المعنى الإجمالي:
يخبرُ الله تعالى أنَّه إنَّما جعَلَ تَعظيمَ يومِ السَّبتِ- بالتفَرُّغِ للعبادةِ فيه، وتركِ العملِ- عقوبةً على اليَهودِ حينَ اختَلَفوا في استِحلالِه وتَحريمِه، واعتبارِه أفضَلَ الأيَّامِ، وإنَّ رَبَّك- يا مُحمَّدُ- لَيَحكُمُ بين المُختَلِفينَ يومَ القيامةِ فيما اختَلَفوا فيه، ويُجازي كُلًّا بما يَستَحِقُّه.
ثمَّ يأمرُ الله نبيَّه بالدعوة إلى دينِه، قائلًا له: ادعُ- يا مُحَمَّدُ- إلى دينِ رَبِّك بالحكمةِ، وبالموعظة الحسنة التي ترَقِّقُ القلوبَ، وتهَذِّبُ النُّفوسَ، وجادِلْهم بأحسَنِ طُرُقِ المُجادَلةِ مِن الرِّفقِ واللِّينِ؛ إنَّ اللهَ أعلَمُ بمَن ضَلَّ عن سَبيلِه، وهو أعلَمُ بالمُهتَدينَ.
ثمَّ بيَّن تعالى ما ينبغي على المسلمِ أن يفعلَه في حالةِ الاعتداءِ عليه، ومحاربةِ دعوتِه، فقال: وإنْ أردتُم- أيُّها المُؤمِنونَ- مُعاقَبةَ من اعتَدى عليكم، فلا تَزيدوا عَمَّا فَعَلوه بكم، ولَئِنْ صَبَرتُم لَهو خَيرٌ لكم عند الله، واصبِرْ- يا مُحمَّدُ- على الدَّعوةِ وما يترتَّبُ عليها من أذًى في اللهِ، وما صَبرُك إلَّا باللهِ؛ فهو الذي يُعينُك عليه ويوفِّقُك، ولا تَحزَنْ على مَن كفَرَ ولم يَستَجِبْ لِدَعوتِك، ولا تغتَمَّ مِن تكذيبِهم ومَكْرِهم؛ فإنَّ اللهَ ناصِرُك عليهم، إنَّ اللهَ سُبحانَه وتعالى مع الذينَ اتَّقَوه ومع المُحسِنين بِعَونِه وتَوفيقِه ونصرِه وتأييدِه.