غريب الكلمات:
بُشْرَاكُمُ: أي: بِشارَتُكم الَّتي تُبَشَّرون بها، والبُشرى تُطلَقُ على الإخبارِ بما يَسُرُّ، وما يُعطَى للمُبشَّرِ، وأصلُ (بشر): ظهورُ الشَّيءِ مع حُسْنٍ وجَمالٍ [238] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (22/399)، ((غريب القرآن)) للسجستاني (ص: 129)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (1/251)، ((الهداية)) لمكي بن أبي طالب (11/7314)، ((المفردات)) للراغب (ص: 125). .
انْظُرُونَا: أي: انتَظِرُونا، مِنَ النَّظَرِ بمعنى الانتِظارِ، ومِنْه النَّظِرةُ: وهي التَّأخيرُ، وأصلُ (نظر): يدُلُّ على تأمُّلِ الشَّيءِ ومُعايَنتِه، ومنه الانتظارُ، كأنَّه يَنظُرُ إلى الوقتِ الَّذي يَأتي فيه [239] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (22/400)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/444)، ((المفردات)) للراغب (ص: 813)، ((الكليات)) للكفوي (ص: 905). .
نَقْتَبِسْ: أي: نَستَضِئْ، والقَبَسُ: شُعْلَةُ النَّارِ، وأصلُ (قبس): يدُلُّ على صِفةٍ مِن صِفاتِ النَّارِ [240] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (22/400)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/48)، ((المفردات)) للراغب (ص: 652)، ((الكليات)) للكفوي (ص: 915). .
مِنْ قِبَلِهِ: أي: مِنْ جِهَتِه، وقِبَلُ: أي: الجهةُ المقابِلةُ، ويُقالُ: فَعَل ذلك قِبَلًا، أيْ: مُواجَهةً. وهذا مِن قِبَلِ فُلانٍ، أيْ: مِن عِنْدِه، كأنَّه هو الَّذي أقْبَل به عليكَ، وأصلُ (قبل): يدُلُّ على مُواجَهةِ الشَّيءِ للشَّيءِ [241] يُنظر: ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (5/51)، ((تفسير الرسعني)) (7/640)، ((تفسير الشوكاني)) (5/204)، ((تفسير ابن عاشور)) (27/384). .
فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ: أي: أهْلَكْتُموها وأضْلَلْتُموها بالنِّفاقِ، أو: أوقَعْتُموها في بَليَّةٍ وعذابٍ. وفِتنتُهم أنفُسَهم في هذا الموضعِ كانت النِّفاقَ، والفِتنةُ في الأصلِ: الاختِبارُ والابتلاءُ والامتِحانُ، مأخوذةٌ مِن الفَتْنِ: وهو إدخالُ الذَّهبِ النَّارَ؛ لِتَظهَرَ جَودتُه مِن رَداءتِه [242] يُنظر: ((تأويل مشكل القرآن)) لابن قتيبة (ص: 260)، ((تفسير ابن جرير)) (22/404)، ((المفردات)) للراغب (ص: 624)، ((تفسير ابن جزي)) (2/346)، ((أضواء البيان)) للشنقيطي (7/545). قال الشنقيطي: (الفِتنة أُطْلِقَتْ في القرآنِ ثلاثةَ إطلاقاتٍ، وبعضُهم يقولُ: أربعةُ إطلاقاتٍ. أمَّا الإطلاقاتُ الثَّلاثُ الَّتي لم يُخالِفْ فيها أحَدٌ: فمنها إطلاقُ الفِتنةِ على الاختبارِ، وهو أشهَرُها في القرآنِ. ومنها إطلاقُ الفتنةِ على الإحراقِ بالنَّارِ؛ لأنَّ العربَ تقولُ: فَتَنْتُ الذَّهبَ، إذا سَبَكْتَه في النَّارِ وأذَبْتَه، أي: لِيَتبَيَّنَ أخالِصٌ هو أم زائِفٌ. ومِن إطلاقِ الفِتنةِ على مُطْلَقِ الوضعِ في النَّارِ قولُه تعالى: يَوْمَ هُمْ عَلَى النَّارِ يُفْتَنُونَ [الذاريات: 13]، أي: يُحْرَقون بالنَّارِ، والعياذُ بالله... وكذلك تُطْلَقُ الفِتنةُ على نتيجةِ الاختبارِ إن كانت سيِّئةً خاصَّةً؛ كالمعاصي والكفرِ، فإنَّ الكفَّارَ والعُصاةَ اختَبَرَهم اللهُ بالأوامرِ والنَّواهي، فكانت نتيجةُ الاختبارِ فيهم غيرَ محمودةٍ، حيث كفَروا وعَصَوْا؛ ولِذا يُطْلَقُ اسمُ الفِتنةِ على الكفرِ والمعاصي، ومنه قولُه تعالى: وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ [البقرة: 193] ، أي: حتَّى لا يَبقى شِرْكٌ. الرَّابعُ: إطلاقُ الفتنةِ بمعنَى الحُجَّةِ، كما قاله بعضُ العلماءِ في قولِه...: ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ [الأنعام: 23] ، أي: حُجَّتُهم). ((العذب النمير)) (1/325). وذكر ابنُ قُتَيْبةَ مِن معاني الفِتنةِ أيضًا: الصَّدَّ والاستِزلالَ، واستشهَد بقولِه تعالى: وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ [المائدة: 49] أي: يَصُدُّوك ويَستَزِلُّوك. وقولِه: وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ [الإسراء: 73] ، وقولِه: مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ بِفَاتِنِينَ * إِلَّا مَنْ هُوَ صَالِ الْجَحِيمِ [الصافات: 162، 163] أي: صادِّينَ. وذكر مِن معانيها: العِبْرةَ، واستشهَد بقولِه تعالى: رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ [يونس: 85]، وقولِه: رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا [الممتحنة: 5] ، قال: (أي: يَعتَبِرونَ أمْرَهم بأمْرِنا، فإذا رأَوْنا في ضرٍّ وبلاءٍ، ورأَوْا أنفُسَهم في غِبْطةٍ ورَخاءٍ؛ ظنُّوا أنَّهم على حقٍّ، ونحن على باطلٍ). ((تأويل مشكل القرآن)) (ص: 260). .
وَتَرَبَّصْتُمْ: أي: انتَظَرْتُم بالمُؤمِنينَ حُلولَ الهلاكِ بهم، أو: تأخَّرْتُم بالتَّوبةِ، وأصلُ (ربص): يدُلُّ على الانتِظارِ [243] يُنظر: ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/477)، ((المفردات)) للراغب (ص: 338)، ((الكليات)) للكفوي (ص: 320). .
وَارْتَبْتُمْ: أي: شَكَكْتُم، وأصلُ (ريب): يدُلُّ على شَكٍّ [244] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 453)، ((تفسير ابن جرير)) (22/405)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (2/463)، ((المفردات)) للراغب (ص: 368). .
الْغَرُورُ: أي: الشَّديدُ التَّغريرِ والخِداعِ، والمرادُ به الشَّيطانُ، يقالُ: غَرَرتُ فُلانًا: إذا أصبْتَ غِرَّتَه ونِلتَ منه ما تُريدُه، مِنَ الغِرَّةِ: وهي الغَفلةُ [245] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (22/406)، ((الهداية إلى بلوغ النهاية)) لمكي بن أبي طالب (11/ 7318)، ((المفردات)) للراغب (ص: 603، 604)، ((تفسير ابن عاشور)) (22/259). .
فِدْيَةٌ: أي: عِوَضٌ وبَدَلٌ، وأصلُ (فدي): يدُلُّ على جَعْلِ شَيءٍ مكانَ شَيءٍ حِمًى له [246] يُنظر: ((تفسير ابن جرير)) (22/407)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (4/483)، ((المفردات)) للراغب (ص: 627). .
مَأْوَاكُمُ: أي: مَثْواكم ومَسكَنُكم، والمأوى: مكانُ كُلِّ شَيءٍ يَأْوِي إليه، وأصلُ (أوى): يدُلُّ على التَّجَمُّعِ [247] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 453)، ((تفسير ابن جرير)) (22/408)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (1/151)، ((الكليات)) للكفوي (ص: 870). .
مَوْلَاكُمْ: أي: مَصيرُكم، وأولَى بكم، وأصلُ (ولي): يدُلُّ على قُربٍ [248] يُنظر: ((غريب القرآن)) لابن قتيبة (ص: 453)، ((تفسير ابن جرير)) (22/408)، ((مقاييس اللغة)) لابن فارس (6/141)، ((الكليات)) للكفوي (ص: 870). .