موسوعة الآداب الشرعية

رابعًا: طاعةُ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم


مِنَ الأدَبِ مَعَ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: طاعَتُه فيما أمَرَ به، والانتِهاءُ عَمَّا نَهى عنه وزَجَرَ [434] قال عِياضٌ: (إذا وجَبَ الإيمانُ به وتَصديقُه فيما جاءَ به وجَبَت طاعَتُه؛ لأنَّ ذلك مِمَّا أتى به)، ثُمَّ ساقَ بَعضَ الآياتِ، ثُمَّ قال: (فجَعَل تعالى طاعةَ رَسولِه طاعَتَه، وقَرَن طاعَتَه بطاعَتِه، ووعَدَ على ذلك بجَزيلِ الثَّوابِ، وأوعَدَ على مُخالفتِه بسوءِ العِقابِ، وأوجَبَ امتِثالَ أمرِه واجتِنابَ نَهيِه. قال المُفسِّرونَ والأئِمَّةُ: طاعةُ الرَّسولِ في التِزامِ سُنَّتِه والتَّسليمِ لِما جاءَ به، وقالوا: ما أرسَل اللهُ مِن رَسولٍ إلَّا فَرَض طاعَتَه على مَن أرسَله إليه، وقالوا: مَن يُطِعِ الرَّسولَ في سُنَّتِه يُطِعِ اللَّهَ في فرائِضِه). ((الشفا بتعريف حقوق المصطفى)) (2/ 6). .
الدَّليلُ على ذلك مِن الكتابِ والسُّنَّةِ:
أ- مِنَ الكِتابِ
1- قال تعالى: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ [الحشر: 7] .
2- قال تعالى: إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ * وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُلْ لَا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ [النور: 51 - 54] ، ثم قال: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [النور: 56] .
3- قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء: 59] ، ثم قال: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا * فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [النساء: 64-65] ، ثم قال: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا * ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا [النساء: 69-70] ، وفي السورة نفسها: مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا [النساء: 80] .
4- قال تعالى: وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ [المائدة: 92] .
5- قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ [محمد: 33] .
6- قال تعالى: فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [النور: 63] .
7- قال تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ [النساء: 13- 14] .
8- قال تعالى: فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا * يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلَا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثًا [النساء: 41-42] .
9- قال تعالى: وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا [الأحزاب: 36] .
ب- مِنَ السُّنَّةِ
1- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((كُلُّ أمَّتي يَدخُلونَ الجَنَّةَ إلَّا مَن أبى، قالوا: يا رَسولَ اللهِ، ومَن يَأبى؟ قال: مَن أطاعَني دَخَل الجَنَّةَ، ومَن عَصاني فقَد أبى)) [435] أخرجه البخاري (7280). .
2- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((دَعُوني ما تَرَكتُكُم؛ إنَّما هَلك مَن كان قَبلَكُم بسُؤالِهم واختِلافِهم على أنبيائِهم، فإذا نَهيتُكُم عن شيءٍ فاجتَنِبوه، وإذا أمَرتُكُم بأمرٍ فَأْتُوا مِنه ما استَطَعتُم)) [436] أخرجه البخاري (7288) واللفظ له، ومسلم (1337). .
3- عن أبي هُرَيرةَ رَضِيَ اللهُ عنه، أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: ((مَن أطاعَني فقَد أطاعَ اللَّهَ، ومَن عَصاني فقَد عَصى اللَّهَ، ومَن أطاعَ أميري فقَد أطاعَني، ومَن عَصى أميري فقَد عَصاني)) [437] أخرجه البخاري (7137)، ومسلم (1835). .
4- عن أبي موسى رَضِيَ اللهُ عنه، عنِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، قال: ((إنَّما مَثَلي ومَثَلُ ما بعَثَني اللهُ به كمَثَلِ رَجُلٍ أتى قومًا، فقال: يا قَومِ، إني رأيتُ الجَيشَ بعَينيَّ، وإنِّي أنا النذيرُ العُريانُ [438] العُريانُ: مِنَ العُريِ، وذلك أنَّ الرَّبيئةَ للقَومِ -وهو طليعتُهم ورقيبُهم- إذا كان على مَكانٍ عالٍ، فبَصُر بالعَدوِّ، نَزَع ثَوبَه فألاحَ به يُنذِرُ، فيَبقى عُريانًا. وقال بَعضُ أهلِ اللُّغةِ: عُريُ النَّذيرِ أبلغُ في الإنذارِ؛ لأنَّ الجيشَ إذا رَأوه عُريانًا عَلِموا أنَّ الأمرَ عَظيمٌ. يُنظر: ((كشف المشكل)) لابن الجوزي (1/ 408، 409). ؛ فالنَّجاءَ [439] أي: انجُوا النَّجاءَ، أوِ اطلُبوا النَّجاءَ. يُنظر: ((شرح مسلم)) للنووي (15/ 48). ، فأطاعه طائفةٌ من قَومِه، فأدلَجوا [440] فأدلَجوا: أي: ساروا مِن أوَّلِ اللَّيلِ. يُنظر: ((المُعْلِم بفوائد مسلم)) للمازَري (3/ 214). ، فانطَلقوا على مَهلِهم فنَجَوا، وكذَّبَت طائِفةٌ مِنهم، فأصبَحوا مَكانَهم، فصَبَّحَهمُ الجيشُ فأهلَكَهم واجتاحَهم [441] اجتاحَهم: استَأصَلَهم، ومِنه الجائِحةُ التي تُفسِدُ الثِّمارَ وتُهلِكُها. يُنظر: ((كشف المشكل)) لابن الجوزي (1/ 409). ، فذلك مَثَلُ مَن أطاعَني فاتَّبَعَ ما جِئتُ به، ومَثَلُ مَن عَصاني وكذَّبَ بما جِئتُ به مِنَ الحَقِّ)) [442] أخرجه البخاري (7283) واللفظ له، ومسلم (2283). .
5-عن العِرباضِ بنِ ساريةَ، قال: وعَظَنا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يومًا بَعدَ صلاةِ الغَداةِ مَوعِظةً بليغةً ذرَفَت [443] ذَرَفتِ العَينُ تَذرِفُ: إذا سال مِنها الدَّمعُ. يُنظر: ((جامع الأصول)) لابن الأثير (1/ 279)، ((الميسر)) للتوربشتي (1/ 88). منها العُيونُ ووَجِلَت [444] وَجِلَت: أي: خافَت، يُقالُ: وَجِلَ القَلبُ يَوجَلُ: إذا خاف وفَزِعَ، والوَجَلُ: الفزَعُ. يُنظر: ((جامع الأصول)) لابن الأثير (1/ 279)، ((شرح الأربعين النووية)) لابن دقيق العيد (ص: 96). منها القُلوبُ، فقال رجُلٌ: إنَّ هذه مَوعِظةُ مُوَدِّعٍ، فماذا تعهَدُ إلينا يا رسولَ اللهِ؟ قال: ((أوصيكم بتقوى اللهِ والسَّمعِ والطَّاعةِ، وإنْ عَبدٌ حَبَشيٌّ؛ فإنَّه مَن يَعِشْ منكم يرى اختلافًا كثيرًا، وإيَّاكم ومُحدَثاتِ الأمورِ؛ فإنَّها ضلالةٌ، فمَن أدرك ذلك منكم فعليكم بسُنَّتي وسُنَّةِ الخُلَفاءِ الرَّاشِدينَ المَهديِّينَ، عَضُّوا عليها بالنَّواجِذِ)) [445] أخرجه أبو داود (4607)، والترمذي (2676) واللفظ له، وابن ماجه (42). صحَّحه الترمذي، والبزار كما في ((جامع بيان العلم وفضله)) لابن عبدالبر (2/1164)، وابن حبان في ((صحيحه)) (5)، والحاكم في ((المستدرك)) (329)، وابن عبدالبر في ((جامع بيان العلم وفضله)) (2/1164). .
فائدةٌ:
قال ابنُ القَيِّمِ عنِ الإيمانِ: (هو حقيقةٌ مُرَكَّبةٌ من: معرفةِ ما جاء به الرَّسولُ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عِلمًا، والتَّصديقِ به عَقدًا، والإقرارِ به نُطقًا، والانقيادِ له محبَّةً وخُضوعًا، والعَمَلِ به باطنًا وظاهرًا، وتنفيذِه والدَّعوةِ إليه بحسَبِ الإمكانِ، وكَمالُه في الحُبِّ في اللهِ والبُغضِ في اللهِ، والعَطاءِ للَّهِ والمَنعِ للَّهِ، وأن يَكونَ اللَّهُ وَحدَه إلهَه ومَعبودَه، والطَّريقُ إليه تَجريدُ مُتابَعةِ رَسولِه ظاهرًا وباطِنًا، وتَغميضُ عَينِ القَلبِ عنِ الالتِفاتِ إلى سِوى اللهِ ورَسولِه، وباللهِ التَّوفيقُ) [446] ((الفوائد)) (ص: 107). .
صُوَرٌ مِن حِرصِ الصَّحابةِ على طاعةِ الرَّسولِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم
1-قال تعالى: الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ * الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ [آل عمران: 172 - 174] .
عن هِشامِ بنِ عُروةَ، عن أبيه، عن عائِشةَ رَضِيَ اللهُ عنها: الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ [آل عمران: 172] ، قالت لعُروةَ: ((يا ابنَ أُختي، كان أبَواك مِنهم: الزُّبَيرُ، وأبو بَكرٍ، لمَّا أصابَ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ما أصابَ يَومَ أُحُدٍ، وانصَرَف عنه المُشرِكونَ، خاف أن يَرجِعوا، قال: مَن يَذهَبُ في إثرِهم؟ فانتَدَبَ مِنهم سَبعونَ رَجُلًا، قال: كان فيهم أبو بَكرٍ، والزُّبَيرُ)) [447] أخرجه البخاري (4077) واللفظ له، ومسلم (2418) مختصرًا. .
2-عنِ البَراءِ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((لمَّا قَدِمَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم المَدينةَ صَلَّى نَحوَ بَيتِ المَقدِسِ سِتَّةَ عَشَرَ أو سَبعةَ عَشَرَ شَهرًا، وكان يُحِبُّ أن يوجَّهَ إلى الكَعبةِ، فأنزَل اللهُ تعالى: قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا [البقرة: 144] ، فوُجِّهَ نَحوَ الكَعبةِ، وصَلَّى مَعَه رَجُلٌ العَصرَ، ثُمَّ خَرَجَ فمَرَّ على قَومٍ مِنَ الأنصارِ، فقال: هو يَشهَدُ أنَّه صَلَّى مَعَ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وأنَّه قد وجَّهَ إلى الكَعبةِ، فانحَرَفوا وهم رُكوعٌ في صَلاةِ العَصرِ)) [448] أخرجه البخاري (7252) واللفظ له، ومسلم (525). .
3- عن أنَسِ بنِ مالكٍ رَضِيَ اللهُ عنه ((أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم جاءَه جاءٍ، فقال: أُكِلَتِ الحُمُرُ، فسَكَتَ، ثُمَّ أتاه الثَّانيةَ، فقال: أُكِلَتِ الحُمُرُ، فسَكَتَ، ثُمَّ أتاه الثَّالثةَ فقال: أُفنِيَتِ الحُمُرُ، فأمَر مُناديًا فنادى في النَّاسِ: إنَّ اللَّهَ ورَسولَه يَنهَيانِكُم عن لُحومِ الحُمُرِ الأهليَّةِ. فأُكفِئَتِ القُدورُ وإنَّها لتَفورُ باللَّحمِ)) [449] أخرجه البخاري (4199) واللفظ له، ومسلم (1940). .
4- عن أبي ثَعلبةَ الخُشَنيِّ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: ((كان النَّاسُ إذا نَزَلوا مَنزِلًا تَفرَّقوا في الشِّعابِ والأوديةِ، فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: إنَّ تَفرُّقَكُم في هذه الشِّعابِ والأوديةِ إنَّما ذلكم مِنَ الشَّيطانِ. فلم يَنزِلْ بَعدَ ذلك مَنزِلًا إلَّا انضَمَّ بَعضُهم إلى بَعضٍ، حتَّى يُقالَ: لو بُسِطَ عليهم ثَوبٌ لعَمَّهم)) [450] أخرجه أبو داود (2628) واللفظ له، وأحمد (17736). صححه ابن حبان في ((صحيحه)) (2690)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (2628)، والوادعي في ((الصحيح المسند مما ليس في الصحيحين)) (1211)، وصحح إسناده الحاكم في ((المستدرك)) (2576)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (2628)، وحسنه النووي في ((المجموع)) (4/398). .
5- عن رافِعِ بنِ خَديجٍ رَضِيَ اللهُ عنه، قال: (كُنَّا نُحاقِلُ [451] المُحاقَلةُ هنا: هيَ كِراءُ الأرضِ بجُزءٍ مِمَّا يَخرُجُ. يُنظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (1/107). الأرضَ على عَهدِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فنُكريها [452] أكرى الأرضَ: آجَرَها. يُنظر: ((الصحاح)) للجوهري (2/ 576)، ((المصباح المنير)) للفيومي (2/ 532). بالثُّلُثِ والرُّبعِ، والطَّعامِ المُسَمَّى، فجاءَنا ذاتَ يَومٍ رَجُلٌ مِن عُمومَتي، فقال: نَهانا رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عن أمرٍ كان لنا نافِعًا، وطَواعيةُ اللهِ ورَسولِه أنفَعُ لنا) [453] أخرجه مسلم (1548). .
6- عن سالمِ بنِ عَبدِ اللَّهِ أنَّ عَبدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما قال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: ((لا تَمنَعوا نِساءَكُمُ المَساجِدَ إذا استَأذَنَّكُم إليها)). قال: فقال بلالُ بنُ عَبدِ اللَّهِ: واللهِ لنَمنَعُهنَّ! قال: فأقبَل عليه عَبدُ اللَّهِ فسَبَّه سَبًّا سَيِّئًا ما سَمِعتُه سَبَّه مِثلَه قَطُّ، وقال: أُخبِرُك عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وتَقولُ: واللهِ لنَمنَعُهنَّ [454] أخرجه مسلم (442). !
وفي رِوايةٍ عن مُجاهدٍ، عن ابنِ عُمَرَ رضِيَ اللهُ عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ((لا تَمنَعوا النِّساءَ مِنَ الخُروجِ إلى المَساجِدِ باللَّيلِ)). فقال ابنٌ لعَبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ: لا نَدعُهنَّ يَخرُجنَ فيَتَّخِذنَه دَغَلًا [455] دَغَلًا، أي: خِداعًا وسَبَبًا للفسادِ، وأصلُ الدَّغَلِ الشَّجَرُ المُلتَفُّ، وكُلُّ مَوضِعٍ يُخافُ ضُرُّه وبَأسُه، وإذا دَخَل الرَّجُلُ مَدخَلًا مُريبًا، قيل: دَغَل فيه. يُنظر: ((الدلائل)) للسرقسطي (2/ 540)، ((مشارق الأنوار)) لعياض (1/ 260). . قال: فزَبَرَه [456] زَبَرَ فُلانٌ فُلانًا يَزبُرُه زَبْرًا وزبرةً: انتَهَرَه. يُنظر: ((العين)) للخليل (7/ 363). ابنُ عُمَرَ وقال: أقولُ: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتَقولُ: لا نَدَعُهنَّ [457] أخرجها مسلم (442). !
وفي رِوايةٍ أُخرى: (فضَرَبَ في صَدرِه وقال: أُحَدِّثُك عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، وتَقولُ: لا!) [458] أخرجها مسلم (442). .
7- عن عبدِ اللهِ بنِ بُرَيدةَ، عن عبدِ اللهِ بنِ مُغَفَّلٍ رَضِيَ اللهُ عنه: (أنَّه رَأى رَجُلًا يَخذِفُ [459] الخَذفُ، بالخاء المُعجَمةِ: رَميُك حَصاةً أو نَواةً تَأخُذُها بَينَ سَبَّابَتَيك، أو تَأخُذُ خَشَبةً فتَرمي بها بَينَ إبهامِك والسَّبَّابةِ. يُنظر: ((جامع الأصول)) لابن الأثير (7/ 38). ، فقال له: لا تَخذِفْ؛ فإنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَهى عنِ الخَذفِ، أو كان يَكرَهُ الخَذفَ، وقال: «إنَّه لا يُصادُ به صَيدٌ ولا يُنكى به عَدوٌّ، ولكِنَّها قد تَكسِرُ السِّنَّ، وتَفقَأُ العَينَ». ثُمَّ رَآه بَعدَ ذلك يَخذِفُ، فقال له: أُحَدِّثُك عن رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّه نَهى عنِ الخَذفِ أو كَرِه الخَذفَ وأنتَ تَخذِفُ! لا أُكَلِّمُك كَذا وكَذا) [460] أخرجه البخاري (5479) واللفظ له، ومسلم (1954). .
وفي رِوايةٍ عن سَعيدِ بنِ جُبَيرٍ (أنَّ قَريبًا لعَبدِ اللَّهِ بنِ مُغَفَّلٍ خَذَف، قال: فنَهاه، وقال: إنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَهى عنِ الخَذفِ، وقال: «إنَّها لا تَصيدُ صَيدًا، ولا تَنكَأُ عَدوًّا، ولكِنَّها تَكسِرُ السِّنَّ، وتَفقَأُ العَينَ»، قال: فعادَ، فقال: أُحَدِّثُك أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَهى عنه، ثُمَّ تَخذِفُ! لا أُكَلِّمُك أبَدًا) [461] أخرجه مسلم (1954). .
8- عن عبدِ اللهِ بنِ عبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عنهما ((أنَّ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم رَأى خاتَمًا مِن ذَهَبٍ في يَدِ رَجُلٍ، فنَزَعَه فطَرَحَه، وقال: يَعمِدُ أحَدُكُم إلى جَمرةٍ مِن نارٍ فيَجعَلُها في يَدِه! فقيل للرَّجُلِ بَعدَ ما ذَهَبَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: خُذْ خاتَمَك انتَفِعْ به، قال: لا واللَّهِ، لا آخُذُه أبَدًا وقد طَرَحَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم)) [462] أخرجه مسلم (2090). .
قال عياضٌ: (قَولُه: «لا آخُذُه أبَدًا وقد طَرَحَه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم»: مُبالغةٌ في امتِثالِ طاعَتِه واجتِنابِ نَهيِه) [463] ((إكمال المعلم)) (6/ 605). وقال أبو العَبَّاس القُرطُبيُّ: (قَولُ الرَّجُلِ: «لا واللَّهِ لا آخُذُه أبَدًا» مُبالغةٌ في طاعةِ رَسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، فيَكونُ الرَّجُلُ قد نَوى أن يَدفعَه لمَن يَستَحِقُّه مِنَ المَساكينِ، لا أنَّه أضاعَه، فإنَّه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قد نَهى عن إضاعةِ المالِ). ((المفهم)) (5/ 409). ويُنظر: ((كشف المشكل)) لابن الجوزي (2/ 450)، ((شرح مسلم)) للنووي (14/ 65، 66). .
9- عن سُلَيمِ بنِ عامِرٍ رَجُلٍ مِن حِميَرٍ، قال: (كان بَينَ مُعاويةَ وبَينَ الرُّومِ عَهدٌ، وكان يَسيرُ نَحوَ بلادِهم حتَّى إذا انقَضى العَهدُ غَزاهم، فجاءَ رَجُلٌ على فرَسٍ أو برذَونٍ [464] على فرَسٍ: أي: فرَسٍ عَرَبيٍّ. أو بِرذَونٍ: أي: أو فرَسٍ تُركيٍّ. يُنظر: ((المفاتيح)) للمظهري (4/ 423). وهو يَقولُ: اللهُ أكبَرُ، اللَّهُ أكبَرُ، وفاءٌ لا غَدرٌ [465] وفاءٌ لا غَدرٌ: يَعني: ليَكُنْ مِنكُم وفاءٌ بالعَهدِ لا غَدرٌ، أو: الواجِبُ عليكُم وفاءٌ لا غَدرٌ. يُنظر: ((المفاتيح)) للمظهري (4/ 423). ، فنَظَروا فإذا عَمرُو بنُ عَبَسةَ، فأرسَل إليه مُعاويةُ فسَأله، فقال: سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقولُ: «مَن كان بَينَه وبَينَ قَومٍ عَهدٌ فلا يَشُدَّ عُقدةً ولا يَحُلَّها حتَّى يَنقَضيَ أمَدُها [466] الأمَدُ: الغايةُ. يُنظر: ((معالم السنن)) للخطابي (2/ 317). أو يَنبِذَ إليهم على سَواءٍ [467] يَنبِذُ إليهم على سَواءٍ: أي: يُعلِمُهم أنَّه يُريدُ أن يَغزوَهم، وأنَّ الصُّلحَ الذي كان قدِ ارتَفعَ، فيَكونُ الفريقانِ في عِلمِ ذلك على السَّواءِ. قيل: يُشبِهُ أن يَكونَ إنَّما كَرِهَ عَمرُو بنُ عَبَسةَ ذلك مِن أجلِ أنَّه إذا هادَنَهم إلى مُدَّةٍ وهو مُقيمٌ في وطَنِه، فقد صارَت مُدَّةُ مَسيرِه بَعدَ انقِضاءِ المُدَّةِ كالمَشروطِ مَعَ المُدَّةِ المَضروبةِ في أن لا يَغزوَهم فيها، فإذا صارَ إليهم في أيَّامِ الهُدنةِ كان إيقاعُه قَبلَ الوقتِ الذي يَتَوقَّعونَه، فعَدَّ ذلك عَمرٌو غَدرًا. يُنظر: ((معالم السنن)) للخطابي (2/ 317، 318)، ((شرح السنة)) للبغوي (11/ 166، 167). »، فرَجَعَ مُعاويةُ) [468] أخرجه أبو داود (2759) واللفظ له، والترمذي (1580)، وأحمد (17025). صححه ابن حبان في ((صحيحه)) (4871)، وابن دقيق العيد في ((الاقتراح)) (120)، والألباني في ((صحيح سنن أبي داود)) (2759)، وشعيب الأرناؤوط في تخريج ((سنن أبي داود)) (2759)، وقال الترمذيُّ: حَسَنٌ صحيحٌ، وذَكَرَ ثُبوتَه ابنُ القَيِّمِ في ((زاد المعاد)) (3/113). .
10- عن مُجاهدٍ ((أنَّ أبا هرَيرةَ كان يَقولُ: أللَّهِ [469] بالجَرِّ على حَذفِ حَرفِ القَسَمِ. يُنظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (11/ 284). الذي لا إلهَ إلَّا هو إنْ كُنْتُ لأعتَمِدُ بكَبِدي على الأرضِ مِنَ الجُوعِ، وإِنْ كنتُ لأَشُدُّ الحَجَرَ على بطني من الجُوعِ، ولقد قعَدْتُ يومًا على طريقِهم الذي يخرُجون منه، فمرَّ أبو بكرٍ فسألتُه عن آيةٍ من كِتابِ اللهِ ما سألتُه إلَّا ليُشبِعَني، فمرَّ ولم يفعَلْ، ثُمَّ مرَّ بي عُمَرُ فسألتُه عن آيةٍ مِن كِتابِ اللهِ ما سألتُه إلَّا ليُشبِعَني، فمرَّ ولم يفعَلْ، ثُمَّ مرَّ أبو القاسمِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فتبسَّم حينَ رآني، وعرَف ما في نفسي وما في وجهي، ثُمَّ قال: يا أبا هِرٍّ، قُلتُ: لبَّيك يا رسولَ اللهِ، قال: الحَقْ، ومضى فتبِعْتُه، فدخل فاستأذن فأَذِنَ لي، فدخل فوجد لبنًا في قَدَحٍ، فقال: مِنْ أين هذا اللَّبنُ؟ قالوا: أهداه لك فلانٌ أو فلانةُ، قال: أبا هِرٍّ، قُلتُ: لبَّيك يا رسولَ اللهِ، قال: الحَقْ إلى أهلِ الصُّفَّةِ فادْعُهم لي، قال: وأهلُ الصُّفَّةِ أضيافُ الإسلامِ لا يأوُون إلى أهلٍ ولا مالٍ ولا على أحدٍ، إذا أتته صَدَقةٌ بعث بها إليهم ولم يتناوَلْ منها شيئًا، وإذا أتته هَدِيَّةٌ أرسَلَ إليهم وأصاب منها وأَشركَهم فيها، فساءني ذلك، فقلتُ: وما هذا اللَّبَنُ في أهلِ الصُّفَّةِ؟! كُنتُ أَحقَّ أن أُصيبَ من هذا اللَّبَنِ شَربةً أتقوَّى بها! فإذا جاء أمرَني فكنتُ أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلُغَني من هذا اللَّبَنِ؟! ولم يَكُنْ من طاعةِ اللهِ وطاعةِ رَسولِه بُدٌّ، فأتيتُهم فدعوتُهم، فأقبلوا فاستأذنوا فأذِنَ لهم، وأخذوا مجالِسَهم من البيتِ، قال: أبا هِرٍّ، قلتُ: لبَّيك يا رسولَ اللهِ، قال: خُذْ فأعطِهم، قال: فأخذتُ القَدَحَ فجعَلْتُ أُعطيه الرَّجُلَ فيَشرَبُ حتى يَروَى، ثُمَّ يرُدُّ عَلَيَّ القَدَحَ، فأُعطي الرَّجُلَ فيَشرَبُ حتى يَرْوَى، ثُمَّ يرُدُّ عليَّ القَدَحَ، حتى انتهيتُ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم وقد رَوِيَ القومُ كُلُّهم، فأخذ القَدَحَ فوضَعه على يَدِه، فنظر إليَّ فتبسَّم! فقال: يا أبا هِرٍّ! قُلتُ: لبَّيك يا رسولَ اللهِ، قال: بَقِيتُ أنا وأنت، قلتُ: صَدَقْتَ يا رسولَ اللهِ، قال: اقعُدْ فاشرَبْ، فقعَدْتُ فشَرِبتُ، فما زال يقولُ: اشرَبْ، حتى قُلتُ: لا والذي بعثَك بالحقِّ ما أجِدُ له مَسلَكًا! قال: فأَرِني، فأعطيتُه القَدَحَ، فحَمِد اللهَ وسَمَّى [470] أي: حَمِدَ اللهَ على ما منَّ به من البركةِ التي وقَعَت في اللَّبَنِ المذكورِ مع قِلَّتِه حتَّى رَوِي القومُ كُلُّهم وأفضَلوا، وسَمَّى في ابتداءِ الشُّربِ. يُنظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (11/ 288. ، وشَرِبَ الفَضلةَ [471] شَرِبَ الفضلةَ، أي: البَقيَّةَ. يُنظر: ((فتح الباري)) لابن حجر (11/ 288). ) [472] أخرجه البخاري (6452). .

انظر أيضا: