غريب الكلمات:
الْبُرُوجِ: أي: النُّجومِ؛ لأنَّها تتبَرَّجُ، أي: تظهَرُ، أو مَنازِلِ الشَّمسِ والقَمَرِ، وهي اثنا عَشَرَ بُرجًا، وسُمِّيت بالبُروجِ؛ لأنَّها بالنِّسبةِ لهذه الكواكِبِ كالمنازِلِ لساكِنيها، وأصلُ (برج): البُروزُ والظُّهورُ، وأيضًا الملجأُ [5] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 522)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (1/238)، ((تفسير ابن عطية)) (5/460)، ((تفسير الألوسي)) (15/294). .
الْأُخْدُودِ: أي: الشَّقِّ العَظيمِ في الأرضِ يُحفَرُ مُستطيلًا، وأصلُ (خدد): يدُلُّ على امتدادٍ إلى السُّفلِ [6] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 522)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/149)، ((المفردات)) للراغب (ص: 275)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 457). .
الْوَقُودِ: أي: الحَطَبِ المَجعولِ للاتِّقادِ، وأصلُ (وقد): يدُلُّ على اشتِعالِ النَّارِ [7] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 43)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (6/132)، ((المفردات)) للراغب (ص: 879). .
نَقَمُوا: أي: كَرِهُوا وأنكَروا وعابُوا، وأصلُ (نقم): يدُلُّ على إنكارِ شَيءٍ وعَيْبِه [8] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (11/574)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 139)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/464)، ((المفردات)) للراغب (ص: 822)، ((تذكرة الأريب)) لابن الجوزي (ص: 84)، ((التبيان)) لابن الهائم (ص: 227)، ((الكليات)) للكفوي (ص: 322). .
الْعَزِيزِ: أي: الَّذي اتَّصَف بالعِزَّة التَّامَّةِ: عِزَّةِ القَدْرِ -فهو عظيمُ القَدْرِ، لا يَبلُغُ أحدٌ قَدْرَه، فلا مِثلَ له، ولا نَظيرَ-، وعِزَّةِ القَهْرِ -فهو قاهرٌ غالِبٌ لا يَغلِبُه شَيءٌ-، وعِزَّةِ الامتِناعِ، فهو مُمْتَنِعٌ عليه النَّقصُ بأيِّ وجْهٍ مِنَ الوُجوهِ، وأصلُ (عزز): يدُلُّ على شِدَّةٍ وقُوَّةٍ وما ضاهاهما مِن غَلَبةٍ وقَهْرٍ [9] يُنظر: ((اشتقاق أسماء الله)) للزَّجَّاجي (ص: 239)، ((شأن الدعاء)) للخطابي (ص: 47)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (4/38)، ((مدارج السالكين)) لابن القيم (3/241)، ((تفسير ابن عثيمين- الفاتحة والبقرة)) (3/10)، ((تفسير ابن عثيمين- سورة السجدة)) (ص: 40)، ((تفسير ابن عثيمين- سورة الشعراء)) (ص: 36). قال الخَطَّابيُّ: (والعِزُّ في كلامِ العَرَبِ على ثلاثةِ أوْجُهٍ: أحَدُها: بمعنَى الغَلَبةِ، ومنه قولُهم: مَنْ عزَّ بزَّ، أي: مَنْ غَلَب سَلَبَ... والثَّاني: بمعنَى الشِّدَّةِ والقوَّةِ... والوجهُ الثَّالثُ: أنْ يكونَ بمعنَى نَفاسةِ القَدْرِ... فيتأوَّلُ معنى العزيزِ على هذا؛ أنَّه الَّذي لا يُعادِلُه شَيءٌ، وأنَّه لا مِثلَ له ولا نَظيرَ). ((شأن الدعاء)) (ص: 47، 48). وقال الزَّجَّاجي: (العزيزُ في كلامِ العربِ على أربعةِ أوجُهٍ: العزيزُ: الغالبُ القاهرُ، والعِزَّةُ: الغَلَبةُ، والمُعازَّةُ: المُغالَبةُ، ومنه قولُه عزَّ وجلَّ: وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ [ص: 23] ، أي: غلَبَني في مُحاوَرةِ الكلامِ... والعزيزُ: الجليلُ الشَّريفُ، ومنه قولُهم: إذا عَزَّ أخوك فهُنْ، وقولُهم: فُلانٌ يَعتَزُّ بفُلانٍ، أي: يَتجالَلُ به ويَتشرَّفُ ويَتكبَّرُ. وكذلك قولُه عزَّ وجلَّ: يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ [المنافقون: 8] ، أي: لَيُخرِجَنَّ الجليلُ الشَّريفُ منها الذَّليلَ... والوجهُ الثَّالثُ: أن يكونَ العزيزُ بمعنى القويِّ... والوجهُ الرَّابعُ: أن يكونَ العزيزُ بمعنى الشَّيءِ القليلِ الوُجودِ، المُنقطِعِ النَّظيرِ، يُقالُ: عزَّ الشَّيءُ عِزَّةً فهو عزيزٌ؛ غيرُ موجودٍ. فهذه أربعةُ أوجُهٍ في العزيزِ، يجوزُ وصْفُ الله عزَّ وجلَّ بها؛ يُقالُ: «اللهُ العزيزُ» بمعنى الغالِبِ القاهِرِ، و«اللهُ العزيزُ» أي: هو الجليلُ العظيمُ، و«اللهُ العزيزُ» بمعنى القويِّ... و«اللهُ العزيزُ» أي: هو غيرُ مَوجودِ النَّظيرِ والمِثلِ جلَّ وتعالى عن ذلك عُلُوًّا كبيرًا). ((اشتقاق أسماء الله)) (ص: 237). وقال ابن القيِّم: (والعِزَّةُ يُرادُ بها ثلاثةُ مَعانٍ: عزَّةُ القوَّةِ، وعزَّةُ الامتِناعِ، وعزَّةُ القهرِ، والرَّبُّ تبارك وتعالى له العزَّةُ التَّامَّةُ بالاعتِباراتِ الثَّلاثِ). ((مدارج السالكين)) (3/241). .
الْحَمِيدِ: أي: المحمودِ على كلِّ حالٍ، وفي جميعِ أفعالِه وأقوالِه، وشَرْعِه وقَدَرِه، والمحمودِ على ما لَه مِن الكَمالِ، وعلى نِعَمِه الَّتي أنْعَمها على خَلْقِه، المُستحِقِّ لكلِّ حمْدٍ، والحمدُ إخبارٌ عن مَحاسنِ المحمودِ معَ حُبِّه وإجلالِه وتَعظيمِه، وقيل: هو أيضًا بمعنى حامِدٍ، يَحمَدُ كُلَّ مَن يَستحِقُّ الحَمدَ منه، وأصلُ (حمد): يدُلُّ على خِلافِ الذَّمِّ [10] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (18/571)، ((شأن الدعاء)) للخطابي (ص: 78)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/100)، ((الغريبين في القرآن والحديث)) للهروي (2/490)، ((المفردات)) للراغب (ص: 256)، ((بدائع الفوائد)) لابن القيم (2/93)، ((تفسير ابن كثير)) (1/699)، ((تفسير السعدي)) (ص: 208، 758)، ((تفسير ابن عثيمين- سورة فاطر)) (ص: 133). .
شَهِيدٌ: أي: شاهِدٌ، حاضرٌ، مُطَّلِعٌ، فلا يَغيبُ عنه شَيءٌ، يَسمَعُ جميعَ الأصواتِ خَفِيِّها وجَلِيِّها، ويُبصِرُ جميعَ الموجوداتِ دقيقِها وجَليلِها، صغيرِها وكبيرِها، قد أحاط عِلْمُه بكلِّ شَيءٍ، ويَشهَدُ لعِبادِه وعلى عِبادِه بما عَمِلوه، وأصلُ (شهد): يدُلُّ على حُضورٍ وعِلْمٍ وإعْلامٍ [11] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 16)، ((تفسير ابن جرير)) (22/467)، ((تفسير أسماء الله الحسنى)) للزجاج (ص: 53)، ((اشتقاق أسماء الله)) للزجاجي (ص: 132)، ((شأن الدعاء)) للخطابي (ص: 75)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (3/221)، ((تفسير السعدي)) (ص: 948)، ((تفسير ابن عثيمين- جزء عم)) (ص: 129). قال ابن الأثير: («فَعِيلٌ» مِن أبنيةِ المُبالَغةِ في «فاعِلٍ»، فإذا اعْتُبِرَ العِلمُ مُطْلَقًا فهو العَليمُ، وإذا أُضيفَ إلى الأُمورِ الباطِنةِ فهو الخَبيرُ، وإذا أُضيفَ إلى الأُمورِ الظَّاهِرةِ فهو الشَّهيدُ، وقد يُعتبَرُ مع هذا أن يَشهَدَ على الخَلْقِ يَومَ القيامةِ بما عَلِم). ((النهاية في غريب الحديث والأثر)) (2/513). .