غريب الكلمات:
وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا: أي: الملائكةِ الَّذين يَنزِعونَ أرواحَ الكُفَّارِ عن أبدانِهم نَزْعًا شديدًا، وغَرْقًا اسمُ مَصدرٍ مِن «أغرَقَ»، وأصلُه: إغراقًا، والإغراقُ في الشَّيءِ: المُبالَغةُ فيه والوُصولُ به إلى نهايتِه، يُقالُ: أغرَقَ فُلانٌ في هذا الأمرِ: إذا أوغَلَ فيه، وبَلَغ أقصى غايتِه، وأصلُ (نزع): يدُلُّ على قَلْعِ شَيءٍ، وأصلُ (غرق): يدُلُّ على انتِهاءٍ في شَيءٍ يُبلَغُ أقصاه [4] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 512)، ((تفسير ابن جرير)) (24/57)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 303)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (4/418)، ((البسيط)) للواحدي (23/155). .
وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا: أي: الملائكةِ الَّذين يَقبِضُون أرواحَ المؤمِنينَ بسُهولةٍ ورِفْقٍ وسُرْعةٍ؛ مِنَ النَّشْطِ: وهو السُّرعةُ في العَمَلِ، والخِفَّةُ في أخْذِ الشَّيءِ، وأصلُ (نشط): يدُلُّ على اهتِزازٍ وحَرَكةٍ [5] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 512)، ((تفسير ابن جرير)) (24/59)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 303)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/426)، ((المفردات)) للراغب (ص: 806)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 446). .
وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا: أي: الملائِكةِ يَنزِلونَ مِن السَّماءِ مُسرِعينَ كالفَرَسِ الجَوَادِ يُقالُ له: سابِحٌ: إذا أسرَعَ في جَرْيِه. وقيل: هم الملائِكةُ يَقبِضوَن أرواحَ المؤمِنينَ يَسُلُّونَها سَلًّا رفيقًا، ثمَّ يَدَعُونَها حتَّى تستريحَ، كالسَّابِحِ بالشَّيءِ في الماءِ يَرفُقُ به، وأصلُه مِن السَّبْحِ: وهو المَرُّ السَّريعُ [6] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 512)، ((تفسير ابن جرير)) (24/62)، ((المفردات)) للراغب (ص: 392)، ((تفسير البغوي)) (8/325). .
فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا: أي: الملائكةِ يَسبِقونَ ابنَ آدَمَ بالخَيرِ والعَمَلِ الصَّالحِ. وقيل: هم الملائكةُ يَسبِقونَ بأرواحِ المؤمِنينَ إلى الجنَّةِ، وأصلُ السَّبقِ: التَّقَدُّمُ في السَّيرِ [7] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 512)، ((تفسير ابن جرير)) (24/64)، ((المفردات)) للراغب (ص: 395)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 446). .
فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا: الملائِكةِ يَنزِلونَ بالتَّدبيرِ مِن عندِ اللهِ عزَّ وجَلَّ، وأصلُ (دبر): يدُلُّ على آخِرِ الشَّيءِ، فتدبيرُ الإنسانِ أمْرَه أنَّه يَنظُرُ إلى ما تصيرُ عاقبتُه وآخِرُه [8] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 512)، ((تفسير ابن جرير)) (24/64)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 304)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/324)، ((المفردات)) للراغب (ص: 307)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 446). .
الرَّاجِفَةُ: أي: الصَّيحةُ، وهي النَّفخةُ الأُولى، وأصلُ (رجف): يدُلُّ على الاضطرابِ الشَّديدِ [9] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 512)، ((تفسير ابن جرير)) (24/65)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/491)، ((المفردات)) للراغب (ص: 344)، ((تذكرة الأريب)) لابن الجوزي (ص: 436)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 446). .
الرَّادِفَةُ: أي: الصَّيحةُ التَّابِعةُ لها، وهي النَّفخةُ الثَّانيةُ، وأصلُ (ردف): يدُلُّ على إتْباعِ الشَّيءِ [10] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/65)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/503)، ((تذكرة الأريب)) لابن الجوزي (ص: 436)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 446)، ((الكليات)) للكفوي (ص: 483). .
وَاجِفَةٌ: أي: خائِفةٌ شَديدةُ الاضطرابِ، يُقالُ: وَجَف قلبُه يَجِفُ وَجِيفًا: إذا اضطَرَب [11] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 513)، ((تفسير ابن جرير)) (24/68)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 486)، ((البسيط)) للواحدي (23/174)، ((تذكرة الأريب)) لابن الجوزي (ص: 436). .
الْحَافِرَةِ: أي: أوَّلِ خَلْقِنا، وابتداءِ أمْرِنا، فنَصيرُ أحياءً بَعْدَ الموتِ، يقالُ: رَجَع فُلانٌ في حافِرتِه، أي: رَجَع مِن حيثُ جاء، والحافِرةُ عندَ العَرَبِ: اسمُ أوَّلِ الشَّيءِ، وابتِداءِ الأمرِ، وأصلُ (حفر) هنا: أوَّلُ الأمرِ [12] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 513)، ((تفسير ابن جرير)) (24/70)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 197)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/84، 85)، ((البسيط)) للواحدي (23/176). .
نَخِرَةً: أي: باليةً مُتفَتِّتةً، وأصلُ (نخر): يدُلُّ على صَوتٍ؛ لأنَّ هذه العِظامَ البالِيةَ خلا ما فيها، فصار الهواءُ يَنخِرُ فيها، أي: يَصُوتُ [13] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/72)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 470)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/405)، ((المفردات)) للراغب (ص: 795)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 447)، ((نظم الدرر)) للبقاعي (21/225). .
كَرَّةٌ: أي: رَجْعَةٌ وإعادةٌ، والكَرُّ: الرُّجوعُ إلى الشَّيءِ [14] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 68)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 388)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/126)، ((المفردات)) للراغب (ص: 705)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 99). .
زَجْرَةٌ: أي: صَيحةٌ بشِدَّةٍ وانتِهارٍ، وهي النَّفخةُ في الصُّورِ للبعثِ، وأصلُ (زجر): يدُلُّ على طَردٍ بصَوتٍ [15] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (19/517)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 253)، ((المفردات)) للراغب (ص: 378)، ((تذكرة الأريب)) لابن الجوزي (ص: 319)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 352). .
بِالسَّاهِرَةِ: أي: وَجهِ الأرضِ وظَهْرِها، وهي أرضٌ مُسْتَويةٌ بَيضاءُ لا نَباتَ فيها، يَجعَلُها اللهُ تعالى لجَمعِ النَّاسِ للحَشْرِ، وُصِفَتْ بما يقَعُ فيها، وهو السَّهَرُ، وأصلُ (سهر): يدُلُّ على ذَهابِ النَّومِ [16] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (24/74)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (3/108)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 447)، ((تفسير ابن عاشور)) (30/73). قال الفراءُ: (كأنَّها سُمِّيت بهذا الاسمِ؛ لأنَّ فيها الحيوانَ: نومَهم، وسهرَهم). ((معاني القرآن)) للفراء (3/232).. وقال الواحدي: (وقال غيرُه [أي: غيرُ الفراءِ] مِن أهلِ المعاني: العربُ تسمِّي وجهَ الأرضِ مِن الفلاةِ: «ساهرةً»، أي: ذاتَ سَهَرٍ؛ لأنَّه يُسهَرُ فيها خوفًا منها). ((البسيط)) (23/184). .