الإمام فيصل أن يتفادى الصدامَ مع القوة المصرية الموجَّهة إليه؛ إذ لا قِبَلَ له بها. فأرسل الهدايا مع مبعوثٍ منه إلى قائدَيها خالد بن سعود وإسماعيل بك، إظهارًا لحُسن نيته. ولما عاد المبعوث أطلع الإمامَ على نيات محمد علي باشا في مهاجمةِ البلاد. وواصلت الحملةُ تقَدُّمَها من المدينة النبوية إلى الحناكية، وكان الإمامُ فيصل لما بلغه مسيرُ العساكر المصرية بقيادة إسماعيل بك وخالد بن سعود، استشار رؤساءَ رعيَّتِه الذين عنده، في المسير إليهم أو عدَمِه، فأشار عليه عبد الله بن علي رئيسُ جبل شمر بالنفيرِ والمسير وأن يقصِدَ القصيم ويقيمَ فيه وينزِلَ قبل أن يقدمَ العساكِرُ، فيجيبونه ويتابعونه، فيكون نزوله عندهم فيه ثباتٌ لهم ورِدَّةٌ عن عَدُوِّه، فاستنفر الإمامُ فيصل قواته في الأحساء، وجنوب نجد وسدير، وتقَدَّم من الرياض إلى القصيم؛ لملاقاة القوات المصرية والدفاع عن المنطقة.

العام الهجري : 1252 الشهر القمري : ذي القعدة العام الميلادي : 1837
تفاصيل الحدث:

تم إنشاءُ أوَّلِ وَزارة للمعارفِ في مصرَ والعالم العربيِّ، باسم ديوان المدارس، وقد تولى رئاستَها مصطفى مختار باشا، الذي كان أحد أعضاءِ البعثة العلمية الأولى التي أرسلها محمد علي باشا إلى فرنسا.

العام الهجري : 1252 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1837
تفاصيل الحدث:

نزل الإمامُ فيصل بجنودِه على ماء الصريف من أرضِ القصيمِ، فأقام عليها أكثَرَ مِن شهر حتى بلغه أنَّ خالد بن سعود وإسماعيل بك وعساكِرَهم نزلوا الرسَّ، فرحل الإمام ونزل عُنَيزة، واستنفر أهلَها، فركب معه أميرُها يحيى بن سليمان، ورئيسُ بريدة عبد العزيز بن محمد، ونزل في رياض بلد الخبرا بين الرس والخبرا، فأقام فيها عشرين يومًا، وهو ملازم  عسكر الترك في الرس ومحاربٌ لهم، ولكن لم يحصُلْ بينه وبينهم قِتالٌ، ولا طلع عليه أحدٌ منهم، حاول أن يُدخِلَ بعضَ جنوده بلد الشنانة عند الرسِّ، لكنهم لم يتمكَّنوا، فاستشار الرؤساءَ في الرحيل أو المقام، فأشاروا عليه أن يأمُرَ بالرحيل إلى عُنَيزة، ثم يَشُنَّ الغارةَ بمن معه على الذين تابعوا عساكِرَ الترك فلما شُدَّت رحايلهم وحمَّل عليها، ظَنَّ أناس من أطراف الغزو أن القومَ راحلون ومنهَزِمون فشالوا على  رواحِلِهم ووقع الفشَلُ في جندِه، فأمر فيصل رجالَه بتسكينِهم، وضَرَب من رحَلَ وانهزم منهم، فقاموا وأدَّبوا فيهم فسكنوا وباتوا في مكانِهم، فلما أصبح فيصل ركِبَ بجنوده قاصدًا عنيزة فوقع فشَلٌ وخِفَّةٌ في جيشه، فلما نزل عنيزة شاور رؤساء قومه المقامَ أو الرحيل، فاقتضى رأيه أن يرحل ويقصِدَ بلده، وأذن لأهلِ النواحي يقصِدون بلدانَهم. 

العام الهجري : 1252 الشهر القمري : ذي الحجة العام الميلادي : 1837
تفاصيل الحدث:

لما دخل الإمامُ فيصل الرياضَ بعد عودتِه من القصيم، رأى من بعض أهلِها ريبةً، وجاهر بعضُهم بالعداوةِ، فعمل فيصل على جمعِ أمواله وأهله وخيله والنجايب، وخرج بهم من الرياض إلى الخَرج، فأقام بها عشرة أيام حتى استلحق باقي أهله وشيء من متاعه وعَدَد من رجاله وعبيده، ثم قصد الأحساءَ، فلما وصلها استقبلها أميرُها مِن قِبَلِه عمر بن عفيصان ورؤساؤها وبايعوه على النصرةِ والقيام معه، ونزل قصر الكوت بعياله وأثقالِه، وأقام في الأحساء آخِرَ عاشوراء وصفر وربيع من سنة 1253هـ ووفد عليه رؤساء العربان من مطير والعجمان والسهول وسبيع وغيرهم.

العام الهجري : 1253 العام الميلادي : 1837
تفاصيل الحدث:

أرسل محمد علي باشا حملةً عسكريةً بقيادة واحد من أمهرِ قادته العسكريين، وهو خورشيد باشا. وكان أوَّل ما فعله خورشيد وهو في طريقه إلى نجد أن أرسل رسالةً وهدايا إلى الإمام فيصل بن تركي مع الشريف عبد الله، صاحب ينبع، وأذِنَ للإمام أن يأخُذَ ما أراد أخْذَه من ممتلكاته الموجودة في الرياض، ووعده بالتقريرِ في مُلكِه، ولا عليه مُنازِع، وربما كان قصد خورشيد باشا من هذا الوعد هو أن يبقي الإمام فيصلًا حاكِمًا على جنوبيَّ نجد والأحساء، وهما المنطقتان اللتان لا تزالان مواليتَين له. وربما سعى إلى كسبِ الوقتِ حتى يصل إلى العارض قبل أن ينال الإمامُ فيصل من خالد بن سعود.