مُشكِلُ الإعرابِ:
قَولُه تعالَى: فَإِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ * مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ * إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ
(ما) في قولِه: وَمَا تَعْبُدُونَ اسمٌ مَوصولٌ مَعطوفٌ على اسمِ (إنَّ)، وهو الكافُ في فَإِنَّكُمْ.
و(ما) في قولِه: مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ حِجازيَّةٌ نافيةٌ، وأَنْتُمْ اسمُ (ما) مَرفوعٌ، وعَلَيْهِ مُتعَلِّقٌ بـ (فاتِنينَ).
وبِفَاتِنِينَ (فَاتِنِينَ) خبَرُ (ما) العامِلةِ عَمَلَ (ليس)، مجرورٌ لَفظًا، مَنصوبٌ محلًّا، والباءُ زائدةٌ فيه.
وجُملةُ: مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ في محلِّ رَفعٍ خبَرُ (إنَّ).
إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ إِلَّا للحَصرِ. مَنْ مَوصولةٌ أو مَوصوفةٌ، مَبْنيَّةٌ في محَلِّ نَصبٍ مَفعولُ (فاتِنين)، والاستِثناءُ مُفَرَّغٌ، والتقديرُ: فإنَّكم وآلهتَكم ما أنتُم وهم فاتِنينَ ومُفسِدينَ على اللهِ إلَّا الذين سَبَقَ في عِلْمه تعالَى أنَّهم مِن أهلِ الجَحيم.ِ ويجوزُ أن تُقَدِّرَ مَفعولًا لـ (فاتنين)، أي: أحدًا، فتَكونَ إِلَّا أداةَ اسِتثناءٍ، ومَنْ مُستثنًى مِنَ المفعولِ المحذوفِ. صَالِ خبرُ هُوَ مَرفوعٌ، وعلامةُ رَفعِه الضَّمَّةُ المقَدَّرةُ على الياءِ المحذوفةِ لالتِقاءِ السَّاكِنينَ؛ حمْلًا للخَطِّ على اللَّفظِ [992] يُنظر: ((التبيان في إعراب القرآن)) للعكبري (2/1095)، ((الدر المصون)) للسمين الحلبي (9/335)، ((إعراب القرآن وبيانه)) لمحيي الدين درويش (8/318). .